القاهرة 29 ديسمبر 2020 الساعة 11:38 ص
بقلم: ليديا ديفيس
ترجمة: سماح ممدوح حسن
يدلل الكثير من الناس حواسهم الخمس باحترام واهتمام معين. يصطحبون أعينهم إلى المتاحف، يأخذون أنوفهم إلى معارض الورود، وأياديهم إلى متاجر الأقمشة المخملية والحرير، ويفاجئون آذانهم بحفلات موسيقية، ويثيرون أفواههم بوجبات المطاعم الشهية.
بينما أغلب الناس يستغلون حواسهم للعمل بجِد فى خدمتهم. أقرأ لي الصحيفة، انتبهى أيتها الأنف فى حال احترق الطعام، أيتها الأذن اصغي إلى طرقات الباب. فالحواس بالنسبة لهؤلاء أجهزة لديها وظائف تؤديها، وهي بالفعل تؤديها. فى الغالب آذان الصم لا تؤدى تلك الوظائف، ولا أعين المكفوفين.
احيانا، تتعب الحواس قبل نهاية عمر صاحبها بوقت طويل، فكأنما تقول، أنا أستسلم، سأترك هذا العمل الآن.
وحينئذ، يكون الشخص أقل استعدادا لمواجهة العالم، فيبقى بالمنزل لوقت أطول، ويستغنى عن بعض احتياجاته إن كان يريد المواصلة.
فلو أن جميع الحواس استسلمت، فسيمسى وحيدا فى الظلام، فى الصمت، بيدين خدرتين، لا شيء فى فمه، وبأنف خالي. وسوف يسأل نفسه "هل تعاملت مع حواسي بطريقة خاطئة؟ ألم أرها أوقاتا جيدة؟".