القاهرة 14 فبراير 2021 الساعة 10:41 ص
كتبت: د. نهى عبد المعبود
الحب ذلك الشعور الخفي الذي يجعلنا نتقبل الحياة بكل مشاكلها وإحباطاتها وآلامها ومعاناتها؛ فعندما يعمل الرجل ويواجه الصعاب لأجل عائلته فلا يوجد دافع سوى الحب، وعندما تسهر الأم على راحة أولادها وتتحمل كل الصعاب من أجلهم فلا دافع سوى الحب، حتى الدفاع عن الدين الوطن العرض دافعه الوحيد هو الحب.
قال الله سبحانه وتعالى (لقد خلقنا الإنسان في كبد)
خلق الله الحب ليجعلنا نتقبل ذلك الكبد، خلق الله الحب ليعطي طعما حلوا للحياة؛ فبالحب يصبح التعب مريحا، والسهر على الأولاد مؤنسا، كل شيء بالحب له مذاق فريد، هو السكر الذي يجعلنا نتقبل مرارة الحياة.
ولكن هل خلق الله الحب عبثا؟!
سبحانه وتعالى جل شأنه لم يخلق شيئا من العبث وإلى العبث، فكل شيء عنده بحسبان وكل شيء عنده بقدر.. وبمناسبة عيد الحب دعونا نذهب في رحلة داخل الجسم البشري نستكشف فيها ما هو الحب وكيف يعمل؟!
الهرمون المسئول عن الحب في الجسم البشري:
OXYTOCINفي العام 1906 اكتشف هرمون الحب ال OXYTOCINهو الهرمون الرابع للسعادة
هو الهرمون المسئول عن OXYTOCIN كافة هرمون العلاقات الاجتماعية والناقلات العصبية الحسية العاطفية.
يفرز هرمون الأوكسيتوسين من منطقة المهاد في المخ حيث يخزن بعد ذلك في الغدة النخامية وبمجرد الإحساس بالشعور بالارتياح أو العناق أو الحميمية أو الأمان أو الاحتواء يفرز بكميات هائلة فيعمل على الشعور بالسعاده والنشوة ويعزز الحالة النفسية والإحساس بالحب.
الأوكسيتوسين وغريزة الأمومة:
فطر الله الأم سواء كانت من البشر أو من الحيوانات على حب وليدها، والارتباط الغريزى به منذ لحظة الميلاد فيما يعرف بغريزة الأمومة، فما السبب وراء هذاالشعور؟
هو السبب الرئيس وراءOXYTOCIN هرمون الحب..
عندما يبدأ الرحم في الاستعداد للمخاض يفرز كميات هائلة من الأوكسيتوسين من منطقة المهاد أسفل المخ؛ حيث يستقبل إشارات عصبية من الرحم ليفرز بكميات هائلة ليعمل على تهيئة الرحم للمخاض..
عندها يحدث انقباضات سريعة منتظمة لعضلة الرحم مما يساعد على لفظ الجنين، ولكن الإعجاز أنه في نفس الوقت يعمل على زيادة الترابط بين الأم ووليدها، فبسبب إفراز الأوكسيتوسين أثناء المخاض يحدث ذلك الارتباط الرهيب بين الأم ووليدها والذي يستمر مدى الحياة فيما يعرف بغريزة الأمومة.
الأوكسيتوسين والأطفال:
يعزز الأوكسيتوسين الشعور بالأمان والطمأنينة والحب والانتماء لدى الأطفال تجاه ذويهم؛ حيث أثبتت آخر الأبحاث أن العناق والاحتواء للأطفال دون الخامسة يؤثر على شعورهم بالأمان والدفء، ويعزز من ثقتهم بأنفسهم والذي يجعل منهم أطفالا أسوياء نفسيا إيجابيين سعداء، وأحيانا مبدعين على العكس من الأطفال الناشئين بعيدين عن ذويهم أو يعانون من مظاهر العنف الأسري.
كيف يعمل هرمون الأوكسيتوسين:
هرمون الحب هو الهرمون الرابع للسعادة؛ حيث يعمل على توسعة الأوعية الدموية وارتخاء الأعصاب وتعزيز إفراز السيروتونين، وهو أيضا من أهم هورمونات السعادة، وفي الوقت نفسه يقلل من إفراز هرمون الكورتيزول المعروف بهرمون التوتر الذي يتسبب في زيادة ضربات القلب الشد العصبي التوتر الاكتئاب وقلة النوم؛ فعندما يزيد هرمون الأوكسيتوسين يقل هرمون الكورتيزول مما يجعل الإنسان في حالة من الاستقرار النفسي والصحي ويعزز الإحساس بالحب.
الأوكسيتوسين والمناعة:
يعزز الأوكسيتوسين من كفاءة الجهاز المناعي حيث يقلل من مستويات الكورتيزول فيعزز الحالة النفسية ويقلل من التوتر والاكتئاب.
متلازمة القلب المكسور:
من منا لم يسمع يوما كلمة لقد كسر قلبي؟ كلنا تقريبا سمعناها كثيرا وقلناها كثيرا..
متلازمة القلب المكسور هي حالة حقيقية تحدث عند الشعور بالاكتئاب أو الإحباط أو كسر الارتباط النفسي؛ حيث يزيد من إفراز الكورتيزول مما يعمل على تعطيل وظيفه الضخ الطبيعية للقلب بشكل مؤقت، فيما تظل بقية عضلات القلب تعمل بشكل طبيعي أو قد تزيد تقلص عضلة القلب بقوة.
وهنا يأتي السؤال المنطقي بعد هذا المقال هل نستطيع استخلاص هرمون الحب وإعطاءه لشخص بعينه حتى يقع بالحب لنعيش في سيناريو من سيناريوهات الحب الرومانسية والخيال؟!
الإجابة للأسف لا لا يمكن إعطاؤه مستخلصا خارجيا لتعزيز الشعور بالحب، ولكن هناك صورا صناعية منه تعمل على التحضير للولادة وتحفيز عملية المخاض ..
وبعد كل هذا يظل الحب وسهم كيوبيد هو الشغل الشاغل لكل البشر، سنظل نرتبط بأغاني الحب ونتمايل معها نشوة وسنظل ننتظر مسلسلات الحب والرومانسية لننتقل معها لعالم وردي من السعادة والراحة والجمال..
إذا كنت ممن اختبر الشعور بالحب وكان له تأثير إيجابي أو سلبي عليك فأرجوك شاركنا برأيك وتجربتك في رسائل الصفحة.
دمتم بخير غير محرومين من نعمة الحب، وكل عيد حب وأنتم بخير.