القاهرة 28 مارس 2021 الساعة 05:28 م
كتب: المحرر الثقافي
افتتح الدكتور خالد العناني وزير السياحة والآثار مصنع المستنسخات الأثرية بمدينة العبور، الذي يعد الأول من نوعه في مصر والشرق الأوسط، والذي تم إنشاؤه بالتعاون مع شركة "كنوز مصر للنماذج الأثرية"، وقد رافقه في الافتتاح الدكتور مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، واللواء هشام شعراوي رئيس مجلس إدارة شركة "كنوز مصر للنماذج الأثرية"، والدكتور أحمد غنيم الرئيس التنفيذي لهيئة المتحف القومي للحضارة المصرية، واللواء عاطف مفتاح المُشرف العام على مشروع المتحف المصري الكبير والمنطقة المحيطة به، وإيمان زيدان مساعد الوزير لتطوير المتاحف والمواقع الأثرية.
واستهل الوزير الافتتاح بالإعراب عن خالص التعازي لأسر ضحايا حادث قطار سوهاج، متمنيًا الشفاء العاجل للمصابين كافة وأن يحفظ الله مصر وجميع المصريين. ووصف الوزير افتتاح المصنع بالخطوة المهمة التي كان لا بد منها، معربًا عن فخره وسعادته البالغة للانتهاء من هذا المشروع الطموح الناجح والذي بدأت أعمال إنشائه منذ حوالي عام ونصف، والذي جاء لمواكبة متطلبات السوق المحلي والعالمي في صناعة النماذج الأثرية، حيث يتم ذلك على أعلى مستوى من الخبرة الفنية المتميزة على أيدي فنانين مصريين متخصصين ذوي خبرة وكفاءة عالية، وأوضح أن هذا المشروع ليس مشروعًا تجاريًّا، ولكنه يهدف إلى تقديم الصناعة المصرية للعالم ويساهم في حماية التراث الحضاري والثقافي المصري وحماية حقوق الملكية الفكرية للآثار المصرية.
وأضاف الوزير أن ذلك يأتي في إطار العمل على استراتيجية الدولة للتنمية المستدامة وتعزيز الاستفادة من التراث الحضاري والأثري العريق الذي تزخر وتتميز به الدولة المصرية بما يلبي الاحتياجات السياحية والاقتصادية ذات المردود الإيجابي والثقافي الفريد والهوية المصرية، كما أنه سيعمل على تنمية الموارد المادية للوزارة وبالتالي زيادة الدخل القومي. وأشار الدكتور خالد العناني إلى أن كل مستنسخ أثري يتم إنتاجه بالمصنع يحمل ختمًا خاصًّا بالمجلس الأعلى للآثار، وشهادة معتمدة تفيد بأنه قطعة مقلدة وصورة طبق الأصل وأنه من إنتاج الوزارة، إلى جانب وجود (باركود) يمكن من خلاله التعرف على المعلومات كافة الخاصة بهذه القطعة باللغتين العربية والإنجليزية مثل المادة المصنوعة منها والوزن واسم ومكان عرض القطعة الأصلية مما يسهم في حماية منتجات الوحدة من التقليد والتزييف.
وتحدث الوزير عن المستنسخات الأثرية التي تعتبر من المنتجات المهمة التي يتم تسويقها في قطاع السياحة بما يعكس مدى أهمية هذه النماذج الأثرية اهتمام العالم بها ومحاولة اقتنائها محليًّا ودوليًّا كهدايا تذكارية، مشيرًا إلى أن إنتاج مستنسخات ذو صناعة مصرية كان طلب الكثير من السائحين، كما أنها ستكون هدايا تذكارية قيمة عليها ختم الدولة المصرية والتي من الممكن أن يقدمها المصريين بالخارج كهدايا خارج مصر، مضيفا إلى أنه سيتم إتاحة هذه المستنسخات الفنادق والبازارات السياحية المختلفة بأسعار خاصة، وأنه يمكن للمصنع أيضًا التصنيع للغير في متاحف أخرى في العالم نظرًا لكفاءة الأيدي العاملة المصرية.
وأعلن الوزير أنه سيتم افتتاح أول منفذ بيع رسمي لهذه المستنسخات في المتحف القومي للحضارة المصرية اعتبارا من 4 أبريل المقبل بعد افتتاح المتحف رسميا واستقباله لموكب المومياوات الملكية، مشيرا إلى أنه سيتم إتاحة منافذ بيع رسمية لهذه المستنسخات في المحافظات كافة والمتاحف والأسواق في القريب العاجل بما يساهم في تشجيع الصناعة المصرية. وأضاف أنه سيتم أيضا تصدير بعض المنتجات خارج مصر، بالإضافة إلى مشاركتها في المعارض السياحية الخارجية، وقدم الدكتور خالد العناني جزيل الشكر لفريق العمل والقائمين كافة على العمل في هذا المشروع الضخم، وتفقد الوزير خلال الافتتاح أقسام المصنع بالكامل ووحدات الإنتاج اليدوي والمُميكن، وقاعة العرض، كما استمع للعاملين بالمصنع عن آليات سير العمل به.
