القاهرة 02 فبراير 2021 الساعة 10:13 ص
حوار: شيماء عبد الناصر حارس
الفنان محمد صبري بسطاوي خريج فنون جميلة الإسكندرية قسم النحت بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف، عُين معيد بالكلية وحاليًا مدرس بنفس الكلية، حاصل على عدد من الجوائز بصالون الشباب ومكتبة الإسكندرية، يشارك في الحركة الفنية بمعارض جماعية وخاصة منذ 2003. قومسيير مساعد لسيمبوزيوم أسوان الدولي الثالث أعوام 2016 الى 2018 شارك في عدد من الورش والملتقيات الفنية بمصر واليونان وإيطاليا وكندا والولايات المتحدة والسعودية والامارات والاردن.. كان لمصر المحروسة معه هذا الحوار:
• حدثني باستفاضة عن بداياتك الفنية وكيف تعرفت على موهبتك في التشكيل؟
الموضوع كبداية منذ الطفولة في القرية حيث التعرف على الطين والتشكيل وعمل الطيور والنماذج الصغيرة بعدها التحقت بالمدرسة، وكانت موهبة الرسم والنحت طاغية علي فكنت دائم الرسم على الجدران ومن هنا انتبه لموهبتي إخوتي لأني كنت الصغير وجميعهم كانوا أكبر مني منهم في الجامعة ومنهم في ثانوي، وهكذا بدأت الموهبة تنمو وتختمر وأهلي ساعدوني في تنميتها ودعمهم لي كان مهمًا جدًّا، ثم التحقت بكلية الفنون الجميلة جامعه المنيا ودرست بها لمدة عام ثم انتقلت الى فنون الإسكندرية وبدأت الرحلة.
• من الفنانين الذين أثروا في تجربتك الفنية وما هي رسالتك من خلال الفن التشكيلي؟
تتلمذت على يد الفنان أحمد عبد الوهاب لمدة 15 عامًا وجمعني به حبّي للفن المصري القديم، ومن خلال رحلتي مع الدكتور عبد الوهاب عرفني على خبايا الفن المصري من خلال أحاديثه وكلامه وفهمه العميق للفن المصري وأنا متأثر بالحياة المصرية فأغلب مواضيع أعمالي هي من القرية ومن أسطورة الريف المصري، ولكن التبحر والتحصيل المعرفي مهم جدًّا للفنان فالقراءة في الأدب والتراجم والتاريخ مهم جدًّا لإثراء المخزون البصري للفنان لذلك أعجبت بأعمال جوستاف كليمت والحركة النمساوية في الفن ثم أعمال كاندينسكي وبولكلي وجياكومتي وبرانكوزى، أعجبت بأعمال المخلصين في الفن باختلاف مدارسهم واهتممت بالفن البدائي وفنون الكهف حيث خليط من ثقافات وقراءات متعددة.
• من وجهة نظرك هل للألوان معان محددة في التشكيل؟ وما هي أقرب الخامات إلى قلبك؟
أقرب الخامات إلى قلبي أصلبها، واللون كالبشر منه الطيب والذكي والمخادع والمؤمن والمدعي والمثقف والساذج والمبشر والشيطان، اللون كالبشر متعدد والفنان هو من يستطيع أن يظهر هذا اللون في هيئته الحقيقية بلا خداع أو نفاق، وهنا تبدأ مشكلة الصراع مع المسطح الأبيض حيث الصدق والإخلاص والمجاهدة أو الأونطة والتذويق وعمل اللوحات التي تصمم كبوستر أو مكمل للديكور، والفن ليست غايته أن يكون مكملًا لعمل مهندس الديكور ولا أنكر أن هذا مهم ولكن ليس الأساس، في تاريخ الفنان هناك أسماء فنانين متواضعين جدًّا ولكن في حياتهم كانوا نجومًا لأنهم كانوا الأكثر مبيعًا عكس آخرين العالم يحتفي بهم وأنشأ لهم متاحف وكتب ودراسات لأجل شيء واحد وهو (الإخلاص)، ولكن أنا من مدمني الألوان الزيتية والجرانيت، والألوان المائية.
• مزجت في تجربتك بين التصوير والنحت، كيف وفقت بين المجالين وما هي الصعوبات التي تواجهك في عملك؟
أنا في الأصل رسام وكنت أنحت خشبًا وجبسًا وحجرًا قبل التحاقي بالكلية، وحينما دخلت الكلية التحقت بقسم التصوير لكن لم أشعر أن هناك أي إضافة أو سأتعلم شيئًا جديدًا؛ فحولت لقسم النحت بعد شهرين من وجودي بقسم التصوير وتميزت فيه وربما استطاع القدر أن يجعلني أفعل ذلك للتعرف على الفنان أحمد عبد الوهاب وملازمته لأن هذا أهم شيء حصلت عليه في الكلية، وكنت أراه يعمل نحتًا وهناك لوحة تصوير على الحامل فمن هنا بدأت الحكاية.
عملت أكثر في التصوير لأن الحرية فيه مساحتها كبيرة للتعبير، كنت أنفذ أعمال تصوير مدرسة الواقعية أثناء دراستي للنحت، وكنت أتابع مع أصدقاء أكبر مني والبعض منهم أسعدني جدًّا ولكن بعد فترة بدأت اتجه للأحجار فكانت تأخد وقتًا طويلًا جدًّا، فخصصت الشتاء للنحت والصيف للتصوير.
• ماذا عن العمل الأكاديمي وتأثيره على تجربتك الفنية؟
استغللت العمل الأكاديمي لتأكيد تجربتي الفنية والتعرف على خامات وأساليب جديدة تفيدني في رحلتي، فكانت الدراسة في الماجستير للأعمال الخزفية كبيرة الحجم التي تناسب الحدائق والميادين، وكذلك الدكتوراه كانت عن الأحجار الصلبة والمعادن ووجودهم في فوورم واحد وأيضًا لإفادة الطلاب.
وأخذ هذا الجانب وقتًا طويلًا لست نادمًا عليه لأني تعلمت فيه أشياء جادة وحقيقة ليس مجرد ورق بجانب بعضه، وأنا فنان في الأساس ومدرس أحب مهنة التدريس وأحاول تأهيل أجيال سوية ومثقفة وأقوم بواجبي ناحيتهم.
• ما هي الفكرة العامة في معرضك بجاليريzagpick والذي كان بعنوان حكايات محمد صبري؟
حكايات ما بين البشر والكائنات.. الطقوس اليومية، المعرض هو مجموعة من أعمالي التي أتناول فيها العلاقة بين البشر والكائنات والبحث عن سلام بينهم؛ لأن البشر للأسف كانوا أكثر الكائنات تشويهًا للأرض واستغلالها وخاضوا حروبًا ودماء، حتى أنهم تسببوا في انقراض فصائل كاملة، هي محاوله للبحث عن سلام جديد.
• ماذا عن إنجازاتك في فترة الحظر الطويلة وما هي مشروعاتك القادمة؟
أتنقل ما بين محاولة للرسم والقراءة، وعملي ما بين الكلية والمرسم، والدعوات بالنجاة.