القاهرة 31 ديسمبر 2020 الساعة 03:25 م
كتب: أحمد مصطفى الغـر
في ظل تفشي فيروس كورونا المستجد تغير كل شيء في الحياة تقريبًا، لم تعد أنشطة الناس اليومية على حالها، سواء التسوق أو السفر أو التعليم أو الزيارات العائلية، أوحتى الجرائم لم تعد على حالها، إذ أصبحت الجرائم الإلكترونية أكثر انتشارًا وشيوعًا بسبب بقاء عدد كبير من الناس في منازلهم بسبب الحجر الصحي المرتبط بالوباء، لقد نجح فيروس كورونا في دق الأجراس، وتغيير الدول لأولوياتها، وفرض على الناس إعادة صياغة خططهم المستقبلية، وإذا كان البشر يقاومون من أجل الانتصار في معركتهم مع الفيروس، فعليهم أيضا المقاومة أكثر من أجل الانتصار في معركتهم مع القراصنة الإلكترونيين والمتطفلين الرقميين، لذا فإن أمن حياتك الرقمية قد بات أولوية وضرورة لابد من المحافظة عليها، لا سيّما في زمن كورونا.
كيفية حماية كلمات المرور "Passwords":
لقد أسس الوباء الراهن لثقافة العمل عن بعد، وبالرغم من أنها توفر الجهد والمال، إلا أن استخدام التكنولوجيا وارتفاع أعداد العاملين من المنازل يظهر حاجة ماسة إلى الأمن السيبراني والقدرة على توفير الحماية الفائقة للبيانات على الشبكة العنكبوتية، فطبقًا لإحدى الدراسات فإنه كل 39 ثانية تحدث عملية اختراق عبر الفضاء الإلكتروني، بمعدل يومي يصل إلى 2244 محاولة يوميًا، وقد تعرض 4 مليارات ملف للاختراق الرقمي في النصف الأول من العام الماضي، بمتوسط تكلفة يصل 150 دولار لكل ملف، من هنا تأتي أهمية كلمات المرور، خاصةً وأن معظمها يكون من السهل اختراقها.
بحسب تقارير فإن 75% من الاختراقات الإلكترونية تكون لدوافع مالية من أجل السرقة، و25% منها فقط تكون بهدف التجسس والمراقبة، ومن المؤسف أن معظم الاشخاص غالبًا ما يستخدمون كلمة مرور واحدة لحسابات مختلفة على مواقع متعددة، وكحل سريع لهذه المشكلة يمكن الاستعانة ببرامج لإدارة كلمات المرور على شبكة الإنترنت، بعض هذه البرامج تكون مدفوعة، لكنها تمتاز بأنها تخزن كلمات مرور طويلة وفريدة ويتم إدخالها تلقائيًّا في المواقع التي تريد الدخول إليها من خلال كلمة مرور، ويكفي أن تتذكر كلمة مرورك إلى البرنامج نفسه فقط، وسيتولى هو باقي العمل.
وينصح الخبراء دائما، بعدم إعطاء كلمة مرورك لأي موقع أو جهاز أو النقر على أي وصلة يتم تلقيتها عبر البريد الإلكتروني، وهذه النصيحة الغالية هى الأهم على الإطلاق، والتي بالرغم من كثرة انتشارها وتكرارها، إلا أن البعض يقع في هذا الخطأ رغم ذلك، إلى جانب ذلك فإن بعض المواقع توفر خدمة التحقق من الهوية عبر أسئلة الأمان، لذا يتم اختيار أسئلة معقدة لفحوصات الأمان وإعادة تعيين كلمة المرور، وعدم الإجابة عنها بصراحة كي يصعب تخمينها من المخترقين، لذا يجب أن تكون الأجوبة غريبة وغير متوقعة، كما يجب أن تتضمن كلمات المرور أحرفا كبيرة وصغيرة ورموزا وأرقاما.
