القاهرة 09 فبراير 2021 الساعة 03:44 م
حوار: شيماء عبد الناصر حارس
الفنان التشكيلي عماد عزت خريج كلية الفنون الجميلة بالزمالك أول دفعة قسم النحت سنة 2005م، مشارك فعّال في حركة الفن التشكيلي المصري والعربي والعالمي من سنة 2000م. حاصل على العديد من الجوائز وشهادات التقدير المحلية والدولية. منها جائزة اقتناء من صالون الشباب 2009م، وجوائز الطلائع بجمعية محبي الفنون الجميلة من 2003 إلى 2007م، سمبوزيوم النحت علي الحجر بمحافظة المنيا 2004م، سمبوزيوم النحت الدولي بأسوان الدورة 26، أقام ثلاثة معارض فردية نحت حجر مباشر. الأول والثاني سنة 2008 و200م بالقاعة المستديرة بنقابة الفنانين التشكيليين، وحصون الصخر بمتحف محمود مختار 2020، صالون الغوري بالإسكندرية 2020، مسابقة ومعرض ما بعد الكورونا جاليري ضي 2020، بملتقى الخريجين الدولي الأول 2020، له مقتنيات متحف الفن المصري الحديث، مقتنيات لدى أشخاص داخل وخارج مصر.
حدثني عن بداياتك الفنية وكيف تعرفت على موهبتك في التشكيل؟
منذ حداثة سني وأنا مغرم بالفن المصري القديم فكنت دائم البحث في هذا الثراء والميراث الخالد الذي تركة لنا الأجداد. التحقت بكلية الفنون الجميلة لأروي شغفي بدراسة الفنون. وأثناء فترة الدراسة ازداد إحساسي شيئًا فشيئًا تجاه النحت المباشر على خامة الحجر وبعد تخرجي بكلية الفنون الجميلة. أخذت أطبق كل ما قد سلف على هيئة أعمال فنية تحمل في طياتها الكثير والكثير من الفكر والإحساس والجهد والعمل والمسئولية تجاه هذا الفن الخالد. حيث عرفه الإنسان القديم قبل معرفة الكتابة حيث نقش مظاهر حياته عليه.
ماذا عن خطتك قبل العمل والأسلوب الذي تتبعه في تحويل الفكرة إلى منحوتة أو تمثال؟
الفكرة بالنسبة لي هي كالإلهام تأتي من خلال تأملي في الطبيعة الخلابة، حيث أرى الشموخ في النخل العالي والقوة في الجبال والحركة في الرياح وغيرها من التأملات التي يهبها الله لنا من خلال الطبيعة التي تمجد وتعظم صنع الخالق العظيم. ثم أترجم هذا الثراء البصري إلى اسكتش سريع جدا على هيئة خطوط أتتبع خطاها حتي أصل إلى لغة حوار عميقة تتبلور من خلالها الفكرة وتنسج في إيقاع وانسجام والموسيقى تارة نغمة عالية وتارة أخرى نغمة هادئة ثم أتحاور مع الخامة التي ترشحها لي فكرة العمل فلكل عمل خامة ولكل خامة سلطة يجب علي الفنان احترامها.
كيف هي علاقتك بالخامات المختلفة وما أكثرها قربا إلى قلبك؟
الفكرة هي التي تحدد نوع الخامة فأنا دائما أحترم الخامات المستخدمة لإنتاج عملي الفني. فالنحات يجيد التعامل مع كل الخامات ولكن يبقى السؤال الدائم والحوار الأبدي بيني وبين العمل لأختار نوع الخامة.
وأكثر الخامات قربًا لقلبي هي الأحجار الصلبة فأنا أرى فيها حنانًا وعمقًا ودفئًا يجعلني أغوص بفكري في خبايا وأسرار الحجر.
سبب اختياري لنحت الأحجار كما ذكرت سابقًا لما له من أهمية تاريخية، وأيضا لما له من خصائص مصرية تعكس ثقافتنا وتأكد هويتنا المصرية القديمة واللون الأبيض في خامة الحجر الجيري يحمل ثراءً بصريًّا وحسيًّا يؤكد ويخدم ثقافة العمل ويؤكد المعني ويثبته.
ما هي الفكرة العامة في معرضك الأخير حصون الصخر؟
(حصون الصخر) هو التجربة الثالثة في خامة الحجر الجيري من سلسلة معارض فرديه سابقة. وما زلت أبحث في أسرار وخفايا هذه الخامة النبيلة وما تحمله من سحر ففكرة معرض هي (الحصون). كل قطعة تحمل بداخلها محتوى (الحصن) ومن خصائص الحصون (الاحتواء) فالاحتواء هو حالة تجمع بين الحب والحنان والحنين والآمن والأمان والطمأنينة وأحاسيس كثيرة تعجز الكلمات عن وصفها، فتظهر هذه الحالة غير الملموسة وغير المرئية على هيئة منحوتة بسيطة. مستمد فلسفتي في العمل على بناء الكتلة كحضارة الأجداد. فخطوط الأعمال لينة غير حادة والملامس متنوعة بين الخشن والناعم استخدمها كل على حدة لخدمة العمل الفني وأهتم بنحت الفراغ الخارجي وأحاوره لإيجاد علاقة حسية بين الكتلة والظل والضوء. فأنا لا أرهق العمل في التفاصيل بل أهتم بالحوار الدائم في اختزال بسيط يلمس فؤاد المتلقي ليكون في حالة حوار مع العمل. تتخلل أعمالي حركات بسيطة تداعب الضوء ليكون لحنًا حسيًّا يعزف بأوتاره ليلمس القلب.
بالطبع عنوان المعرض حصون الصخر يعني أن كل قطعة حجر تروي لنا عما بداخلها من أحاسيس صادقة بطريقة سهلة وممتنعه كي تصبح جمالا يخاطب روح المتلقي في ظل الظرف الذي يمر به العالم من وباء كورونا اللعين.
موضوعات المعرض تتراوح ما بين المواضيع ذات الصلة المباشرة بالإنسان، وتناول بعض الموضوعات كالاحتواء والأسرة وغيرها من المواضيع الحياتية، وأيضا بعض الحيوانات والطيور والتكوينات في سياق فني يحمل في طياته الكثير والكثير من الفكر والإحساس والجهد والعمل المتواصل، وبالطبع يوجد بعد القطع النحتية طرحتها في معرضي لتأثري بأحداث وباء كورونا من صرخة وانتظار المجهول والأمل.
دائما أقدم أفكاري وأحاسيسي على هيئة منحوتة بسيطة جدا لتجد مكانها داخل قلوب المتلقي البسيط قبل المتخصص، فالانسيابية والقوة تعطي تناغما قويا يؤكد معني وهدف ومضمون العمل الفني.
أحاول تقديم رسائل مهمة وقوية المعني، ويتجلى كل هذا وبوضوح في سرد فني بسيط يعكس وبشفافية عن حب وصدق المشاعر التي أحظي بها قبل وأثناء وبعد تنفيذ العمل الفني.