القاهرة 11 فبراير 2021 الساعة 04:05 م
كتبت: هبة صبحي العسكري
شيد البارون إمبان قصره عام 1911 في قلب مصر الجديدة بالقاهرة -هليوبوليس سابقًا- تحديدًا في شارع العروبة على الطريق الرئيس المؤدي إلى مطار القاهرة الدولي، وقد بُني القصر على طراز فريد ومميز جدًّا، كما يعد القصر الوحيد فى العالم الذي لا تغيب عنه الشمس، والقصر ذو قاعدة خرسانية محمولة على رولمان بلي تدور على عجلات، بحيث يدور القصر كل ساعة.. قام بتصميم القصر المعماري الفرنسي ألكسندر مارسيل Alexandre Marcel وزخرفه جورج لويس كلود Georges Louis Claude واكتمل بناؤه عام 1911.
وقد حمل "إدوارد إمبان" لقب "بارون"، والذي منحه له ملك فرنسا تقديرًا لمجهوداته فى إنشاء مترو باريس؛ حيث كان "إمبان" مهندسًا من أفضل المهندسين المتميزين، وقد تعددت مواهب "إدوارد إمبان" ومن ضمن هذا المواهب والهوايات عشق السفر والترحال باستمرار؛ ولذلك انطلق بأمواله التي لا تحصى إلى معظم بلدان العالم.
وقد عشق "إمبان" مصر كثيرًا واتخذ قرارًا مصيريًّا بالبقاء في مصر حتى وفاته، كما أوصى فى وصيته أن يدفن في مصر حتى ولو وافته المنية خارجها.. وخلال إقامته بمصر بدأ يبحث عن مكان لنفسه ليعيش فيه ويكون قصره "قصر البارون" الذي أصبح الوحيد من نوعه فى العالم حتى الآن.
كانت منطقة مصر الجديدة فى ذلك الوقت مجرد صحراء خالية، وقدم "إمبان" خلال هذه الفترة للحكومة المصرية فكرة إنشاء حي فى الصحراء الشرقية، واختار لها اسم "هليوبوليس" أي مدينة الشمس.
محتوي القصر:
نجد أن القصر حجمه صغير من الداخل، فهو لا يزيد عن طابقين ويحتوي على سبع حجرات فقط، الطابق الأول عبارة عن صالة كبيرة وثلاث حجرات اثنين منهما للضيافة والثالثة استعملها البارون إمبان كصالة للعب البلياردو، أما الطابق العلوي فيتكون من أربع حجرات للنوم ولكل حجرة حمام ملحق بها، أما أرضية القصر فمغطاة بالرخام وخشب الباركيه، وبالنسبة للبدروم "السرداب" فكان به المطبخ وحجرات الخدم.
وقد صنعت أرضيات القصر من الرخام والمرمر الأصلي، حيث تم استيرادها من إيطاليا وبلجيكا، وزخارفه تتصدر مدخله بتماثيل الفيلة، كما تنتشر أيضًا على جدران القصر الخارجية والنوافذ على الطراز العربي، وهو يضم تماثيل وتحفًا نادرة مصنوعة بدقة بالغة من البلاتين والبرونز ومطعمه بالذهب بخلاف تماثيل بوذا والتنين الأسطوري.
أعمال الترميم:
تم ترميم القصر بتكلفة تصل إلى ستة ملايين جنيه، والقصر معروف أيضًا باسم Le Palais Hindou أو القصر الهندي، ويقع المبنى على مسطح 4000م2، ويتكون من بدورم ودورين، تم عمل الترميم اللازم لأسقف قصر البارون، وتشطيب الواجهات وتنظيف وترميم العناصر الزخرفية الموجوده به، كما تم استكمال النواقص من الأبواب والشبابيك ونزع جميع الأسقف المتهالكة، وكذا ترميم الأعمدة الرخامية والأبواب الخشبية والشبابيك المعدنية، وترميم الشبابيك الحديدية المزخرفة على الواجهات الرئيسة واللوحة الجدارية أعلى المدخل الرئيس، والتماثيل الرخامية بالموقع العام.
بالإضافة إلى القيام بأعمال رفع كفاءة الموقع العام للقصر وتنسيق الحديقة الخاصة، مع الحفاظ على معايير الأصالة خلال أعمال الترميم الخاصة بالقصر عن طريق إزالة الأسوار الحديدية غير الأثرية والتي تم إنشاؤها حول القصر عام 2006 بسبب سوء حالتها، كما أنها لا تتواءم مع القيمة الأثرية والمعمارية للقصر، ولم يتم بناء سور حجري بدلا منها، وقد تم الاستعانة بالرسومات الأصلية للقصر والمنفذة من قبل المهندس ألكسندر مارسيل وذلك لإنشاء أسوار بنفس تصميم الأسوار الأثرية القديمة والذي هو عبارة عن قاعدة طولية خرسانية أسفل منسوب سطح الأرض يعلوها أعمدة بانوهات حديدية بطول الواجهات مع وجود أعمدة حجرية بقطاع صغير موزعة على مسافات لتثبيت البانوهات الحديدية للأسوار، ولم يتم بأي حال إعاقة أو حجب رؤية القصر ليستمتع المارة بمشاهدة القصر وروعة تصميمه.