كيفية حماية حاسبك من الفيروسات:
بحسب الدراسات؛ فقد بلغت تكلفة الجرائم الإلكترونية في عام 2018 فقط، أكثر من 13 مليون دولار، وكان هذا الارتفاع في عمليات الاختراق يقابله زيادة في حجم الإنفاق على عمليات وبرمجيات الأمن السيبراني، وهذه التكلفة من المتوقع أن تصل إلى 133.7 مليار دولار في عام 2022، فعادةً ما تكون الحواسيب هدفاً سهلاً للفيروسات التقليدية التي تمحي البيانات أو تسرقها، مثل برامج الفدية، التي تطلب المال لتعيد إليك القدرة على الدخول إلى وحدة التخزين الخاصة بحاسوبك، لذا يجب عليك في هذه الحالة الاستعانة ببرامج مسؤولة عن صدّ الفيروسات وتحذيرك من الملفات الخبيثة والمواقع الإلكترونية المريبة، فالفيروسات أيضا يمكنها إفساد جهاز الكمبيوتر الخاص بك أو السماح للمجرمين بسرقة البيانات أو المعلومات الشخصية أو الأموال.
تشمل المخاطر الجديدة عبر الإنترنت دخول المتسللين إلى الأجهزة المنزلية الذكية الموصولة بالإنترنت، فالأمر لم يعد يتوقف على الكمبيوتر أو الهاتف الذكي فحسب، فالأجهزة المنزلية المتصلة بشبكة الإنترنت يمكنها أن تتعرض للاختراق مما قد يسبب الكثير من المشكلات، من المؤسف أن الأجهزة الذكية إذا لم تكن مدعومة بالتحديثات الأمنية الأخيرة، فإنها تكون معرضة لخطر داهم من قبل قراصنة المعلومات، خاصةً مع تطور القراصنة والبرامج السيئة، والتي تتطلب إضافة مستويات أخرى من الأمان، لذا تأكّد دوريًّا من أن الكمبيوتر الخاص بك وكذلك أجهزتك الذكية كافة تعمل كلها بأحدث برامج طورتها شركاتها المصنِّعة لأن التحديثات تشمل عادةً تدابير أمنية مهمة.
كيفية حماية الرسائل والمكالمات:
التعرّض للمراقبة أو التطفل الإلكتروني يستدعي ضرورة تشفير الاتصالات، المكتوبة والصوتية، التي تتم عبر الحواسيب وكذلك الهواتف الذكية، فقد تحاول بعض مواقع الإنترنت استخدام معلوماتك الشخصية أو البيانات التي ترسلها في رسائلك من أجل الإعلانات المستهدفة والاحتيال وسرقه الهوية، من هنا تأتي أهمية التعامل بحذر شديد مع الرسائل مجهولة المصدر، أو كما تسمى "SPAM SMS"، فهى رسائل عشوائية تصل إليك من دون موافقتك على استلامها، وغالبًا ما تظهر كأنها مرسلة من بنوك أو مؤسسات تخبرك بأنك قد ربحت مبالغ مالية خيالية أو جائزة معينة، وتحثك على الرجوع باتصال على أرقام معينة بحيث يتم طلب بعض المعلومات الخاصة، لكن يجب عدم التعامل مع مثل هذه الرسائل أو التجاوب معها، نظرًا لخطورتها الشديدة على أمنك الإلكتروني وخصوصياتك، والأمر ذاته ينطبق على المكالمات الدولية مجهولة المصدر.
لا شك أن ازدهار الحضارة الإنسانية وانتشار التقدم التكنولوجي قد ساعد كثيرًا في تسهيل أمور حياتنا، لكنه في نفس الوقت ـ للأسف ـ جلب لنا العديد من المخاطر والأضرار المتعلقة بالحواسيب والقرصنة الإلكترونية للبيانات عبر الشبكة العنكبوتية، وهو ما جعل المجتمعات والحكومات تنتبه إلى ضرورة نشر التوعية الرقمية والتعريف بهذه الجرائم عن طريق شرحها وتحليلها وبيان وسائل وطرق الوقاية منها.