وأشار الدكتور مصطفي وزيري إلى أن إنشاء هذا المصنع لم يكن البادرة الأولى لاهتمام الوزارة بإنتاج النماذج الأثرية، بل أنه جاء تطورا لدمج وحدة النماذج الأثرية التي قام المجلس الأعلى للآثار بإنشائها بقلعة صلاح الدين الأيوبي عام 2010 مع مركز إحياء الفن الذي تم إنشائه عام 1982م، موضحا أنه لأول مرة يكون هناك مصنع كبير مهيأ لهذا العمل بصورة أكثر. وأضاف أن المصنع يعمل به حوالي 150 من الفنانين والمرممين والحرفيين المتخصصين ذوي خبرة وكفاءة عالية في المجال معظمهم من أبناء الوزارة، مشيرا إلى أن معظم المنتجات تكون صناعة يدوية.
وأشار اللواء هشام شعراوي رئيس مجلس إدارة شركة "كنوز مصر للنماذج الأثرية" إلى أن هذا المصنع قد تم الانتهاء من إنشائه في نهاية 2020، وبدأ بعد ذلك في تشغيل تجريبي له أنتج خلاله 6400 قطعة متنوعة منها خشبية وخزفية وحجرية ومعدنية ومجموعة من كنوز الملك توت عنخ آمون.
* تعرف على تفاصيل أول مصنع للمستنسخات الأثرية في مصر:
- تبلغ المساحة الكلية للمصنع حوالي 10 آلاف متر مربع، كما أنه مجهز بأعلى وسائل التكنولوجيا وأحدث الماكينات المتخصصة، والتي تشمل خطوط إنتاج يدوية مميكنة لسبك المعادن لإنتاج ورفع كفاءة المنتجات من المشغولات المعدنية، وخط للأخشاب والنجارة لإنتاج جميع المشغولات الخشبية، وخط القوالب لعمل الاسطمبات، والقوالب المطلوبة لخطوط الإنتاج والنحت والطباعة والرسم والتلوين منها إنتاج زجاج ملون وطباعة التيشرتات، بالإضافة إلى قاعة عرض المستنسخات التي يتم إنتاجها.
- لم يغفل مصنع كنوز عن دوره في مجال الحفاظ على البيئة واستغلال جميع الموارد حيث بدء في خط إنتاج لإعادة التدوير من حيث استخدام المخلفات في صناعة أعمال فنية ولوحات مثل قشر البيض وأوراق الأشجار وغيرها.
- سيتم تحقيق الاستفادة القصوى من الكفاءات الفنية المصرية الموجودة حاليا وإيجاد فرص عمل للشباب لمواكبة متطلبات السوق المحلية والعالمية، وتلبية حجم الإقبال المتزايد على شراء نماذج الآثار المصرية.
- يحتوي مصنع كنوز للنماذج الأثرية على العديد من الأقسام والورش والتي تشمل قسم الصب والاستنساخ، قسم الرسم والتلوين، قسم سبك المعادن، قسم المشغولات الخشبية، قسم التطعيم، قسم المشغولات المعدنية، قسم النحت، قسم الخزف، قسم التعبئة والتغليف، جميع الأقسام السابق ذكرها مزودة بأحدث الأجهزة وماكينات التشغيل والتصنيع المميكن منها خط سبك المعادن وماكينة DMG لتصنيع الفورم والاسطمبات المعدنية وماكينة ليزر حفر وتشغيل المعادن، وأجهزة وماكينات تصميم وطباعة وربوت لنحت وتشكيل الكتل الصخرية الصلبة مثل الجرانيت والبازلت والديوريت وراوتر 2D وراوتر 3D للمشغولات الخشبية راوتر للرخام.
يشار أن المجلس الأعلى للآثار كان قد أولى الاهتمام بإنتاج النماذج الأثرية منذ عام 1982م؛ حيث تم إنشاء مركز إحياء الفن ليكون بداية فكرة لإنتاج نماذج أثرية، واستمر المركز في الإنتاج، ومن ثم قام المجلس الأعلى للآثار بافتتاح الوحدة الأثرية للنماذج الأثرية بقلعة صلاح الدين الأيوبي بالقاهرة في 2010م حيث عملت وحدة النماذج على فتح مجالات جديدة لإنتاج النماذج الأثرية المطابقة للأثر الأصلي في جميع العصور، ثم تم بعد ذلك الدمج بين مركز إحياء الفن والوحدة الأثرية للنماذج الأثرية بالقلعة، ومن ثم تم إنشاء شركة كنوز .