القاهرة 02 مايو 2021 الساعة 06:21 م
كتبت: نهاد إسماعيل المدني
تستمر فعاليات اليوم الثامن لليالي رمضان الثقافية والفنية والتي تشارك بها الهيئة العامة لقصور الثقافة عبر برنامج "أهلا رمضان' بالحديقة الثقافية بمنطقة الحوض المرصود بحي السيدة زينب، وتتنوع الأنشطة المقدمة من خلال الإدارات المختلفة بالهيئة، حيث تقام العديد من الفعاليات التي تستهدف مختلف الفئات والأعمار.
واستهل البرنامج أول فقراته بإشراف الإدارة المركزية للشئون الثقافية بالهيئة وفقرة "قال الراوي" والليلة الثالثة مع السيرة الهلالية وغناء المربعات التي قدم لها الشاعر والباحث مسعود شومان بمصاحبه شاعر الهلالية عز الدين نصر الدين وفرقته، حيث قدم التراث الشعبي وتوهجه وسط أجواء تراثية وشعبية ودينية بحي السيدة زينب حيث توافد المحبين لتتألق الليالي في محبة التراث الشعبي وسط تفاعل كبير بين الجمهور.
والتقت مصر المحروسة بالشاعر الكبير مسعود شومان
حيث بدأ حديثه قائلا: السيرة الهلالية هي عمدة الفنون الشفاهية لأنها نص يحمل الحكاية والموال والمربع وعادات وتقاليد وتاريخ القبائل وهجراتها المختلفة، فالسيرة ليست كما يتخيلها البعض أنها مجرد حملات وحروب بين القبائل، وينبغي الاهتمام بها فهي السيرة الوحيدة الباقية من كل السير الشعبية، فلم يعد يُروى علي الزيبق، وحمزة البهلوان، والظاهر بيبرس، وعنترة، فهذه السير ماتت شفاهيا ولم يبق منها إلا ما يوجد بالكتب، ولا يوجد رواية شفاهية حية غير السيرة الهلالية.
وبالتالي مهم أن نستدعيها دوما ويستمع الناس لجزء من تراثهم، والسيرة تتميز أيضا بتضمينها عدة فنون وعناصر فنية متعددة مثل الموسيقى والشعر والحكي والأزياء والآلات وعناصر فنية أخرى، والسيرة تحافظ على بقاء موسيقى فن المربع والموال وطرق أخرى في الأداء الموسيقي.
وأشار شومان أن مظمة اليونسكو اعتبرت السيرة الهلالية من كنوزنا المصرية واعتمدتها بقائمة التراث العالمي، واعتبر أن ما نفعله الآن بتقديم السيرة الهلالية للجمهور العادي غير المتخصص مهمة وطنية للحفاظ علي رباط السير والحفاظ على شعرائها، وأعرب عن سعادتي لتحلق الجمهور حول السيرة وتتبعها وسماع روايتها، ومعنا اليوم اثنين من أهم شعراء السيرة ينتميا لمحافظة سوهاج مركز البلينة وهم محمد عزت نصر الدين، وعز عزت الدين نصر الدين.
وأوضح شومان أنه دعا الهيئة العامة لقصور الثقافة في أول ليلة بالاحتفالية لتأسيس الفرقة القومية للسيرة الهلالية وأن تعتمد لها ميزانيات وتمثلنا في مصر والمحافل الدولية، ومن هنا نحافظ على الرواة ونعفيهم من أن يغنوا بالأفراح لتوفير احتياجتهم الحياتية، وغناء كلام استهلاكي ليس له قيمة وينسوا معه السيرة مم يؤثر على الحفاظ عليها.
ثم عقدت ندوة بمقهى "نجيب محفوظ" حول كتاب "نزهة في أرض المسرح" للكاتب الصحفى يسري حسان، وناقش أفكار الكتاب معه الناقد محمد زعيمة والناقد أحمد خميس وأدارها الدكتور حمدى سليمان، حيث دارت الندوة حول الحركة المسرحية عموما ومسرح الثقافة الجماهيرية على وجه الخصوص، والحراك المسرحى وآليات وطرق دعمه وتقويمه خلال الفترة الراهنة، كما أستعرضوا تاريخ الحركة المسرحية في مصر بشكل عام.
ثم عقدت ا?مسية الشعرية الغنائية التى شارك فيها الشعراء بكرى عبد الحميد، محمد جاد المولى، فتحى نجم ، صلاح نعمان، شادية الملاح، علية طلحة، وليد ثابت، محب عيد وغيرهم، بمصاحبة المطرب عهدى شاكر الذي تغنى بباقة من أشعار وأغاني التراث مثل لاجل النبي والغجرية وأدار الأمسية الشاعر مدحت العيسوى.
وانتقلت مصر المحروسة الي ركن آخر خاص بندوات إصدارات الهيئة بإدارة النشر والتي أقامت ندوة حول كتاب 'العمامة المستنيرة "للكاتب د. أحمد محمد سالم وأدارها الباحث الحسيني عمران، وتدور فكرة الكتاب حول تجديد الفكر الديني عند عبد المتعال الصعيدي، والتقت مصر المحروسة مع المؤلف د.احمد محمد سالم أستاذ الفلسفة بكلية الآداب جامعة طنطا، الذي أوضح أن الكتاب يعالج قضيه تجديد الفكر الديني وهي من القضايا الملحة في الفتره الحالية في ظل تعرض مصر للإرهاب وارتفاع معدلات الطلاق وكثرة المشاكل الاجتماعية، كما عالج الكتاب من خلال تناول أفكار الشيخ عبدالمتعال الصعيدي عدة قضايا أخري مثل تطوير التعليم الأزهري، وتجديد العلوم الإسلامية، بجانب اهتمامه بالفتاوى حيث أفتى بعدم قتل المرتد وعدم قطع يد السارق، وأشار أن الحدود في الإسلام غير ملزمة مم جعل الأزهر يعاقبه، كما أن اجتهاداته في المسائل الاجتماعية مثل إباحة التمثيل وتجسيد الأنبياء وحق المرأة في طلب الخلع ووجوب أن يكون الطلاق كتابي يوحي بأن كل أفكاره تقدمية تماما حتى بالنسبة لوقتنا الراهن، وأعتقد أننا بحاجة قوية الآن إلي إعادة الفكر التنويري مثل فكر محمد عبده وعبد المتعال الصعيدي وأمين الخولي في تدريس العلوم الإسلامية والإصلاح الديني لممواجهة الأفكار الرجعية والمتطرفة والهدامة.
وبالقرب تُقام الا?نشطة الفنية الثقافية الموجهة للطفل مثل ورش الرسم والتلوين والأشغال اليدوية، وأيضًا الجزء الخاص بأنشطة ذوي الاحتياجات الخاصة التي تُقام تحت إشراف المتخصصين من إدارة التمكين الثقافي وإدارة المواهب والجمعيات الثقافية بهيئة قصور الثقافة، كما يستمر عرض اللوحات الخاصة بالاحتفاء بذكرى تحرير سيناء من نتاج الورشة الفنية المقامة منذ بداية الحدث.
يشار أن فعاليات "أهلًا رمضان" تستمر بالحديقة الثقافية بمنطقة الحوض المرصود بحي السيدة زينب حتي الرابع والعشرين من شهر رمضان الجاري، وذلك تحت إشراف ودعم وزارة الثقافة مع ضرورة تطبيق قواعد التباعد الاجتماعي والإجراءات الاحترازية وضرورة ارتداء الكمامة لمواجهة فيروس كورونا حفاظا على سلامة الجمهور.