القاهرة 11 فبراير 2021 الساعة 10:20 ص
تفقد السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، والسيد رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، وعدد من الوزراء خلال الأيام الماضية "عزبة الهجانة" في حي مدينة نصر شرق، وطالب الرئيس بضرورة توفير الخدمات لقاطني العزبة، وفتح مجموعة طرق مناسبة وتوسعة الشوارع لتوفير المزيد من الخدمات للأهالي.
كما طالب الرئيس عبد الفتاح السيسي الوزراء بالنزول وسط المواطنين؛ للتعرف على حياتهم ومتطلباتهم، مؤكدا أن تكلفة التعليم أكبر من أي منطقة أخرى، وعدد المدارس بعزبة الهجانة غير كاف.
وتقع "عزبة الهجانة" أسفل الكوبري الشهير بكوبري الكيلو 4?5، وكثيرا ما يشار إليها بنفس الاسم "منطقة الكيلو 4,5"، ويتراوح عدد سكانها بين نصف مليون نسمة ومليون نسمة، وهو ما يفوق تقدير عدد السكان في حي مدينة نصر بأكمله، كما يبلغ عدد اللاجئين السودانيين بالآلاف "4500 أسرة" ممن تدفقوا على المنطقة بدءًا من منتصف العقد الأول من القرن الحالي بحسب ما قدرته مؤسسة "الشهاب".
ويصف الكاتب مايك دافيز عزبة الهجانة باعتبارها واحدة من العشوائيات الكبرى أو "الميجا - عشوائيات" في العالم، كونها من المناطق التي يسكنها عدد كبير من الأشخاص تجاوز عددهم المليون ساكن ممن يعيشون في أجواء غير آمنة تفتقد إلى الخدمات والتخطيط؛ وهو ما له بالغ الأثر على قتل أي موهبة إبداعية قد تولد في هذه الأجواء؛ لأن تكوين الشخصية الإبداعية يتشكل من خلال مجموعة من المحددات السلوكية والنفسية التي هي ابنة البيئة المحيطة؛ وبالتالي فرص ظهور شخصيات إبداعية في مثل هذه المناطق العشوائية ضئيلة للغاية.
وبحسب دراسة نشرها معهد خادم الحرمين بجامعة أم القرى حول المدن الإبداعية وخلق مناخات داعمة للابتكار، أظهرت أن بزوغ مفهوم المدن الإبداعية قبل عقدين من الزمن، سعى في المقام الأول من دمج السياسات الثقافية والاقتصادية على مستوى التخطيط الاستراتيجي إلى تشجيع سلسلة من الخصائص التي تتحد مع عوامل أخرى لإنتاج مدينة ناجحة؛ والتي تشمل التركيز على الجاذبية للسكان من خلال السعي في تعزيز جوانب مختلفة مثل إيجاد فرص عمل متعددة، مرافق ترفيهية جيدة، تعزيز الثقافة؛ والاستجابة للتحديات المتجددة من السوق العالمية التنافسية.
وأخيرا نعود إلى ما نشره صندوق تطوير المناطق العشوائية في تقرير له صدر عام 2013؛ أن المنازل الواقعة حول خطوط الضغط العالي "غير آمنة من الدرجة الثانية" ومن بينها منازل منطقة عزبة الهجانة؛ (بمعنى أن الهيكل المادي للمساكن غير آمن) و"غير آمنة من الدرجة الثالثة" (بمعنى أنها تمثل خطرا على صحة سكانها)؛ بحسب الخريطة السنوية للمناطق غير الآمنة في مصر، ونتساءل مرة أخرى هل فرص تكون شخصيات إبداعية في المناطق التي تعرف بالميجا عشوائيات كبيرة أم قليلة ومنها منطقة عزبة الهجانة؟ وللإجابة عن هذا السؤال يكفى أن نشير إلى موقف الرئيس عبد الفتاح السيسي الحاسم للقضاء على العشوائيات منذ توليه مقاليد الحكم؛ وإعادة فتح ملف ما يقرب من 1400 منطقة عشوائية انتشرت في ربوع مصر على مدار نصف قرن، بعد أن أهمل في العقود الماضية من قبل الحكومات المتتابعة.