القاهرة 21 يناير 2021 الساعة 01:00 م
تأثير جائحة كورونا على الإنسان والحيوان والجماد وسلاسل التوريد والمبيعات كبير ومزعج؛ ويكفى أن تنظروا إلى حجم الخسائر التى نالت اقتصاديات كبريات الدول، ولكن على الجانب الآخر من النهر فإن الجائحة أدت إلى ارتفاع معدل اعتماد الإنسان على الخدمات، والأفكار، والثقافة، والإعلام الرقمي عبر شبكة الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي بأشكالها المختلفة، يكفى أن تعرفوا أن عدد مشاهدات البرامج التعليمية والثقافية على أشهر 50 قناة على موقع الفيديوهات الشهير "يوتيوب" شاهدها المصريون منذ بدء الجائحة تجاوزت مليارًا و782 مليونًا و696 ألفًا و150 مشاهدة حول العالم بحسب تقرير أعده موقع "مصراوي"؛ وهى قنوات تراوحت بين المحطات التليفزيونية والموسيقى والمنوعات والاتصالات والتكنولوجيا، والمجتمع والرياضة والممثلين والأخبار.
ولكن هل كل ما يعرض عبر "يوتيوب" ومواقع التواصل الاجتماعي وشبكة الإنترنت محتوى غير مضلل؟ تعالوا معًا نرى حقيقة ما نتعرض له عبر الإنترنت من محتوى.
صحيفة "ديلي ميل" البريطانية وجدت في تقرير نشرته مؤخرًا أن أكثر من ربع مقاطع فيديو COVID-19 باللغة الإنجليزية الأكثر مشاهدة على يوتيوب تحتوي على معلومات مزيفة أو مضللة، وهو ما دفع خبراء للتحذير من أن الأخبار المزيفة عن COVID-19 تصل إلى عدد أكبر بكثير من الناس من أي جائحة سابقة، مع احتمال التسبب في أضرار كبيرة، في الوقت الذي تتوفر المعلومات الدقيقة التي تقدمها الهيئات الحكومية والخبراء على نطاق واسع على موقع يوتيوب، ولكن يصعب في كثير من الأحيان فهمها وتفتقر إلى الجاذبية الشعبية، مما يعني أنها لا تحقق نوع الوصول الذي يصل به المحتوى المضلل.
ولأننا بحاجة إلى استكشاف السياقات الاجتماعية مثل تفاعلات المستخدم والسلوكيات الاجتماعية للكشف عن الأخبار المزيفة والمضللة عبر مواقع التواصل الاجتماعى وشبكة الإنترنت، يعد تعليق المستخدم الموثوق به بأن "هذه أخبار مزيفة" إشارة قوية للكشف عن مدى احتوائها على معلومات مضللة، وهو ما دفع بعض المواقع المصرية لمواجهة هذا النوع من الأخبار التي تروج لها الجماعة الإرهابية مستهدفة الجمهور المصري خاصة فئة الشباب منه عبر مواقع التواصل الاجتماعي نظرًا لكون تكلفتها منخفضة وبسهولة يصل إليها المستخدم؛ إضافة الى ميزة النشر السريع للمعلومات والتي تدفع الناس إلى البحث عن الأخبار واستهلاكها من وسائل التواصل الاجتماعي.
يتيح الانتشار الواسع للأخبار الكاذبة، أي الأخبار منخفضة الجودة مع وجود معلومات كاذبة عمدًا، فالانتشار الواسع للأخبار الوهمية له تأثير سلبي للغاية على الأفراد والمجتمع، بحسب ما توصلت إليه دراسة "إيمي سليفا، وآخرون" بعنوان "كشف الأخبار المزيفة على وسائل التواصل الاجتماعي: منظور التنقيب في البيانات" عام 2017.
في دراسة حديثة لكل من "شو، وانج، وليو 2018" كشفت عن نتيجة في غاية الأهمية ألا وهي أن الأخبار الكاذبة من المحتمل أن يتم إنشاؤها ونشرها بواسطة حسابات عبر مواقع التواصل الاجتماعي ليس من خلال البشر بل الروبوت؛ وذلك من خلال توظيف برامج التتبع الاجتماعية، ليس هذا وحسب بل أن برامج الروبوت من المرجح أن تنشر التغريدات المتعلقة بالأخبار المزيفة أكثر من المستخدمين الحقيقيين بعد أن اكتشفت الدراسة أن نسبة 22? تقريبًا من المستخدمين المتورطين في الأخبار المزيفة هم روبوتات، بينما 9% من المستخدمين يتوقع أن يكونوا مستخدمين روبوت لنشر الأخبار الحقيقية.
"فرانكلين وودل" أستاذ الصحافة والإعلام في جامعة "فلوريدا" أشار في مقالة له نُشرت بعنوان "هل يكتب الروبوت هذا؟" إلى أن كتابة المزيد من المقالات الإخبارية من خلال التعاون بين الصحفيين والخوارزميات، دفع بمزيد من التساؤلات بشأن كيفية تأثير الأتمتة (الآلية) على طريقة معالجة الأخبار وتقييمها من قبل الجمهور، مؤكدًا أن الأخبار المنسوبة إلى آلة يُنظر إليها على أنها أقل مصداقية من الأخبار المنسوبة إلى صحفي بشري.