القاهرة 25 مارس 2021 الساعة 01:52 م
مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية في عقده الأول.. بطاقة تعريف متجددة
بقلم: وائل سعيد
غدًا، تنطلق الدورة العاشرة لمهرجان الأقصر للسينما الأفريقية وتستمر فعالياتها حتى الأول من أبريل، مكملة العقد الأول منذ بداية انطلاقة المهرجان في عام 2012، وتحمل هذه الدورة اسم الفنانة الراحلة مديحة يسري بمناسبة مرور مائة عام على ميلادها في 3 ديسمبر 1921، تحت شعار "عشر سنوات من الخيال"؛ وهو عنوان الكتاب التذكاري للمهرجان الذي ظهر بإعداد متميز للكاتب والناقد سعد القرش، كما تهدي إدارة المهرجان الدورة للراحلين: الفنان المصري محمود المليجي، والنجم الكبير محمود ياسين، والسينمائي والروائي المغربي نورالدين الصايل، والممثل السوداني الهادي الصديق.
صورة وكتابة:
السيناريو هو الخطة العامة لما ستسير عليه الأحداث، فيما يقوم الممثل بنقل الصورة الأخيرة للمُشاهد على مستوى الشكل والمضمون، واستخراج مشاعر وأحاسيس الشخصية الدرامية؛ من هنا تأتي أهمية الشراكة التي توفرت لمهرجان الأقصر للسينما الأفريقية، والذي يعتمد على العديد من الكادرات السينمائية والفنية طوال الدورات السابقة في ترسيخ اسمه على الخريطة الدولية للمهرجانات.
رحلة طويلة على مدار عشر سنوات بدأت من الصورة والكتابة: السيناريست سيد فؤاد رئيس المهرجان ومؤسسه، والفنانة عزة الحسيني مديرة المهرجان، لقد حرصت إدارة المهرجان على التنوع والتجديد في كل دورة، كما راعت أن تكون حفلات الافتتاح والختام من داخل المعابد في الأقصر بما تنطوي عليه من رسالة ثقافية وسياحية مهمة، وتقام هذه الفعاليات جنبًا إلى جنب وسط زوار المعابد والأماكن الأثرية المفتوحة دون تعطيل النشاط السياحي، وهنا تضح الدلالة الأمنية المهمة في ذلك للسائح الأجنبي على أرض مصر.
وعلى جانب آخر قدم المهرجان جزءًا مهمًا لدعم صناع السينما من شباب القارة الإفريقية من خلال عدة ورش متنوعة، منها ورشة المخرج العالمي هايني جريما، حيث تعاون على مدار خمس سنوات مع أجيال مختلفة من الشباب الذين قدم عددًا كبيرًا منهم فيلمه الروائي الأول، فيما شق بعضهم الطريق إلى العالمية.
اهتم المهرجان أيضا بالدور المجتمعي الذي يمكن للسينما أن تحققه، فتولدت البرامج الجديدة من دورة لدورة، كبرنامج ملتقى السينما والتنمية الثقافية، حيث راعت الإدارة المكانة التاريخية لمصر واستغلال أقصى إمكانات القوى الناعمة في ذلك، فكما تقول عزة الحسيني مديرة المهرجان "مصر قلب أفريقيا" مؤكدة على أن العلاقة بين مصر وبين قارتها من شراكات وشتى أوجه التعاون علاقة حتمية وضرورية.
أيام السينما السبعة:
على مدار أسبوع، تعود الشاشة السحرية من جديد لعشاق السينما، وما يميز هذا العام هو إقامة جميع الفعاليات في الأماكن المفتوحة، وبين معابد مدينة الأقصر الأثرية. يُعرض خلال فعاليات المهرجان أكثر من خمسين فيلمًا من مختلف بلاد القارة الأفريقية في مختلف أقسام المهرجان من المسابقات الأربعة الرسمية والقسم الرسمي خارج المسابقة والأقسام الموازية، وفيلم افتتاح الدورة هو "هذه ليست جنازة، هذه قيامة" والمشارك بمسابقة الأفلام الروائية الطويلة.
على جانب آخر، تعود هذا العام الورشة الدولية لصناعة الفيلم المستقل والتي أخرجت أجيالًا من صناع السينما الأفارقة الشباب الذين شاركوا في المهرجانات الدولية الكبرى وحازوا على جوائز عالمية، كما أدار الورشة في الدورة الثامنة المخرج الكبير خيري بشارة.
وتتيح هذه الورش متنفسًا لشباب السينمائيين ممن يتلمسون خطاهم الأولى، والتي اشترطت في المتقدم أن يكون له عمل واحد علي الأقل يبرز إمكاناته، للمشاركة في الورشة التي تستمر لمدة 10 أيام وتنتهي بأن يقوم كل متقدم بإخراج مشروعه (فيلم قصير) يتم تصويره بالأقصر ويعرض في اليوم الختامي من المهرجان، ويدير الورشة المخرج المصري سعد هنداوي، الذي حرص على التكتم الشديد حول آليات الورشة هذا العام، رغم ذلك فقد أوضح بعض التصورات حول الجدوى من الورش السينمائية قصيرة الأجل وكيف يمكنها أن تساعد محبي السينما في خطواتهم الأولى.
يقول هنداوي: الورش السينمائية تعتبر بمثابة خطوة لمحبي السينما في بدايات تلمسهم لطريق صناعتها، هذه الخطوة ليست على المستوى التقني فقط، بل تتخطى ذلك مفسحة المجال لاختيار الدارس لنوع السينما التي يود صناعتها، كما تقدم هذه الجلسات الكيفية المثلى في قراءة وتذوق الأفلام، حيث يعتمد جزء كبير من الورشة على مشاهدة الأفلام القصيرة التي حققت نجاحات، بالإضافة إلى التطبيق العملي بالكاميرا والدراسة النظرية، وسينتج عن ذلك في نهاية الورشة مشروع تخرج للمشاركين.
كما يحتفي مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية في دورته العاشرة هذا العام" بالفن الثامن" الذي أضافه المجتمع الأوروبي للفنون السبعة السابقة، حيث يستضيف نجوم الساحرة المستديرة، مازجا بين فن السينما وفن كرة القدم، ومن خلاله يقوم بتكريم نجوم فن كرة قدم من أبناء القارة السمراء ضمن برنامج 10/10، كما يَعرض فيلمين عن كرة القدم، هما "روجيه ميلا الأسطورة" من الكاميرون و"الزمهلاوية" من مصر.