القاهرة 22 ديسمبر 2020 الساعة 10:30 ص
بقلم: د. هبة سعد الدين
تصدرت عناوين حصول فيلم "فيروس" على صفر إيرادات فى أحد الأيام منذ بدء العرض ورفعه من دور العرض؛ وتناسى من انطلقوا وراء شعار الصفر أن إجمالي إيراداته 100 ألف جنيه وعرضه وسط ارتفاع أعداد الإصابة بكورونا وعودة التحذيرات، وأنه بوجوه ليست هدفاً للجمهور ويقترب من "الرعب" التشويقى ومخرجه الشاب أسامه عمر أراد دخول عالم "اللعنة" بأول فيلم مصري يصور بأحدث كاميرا في العالم وهى "8k" ويستخدم أحدث إمكانيات التصوير والجرافيك، واستعان بفريق أجنبي مصري لتنفيذ الخدع والجرافيك!!
المفارقة أن فيلم "فيروس" لم يكن الوحيد هذا العام الذى حصل على صفر إيرادات؛ أزمته أن "صفره" فى البداية ؛ فقد سبقه أفلام حصلت على الصفر فى أيام واستمرت لأسابيع وهى: يوم وليلة (إجمالى إيرادات حوالى 3مليون)، استدعاء ولى عمرو (إجمالى إيرادات حوالى ربع مليون)، بعلم الوصول (إجمالي إيرادات 82 الف)، رأس السنة (إجمالي إيرادات ثلاثة مليون).
صفر البداية ما جعل القائمين على دور العرض يرفعونه، لكن صانعوه لم يستسلموا لظروف العرض والتوقيت والدعاية غير الكافية، ليذهب الفيلم إلى الخليج وهناك اتفاق على عرضه عبر إحدى المنصات التى أصبحت وسيطاً ينافس دور العرض بقوة على مستوى العالم وعُرض من خلالها هذا العام لأول مرة فى مصر فيلما "صاحب المقام" و "الحارث".
لو استسلم "فيروس" لشروط "كورونا" لكانت الهزيمة نهايته، ولكن الصفر ليس صفراً فى هذه الظروف، ويمكنه أن يصنع خطوطاً أكثر تشعباً تجعله أكثر نجاحاً إن فكر من حصل عليه كيف يضع بجوار الصفر الأرقام.
لقد طرح هذا العام الكثير من التحديات ذات الاختيارات المحددة مسبقاً؛ أولها نجاة الأفلام قليلة التكلفة التى كانت طوق نجاة هذا العام إذا أحسن التفكير فيها، وذلك مقارنة بأفلام الإنتاج الضخم التى لم يكن أمامها سوى العرض والحصول على الخسارة المتاحة أو التأجيل وانتظار الخسارة المؤجلة ومتابعة نشرة أخبار كورونا!!
لذلك من استسلم لشروط كورونا ليس بآمن ومن فكر فى استغلالها هم "الناجون" والقادرون على الانتصار، ذلك منطق هذه الأزمة التى لحقت بالعالم فى كافة المجالات والتى تستدعى استغلال مناطق الضعف وتحويلها إلى قوة، وما يضع المسئولية على عاتق صناع السينما ويجعلهم أمام تحدى الأزمات المعتادة والمفاجئة، فعليهم أن يفكروا فى الأفلام قليلة التكلفة بصورة متكاملة ويتجاوزوا السوق المصرى فى العرض من خلال استراتيجيات ورؤية واقع متغير عبر المنصات ووضع خطط إنتاج متكاملة "الرؤية" يمكنها مواجهة كافة الاختبارات، فكورونا ليست الأزمة الوحيدة ولن تكون الأخيرة، لكنها الأكثر مفاجأة وشراسة فى إملاء الشروط، ومن يتعلم منها يمكنه النجاة.