القاهرة 02 يناير 2021 الساعة 11:59 ص
كتبت: إنجي عبد المنعم
* وليد عوني: أقدم مسرحا مترابط العناصر والرقص في عروضي هو الحوار المسرحي
* عوني: كرم مطاوع سخر من أول عرض قدمته
تحدث الفنان والمخرج وليد عوني رائد ومؤسس فرقة الرقص المسرحي الحديث بمصر عن تجربته في مصر في آخر شهادات اللقاء الفكري للمهرجان القومي للمسرح المصري بدورته الثالثة عشرة "دورة الآباء"، وقدم اللقاء الناقد جرجس شكري الذي بدأ اللقاء قائلا: إنه لم يكن لتكتمل شهادات محور "150 سنة مسرح" دون وليد عوني رائد المسرح المعاصر في مصر، الذي ظهر في مناخ التسعينيات وأحدث تغيرات كبيرة في فكر المسرح المصري، بداية من انطلاق المهرجان التجريبي، وعندما أطلق فرقة الرقص المسرحي كان الأمر حدثا ومحط نقد وتساؤل، إذ لم يمر علينا نوع فني مشابه من قبل، حتى أذكر أنني كناقد شاب لم أدر كيف أكتب عن أعماله.
وتابع: كرس "عوني" سنوات من الدراسة والعمل في أوروبا ولكن هذا لم يمح ثقافته العربية القوية، ولهذا سرعان ما أصبحت تجربته الغريبة راسخة مؤثرة، وخاصة بعد مناقشته لعناصر إبداعية مصرية مثل نجيب محفوظ وشادي عبد السلام وقاسم أمين بالإضافة لعروض مستوحاة من التراث الفرعوني والعربي، حتى أصبح له في كل ذكرى عرض يناقشه، كالذكرى ال 50 للنكبة الذي أقام له عرضا، ولكن السؤال البديهي لماذا اخترت هذا الطريق غير الممهد والملئ بالعثرات بدلا من الاستمرار في أوروبا؟!
وكان رد "عوني": اعتبرت الأمر عودة لشرقيتي، التي تركتها عندما هاجرت صغيرا إلى بلجيكا ولكنها صحبتني منذ اتجهت إلى الرقص الحديث، الذي عرفته على يد معلمي رائد الرقص المعاصر موريس بيجار، الذي شاهدته للمرة الأولى يقدم عرضا بعنوان "جنينة الزهور" ذو الطابع الشرقي الذي يناقش التصوف ويشير فيه للنور الذي يجسد النبي محمد، هذا العرض الذي أسلم بعده "بيجار" أثر في بشدة، وظللت لعدة لسنوات حتى أخرجت أول عمل لي وهو جبران خليل جبران عام 1982.
مضيفا أنه قدم "سقوط إيكاروس" في افتتاح مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي عام 93، العرض الذي سخر منه الفنان الكبير كرم مطاوع وواجهني الجمهور والنقاد بعدم الفهم والرفض وقالوا "عد لبلدك" فسافرت لموريس في سويسرا فقال لي "اعذرهم، فلابد أن تبدأ بشخصياتهم وثقافتهم فقدمت ثلاثية نجيب محفوظ وشادي عبد السلام، فتغير النقد".
وهنا سأله "شكري": لماذا تعتمد على كتابتك للعروض بجانب تصميم الرقصات والسينوغرافيا والإخراج، ولا تلجأ في الأغلب لكاتب؟
فأجاب: نحن نقدم مسرحا مترابط العناصر وليس مجرد رقص، فأغلب العروض التي تتضمن رقصا إذا حذفت الرقص لا يؤثر عليه، ولكن في مسرحي الرقص هو الحوار، بالإضافة لقوة الموسيقى، التي لابد أن تكون أساسية في العرض.
فيما سأله يوسف إسماعيل رئيس المهرجان، كيف تفكر في بناء المشهد؟ تكتب الفكرة أم أن لغة الجسد تسبق ذلك؟
فكان رد "عوني" أن الرقص آخر مرحلة في العرض، إذ إنني أبدأ في إعداد الفكرة لشهور ثم أناقشها مع الفرقة، ثم أبدأ في تصميم الحركة والسينوغرافيا في عقلي وأعيد رسمها على الورق الذي أعلقه على الحائط أثناء البروفات لتذكير الفرقة.
أما الإعلامي والمخرج جمال عبد الناصر قال: إذا كنا نبحث عن رائد المسرح المصري والعربي فوليد عوني هو رائد الرقص المسرحي الحديث في مصر والوطن العربي، ثم وجه عبد الناصر عدة أسئلة لوليد عوني منها: كيف يختار وليد عوني الشخصيات؟ وهل مشاركته في السينما تعتبر رقصا مسرحيا حديثا أم استعراضات؟ كما أشار لتجربة وليد عوني في فيلم "دنيا"..
وأجاب "عوني": عملي بالسينما كان مع يوسف شاهين ولم يكن رقصا مسرحيا وإنما استعراض داخل فيلم، وكذلك في فيلم "ما تيجى نرقص" للمخرجة إيناس الدغيدي، ولكن في فيلم "دنيا" بطولة حنان ترك واخراج جوسلين صعب كنت أقدم رقصا مسرحيا حديثا وهذا الفيلم أحببته جدا، وأظنه أفضل أعمال حنان ترك، فكنت أصمم أداء مسرحيا بالفعل، ولكن للأسف لم ينجح الفيلم جماهيريا على الرغم من حصوله على جوائز كثيرة في الخارج.
وفي النهاية اختتم يوسف إسماعيل المحور الفكري قائلا: في نهاية المحور الفكري والشهادات والندوات التي أفخر بها، فهذه المرة الأولى التي يتضمن فيها المهرجان هذا الزخم في هذه الدورة الاستثنائية، كما أود أن أشكر الفنان وليد عوني على هذه الخاتمة، بالإضافة لشكري الخاص للناقد جرجس شكري تقديرا لجهوده في اللجنة العلمية التي نظمت الندوات واللقاءات الفكرية.