القاهرة 20 مايو 2021 الساعة 01:02 م
يتعرض الشعب الفلسطيني منذ أيام -وحتى اللحظة- لصنوف العنف والإرهاب كافة من قبل جيش الاحتلال، وهو ما دفع فصائل المقاومة للرد والدفاع عن الشعب والأرض، والتحرك المصري للوساطة من أجل إيقاف ما تتعرض له فلسطين من اعتداءات، وإعلان مبادرة إعادة إعمار غزة؛ وهو ما يأتي فى إطار الدور المصري التاريخي من القضية الفلسطينية.
وسط ما تتعرض له فلسطين من اعتداءات إرهابية لا يسعنا إلا أن نطالب بضرورة الحفاظ على التراث الفلسطيني (المادي، وغير المادي) وتعريف الأجيال في الأقطار العربية كافة به وتدريسه لهم -خاصة أن التراث الفلسطيني يمثل المخزون التاريخي للشعب الفلسطيني الأعزل- ولتعريف الأجيال القادمة على نحو صحيح بالقضية الفلسطينية من مصادرها التراثية الشعبية.
التراث الفلسطيني أيضا حافل بالقيم المجتمعية الثقافية التي توارثتها الأجيال من تراث أغاني وأهازيج ومأكولات، وكذلك الأعمال والمهن الحرفية اليدوية؛ والزي الفلسطيني، والتراث المعماري، وجميعها تؤرخ على نحو صادق تاريخ القضية الفلسطينية بلا تضليل وهو ما يضمن سلامة ان تتعرف الأجيال القادمة حقيقة ما يجرى فى فلسطين وحتى لا يكونوا عرضه لتلقي معلومات مغلوطة ومضللة عن القضية الفلسطينية من خلال مواقع التواصل الاجتماعي والإنترنت.
في 18 أبريل من كل عام يحتفل الشعب الفلسطيني بيوم التراث الفلسطيني، ويعود الفضل وراء إعلان هذا اليوم يوما للتراث الفلسطيني إلى المؤرخ الفلسطيني نمر سرحان، ففي عام 1966م كان يُعدّ برنامجا باسم "قريتي هناك" عن الهوية العربية الفلسطينية لإذاعته على إذاعة صوت فلسطين، ولكن لم يكتب لهذا البرنامج أن يذاع لأسباب سياسية، وهو ما دفع المؤرخ الفلسطيني نمر سرحان لدراسة وجمع التراث الفلسطيني من أجل الحفاظ على الفلكلور الفلسطيني؛ حتى تكللت جهوده ومسيرته بإقرار مجلس الوزراء عام 1999 اعتبار 18 أبريل من كل عام يومًا لإحياء مظاهر التراث الفلسطيني.
إنّ الحفاظ على التراث الفلسطيني وتعليمه في الأقطار العربية كافة يعني الحفاظ على وجود الشعب الفلسطيني الذي يتعرض لحملات التهويد والتهجير يوميًّا على أيدى سلطة الاحتلال الإسرائيلي، وهو ما نتمنى أن نراه في مدارسنا وجامعاتنا وأنشطة جميع وزارات الثقافة العربية ووسائل إعلامنا.