القاهرة 19 يناير 2021 الساعة 08:56 ص
كتبت: سماح عبد السلام
تمتلك التشكيلية "أميرة مناح" خصوصية شديدة في التعامل مع المنظر الطبيعي، والذي حرصت على رسمه في عدة معارض فنية، وذلك من خلال التعبير عنه بأسلوب فني يميل إلى الانطباعية والاختزال وبمجموعه لونية تكشف براعتها في تطويع الخامة.
ربما يُخيل للمتلقي أن المنظر لديها عمل فني بسيط، إلا أن الأمر ليس كذلك، فالمنظر الذي ترسمه مناح به بحر وأفق وسماء وقمر وأرض وحركة جبال، عتمة الليل، فضلاً عن أن كل لون لديها يشكل جزءًا من تضاريس الطبيعة. إنه الجمال في عين ناظره، تغمرها مشاعر الدهشة والإعجاب عند مراقبتها لحركة الهواء فوق الزهور فتتفاعل جيدًا مع سكون وهيبة الجبال.
وقد وجه قطاع الفنون التشكيلية مؤخرًا الدعوة لمشاهدة العرض البانورامي لمعرض مناح الذي أقيم في الفترة من 8 إلى الفترة 19مايو2013، بمركز سعد زغلول الثقافي وذلك فى إطار مبادرة وزارة الثقافة (خليك في البيت - الثقافة بين إيديك).
وبمتابعة أعمال مناح فى هذا المعرض -المتُاح أونلاين حاليًا أو ما لاحقه من معارض- نجد ثمة أشياء تحفظها الفنانة بذاكرتها تقوم بنزعها من المشهد، وأشياء أخرى تفضل الحفاظ عليها داخل المشهد.
فضلًا عن أن تكرار العنصر يعُد شيئًا ضروريًّا يخلو من الملل حيث تسعى من خلاله لتوضيح أبعاد رؤيتها في نفس اللوحة أذ تُظهر للمتلقي كيف ترى العمل بزوايا مختلفة.
تخوض أميرة مناح تحديًا كبيرًا مع لوحاتها كمساحة، اللوحة كأربعة أضلع تحصر بها المشهد الذي ترغب في التعبير عنه. تحد يكمن في عدم تكرار المشهد حتى مع تناولها لمفردة واحدة واستخدام قدرتها في بالته اللون دون أن يمل المتلقي. ورسم ما تريده بشكل جمالي مع مراعاة القيم التشكيلية دون سقوط أي جزء من إحساسها أو أداءها.
كذلك التحدي في اللون، إذ تعمل بخامة عصية وهي الأكريلك الذي يراه البعض من أصعب الخامات؛ حيث يجمع بين خصائص الزيت في جمالياته ويحفظ عمره الزمني وإشعاعه الداخلي، ولا يمكن لأي فنان أن يعمل بها إلا إذا كان اعتاد التعامل معها لمده طويلة وعرف خباياها وسرعة جفافها حتى يأخذ أجمل ما في هذه الخامة. وهنا يبدو أن الفنانة صادقت خامة الأكريلك فنتج عن ذلك سرعة الأداء.
ورغم أن أسلوب مناح الفني يطغى عليه الطابع التجريدي، ألا أنها تعتبر أن المدرسة التعبيرية من أصدق وأكثر المدارس الفنية غني، فهي مرحلة مهمة جدًّا في تاريخ الفن التشكيلي؛ لأنها المرحلة التي انتقل فيها الفنان من الفنون الكلاسيكية إلي الحداثة، إنها مزيج ما بين واقعية المشهد ورؤية الفنان الخاصة، هي عالمنا نحن الذي نتمناه.