القاهرة 16 فبراير 2021 الساعة 09:25 ص
بقلم : د. هبة سعد الدين
فى هذا الوقت من كل عام يزورنا "الحب"، حاملًا معه المشاهد السينمائية والحوارات والأسماء التى ارتبطت في أذهاننا بالحب؛ فكلما ذُكر اسم "أحمد" لا بد أن يتبعه "منى"، تلك الأشياء ارتبطت بعدد قليل من الأفلام التي لا تتجاوز أصابع اليد؛ على الرغم من كثرة الأفلام الرومانسية التي قدمها الكثيرون، فكل فيلم لا بد وأن يحمل وجهًا من الحب، ومن يضاهي عبد الحليم وفريد وفوزي وأفلامهم التي كانت كلها "حب في حب"، لكن تيمة الحب التي نتذكرها ونعيش تفاصيلها تلك المليئة بالفراق واللوعة والألم، نجد أن المفارقة اللافتة أن تلك الأفلام بصورةٍ ما تكون أما مأخوذة عن السينما العالمية أو عن روايات مصرية!
ففيلم "نهر الحب" لعز الدين ذوالفقار مأخوذ عن الرواية العالمية "آنا كارنينا" لتولستوي، و"أغلى من حياتي" فتحي زكي ومحمد أبو يوسف للمخرج محمود ذوالفقار مأخوذ عن الفيلم الأجنبي "الشارع الخلفي"، وفيلما "بين الأطلال" للمخرج عز الدين ذو الفقار، و"اذكريني" للمخرج بركات مصدره رواية يوسف السباعي، و"حافية على جسر الذهب" للمخرج عاطف سالم عن قصة الكاتب إبراهيم الورداني! تلك المصادر الأدبية والعالمية جاءت بتلك الأعمال التي بقيت في الذاكرة واستمر بعدها يتردد النداء أحمد.. منى.
ترى هل تلك المعاناة والمشكلات والنهايات الحزينة مفتاح البقاء لتلك الأعمال؟ وهل النهايات المتوقعة والمعتادة لا تسمح بالتوحد مع الأبطال فننساهم بعد قليل؟ ليس غريبًا أن يكون آخر فيلم حب في الذاكرة "حبيبي دائما" 1981 (كوثر هيكل/حسين كمال) المأخوذ بصورة ما عن الفيلم الأجنبي "قصة حب"! بكل تفاصيل الألم التي ارتبطت بالمرض والنهاية الحزينة على شاطىء البحر.
قد يكون الانجذاب نحو تعاسة النهايات والمصير الحزين جانب من الشخصية الإنسانية بشكل عام، فالأفلام المأخوذ عنها تلك الأفلام أو الروايات العالمية نجحت كذلك على مستوى العالم، ويبدو أن هناك علاقة ما بين النهايات الحزينة والبقاء فى ذاكرة الحب، فها هما "حسن ونعيمة" أشهر قصص الحب المصرية التي قدمها على الشاشة عبد الرحمن الخميسي وبركات، و"عنتر وعبلة" بأصلها العربي في فيلم "عنتر بن شداد" لمحمد فريد أبوحديد وعبد العزيز سلام وبيرم التونسي وإخراج نيازى مصطفى؛ جاءا ومرا بعيدًاعن دائرة الحب، فقد قضت نهاياتهما السعيدة على فكرة البقاء عندما تزوج حسن المغنواتي لنراه بعد الفيلم فى خيالنا أبًا وزوجًا، ولم نكذب أعيننا عندما رأينا بعد سنوات فيلم "عنتر ابن ابن ابن شداد" لأيمن بهجت قمر وشريف إسماعيل، فقد كنا شهودًا على زواج عنترة!
مع ذلك الانحياز نحو الأفلام والروايات الغربية يبدو منطقيًّا ألا نرى عيد الحب المصري فى شهر نوفمبر، وننحاز لفلانتين فبراير، ونحتفي ونحتفل به، ونحضر له الدباديب الحمراء، وكأننا بصورةٍ ما نتحيز إلى الوجه الغربي من الحب!