القاهرة 09 مارس 2021 الساعة 08:37 ص
الشاعر المجري الشهير دجو كوستولاني.
ترجمة: د. عبدالله عبدالعاطي النجار
يا إلهي، كم أحب المساء!
المساء طفل زنجي،
ينتظر أمه الزنجية الحزينة،
ويلعب إلى ذلك الحين ضالا.
ينفخ شعلة في الليل الأسود،
مصابيح مستديرة ومنبعجة ... نيران تهدر،
كما الولد الصغير الذي يلهو ويتسلى
بإطلاق كور من الصابون بشكل متواصل.
خطب الحزن أختي الصغيرة
وهي الآن تجلس فحسب، بلطف، في صمت
بين الزهور، بمفردها دائما.
هي أيضا زهرة. روحها زهرة ذابلة.
خطب الحزن أختي الصغيرة.
تنتظر بجوار نافذتنا المسكينة فحسب،
تسيطر المعاناة على قلبها،
وإذا تفتحت وردة فهي ليست لها.
خصلة شعرها الصامتة، الجادة
تحزن على رأسها بشكل مسكين – بشكل شاحب ويتيم –
مثل خصلة شعر، فتاة ميتة على وسادة التابوت.
وتنظر. بلطف، بعين ودودة، نقية،
لا تستطيع النحيب ولا تجرؤ على الضحك.
لكنها إذا لم تر أحدا في الغرفة،
وتلمست أو فتحت دولابها
فإنها تُحزن رأسها الحزين، وقد أضحت بلا إكليل يعلوها،
وإذا أحاطها الظلام
تتساقط دموعها بين الورود البرية ذات الشوك العجوز،
وقلبها، يا إلهي، ككأس متشققة –
كأس من الماس – يجلجل بشكل خرافي،
لأن أحدا ما لعب بهذا القلب النقي،
كسره والآن هكذا تنهيداتها،
أحيانا إذا ضلت طريقها إلى غرفتي،
أهمس لليل بصلوات فزعة
ولا أنام الليل.
أما هي فتنظر فحسب كيف تحيا الشمس غير المنقطعة
مرة أخرى تحت الحديقة –
شمس صفراء حزينة – وكيف يحل المساء الكسول
وتنتظر.
فالحزن قد خطبها.
إن مات أحد حينها
بعد الظهر بأبواق ناعقة
يحملون الصدمة، عبر شوارع حزينة
ويسمعون طوال اليوم هذه الموسيقى.
كم هو حزين، كم هو غير ضروري
القس وقبعة المطر والخدم،
مناديل الحِداد على العين
ومؤخرا على كتلة من التراب، إذا أتى المساء،
بكاء منعزل بالخارج في المقبرة،
أم، ترتدي ملابس حداد، باكية
تضبط إكليلا صغيرا من الصفيح على القبر...
لكن هذا رائع مع ذلك وفي قلبي الصغير
شيء ما يقول أن هذا هو الوحيد،
فقط هذا الحزن الكبير، الذي يسير هنا
ويجيب على حزني هادرا،
في الحلوق الذهبية السمينة للأبواق
إعصار بيتهوفن الرنان في السماء.
تَكبُر الآلات الموسيقية في السماء الضبابية
ومساء مساء على حافة حقل السحاب
أرى بشكل متكرر
أنه يسير في العتمة –
ضباب وموسيقى وسحب فحسب – مسيرة جنائزية ضخمة.