القاهرة 22 ديسمبر 2020 الساعة 10:23 ص
كتبت: زينب عيسى
الفنان المثقف سمير صبري يعتبره البعض الصندوق الأسود لكثير من نجوم الفن والسياسة أيضا، لما يتمتع به من ثقافة وعلاقات واسعة مع الجميع تحكمها الصداقة والثقة فيه كإنسان أولا وإعلامي مخضرم ومثقف واسع الأفق، فكان شاهدا علي حكايات من الحب والهجر ومن النجاح والفشل الصعود والهبوط.. قابل شخصيات عظيمة وتكشفت لديه حقائق منها الحلو ومنها المر، وذلك عبر مسيرة مهنية تتخطى النصف قرن.. وهو ما شجع الفنان سمير صبري أن يتجه لكتابة ما يشبه مذكراته وشهادته عن تلك الفترة وحتى الآن وذلك من خلال كتاب جديد صدر عن الدار المصرية اللبنانية تحت عنوان "حكايات العمر كله" والذي كان اسمه "حكايات أبو سمرة" لكن تم تغيير الاسم وفق الناشر محمد رشاد صاحب الدار المصرية اللبنانية الناشرة للكتاب الذي أقام حفلا كبيرا لإطلاق مذكرات سمير صبري حضره فنانون وإعلاميون.. يسرا ونيللي وليلى علوي وبشرى وإلهام شاهين ورانيا فريد شوقي. و الإعلامي مفيد فوزي ووزير الآثار الأسبق زاهي حواس.
يصور الكتاب بانوراما شيقة للمناخ الفني والإعلامي في مصر منذ عصر جمال عبد الناصر وإلى الآن، موضحًا العلاقة الوثيقة بين الفن والسياسة في حياة النجوم أمثال: عمر الشريف وداليدا واليزابيث تايلور وفاتن حمامة ومحمد فوزي وشادية وهند رستم وصباح وفريد الأطرش وعادل إمام والمطربة وردة وبليغ حمدي وميرفت أمين.
ولأول مرة يروي سمير صبري أسباب إخفاء خبر زواجه وحقيقة وجود ابن له يعيش في إنجلترا وينشر صورا لأفراد أسرته، مؤكدا أن نداهة الفن "سرقت حياته"، ويعترف بأنه أحب ثلاث فنانات لم يصرح بأسمائهن في الكتاب.
والكتاب حافل بالشخصيات الكثيرة والمهمة من الفنانين والسياسيين والمثقفين، وتم إنجازه لمدة عام كامل بسبب حرص سمير صبري على إخراجه في أفضل صورة".
ويكشف فيه مؤلفه الفنان كواليس نصف قرن من الفن والسياسة، ويتناول خلاله أسرار زواج أم كلثوم، وغيرة عبد الحليم حافظ على سعاد حسنى فى مذكرات سمير صبرى.
ويروى الكتاب قصة مقلب تعرض له عبد الحليم حافظ من صبى صغير اسمه "بيتر" كان يسكن معه فى نفس العمارة، ولم يكن "بيتر" إلا سمير صبرى الذى كان يتحدث الإنجليزية بطلاقة، لذلك شرب "عبد الحليم" المقلب، وفيما بعد طلب من عبد الحليم أن يأخذه معه إلى استوديو مصر، حيث كان يصور فيلمه الشهير "حكاية حب" وظهر سمير صبرى مع الكومبارس يغنى "بحلم بيك" إلى جوار الإذاعية آمال فهمى التى علمته أول درس كمذيع راديو.
ويؤكد الكتاب قصة زواج سيدة الغناء العربي أم كلثوم من الملحن الراحل محمود الشريف، وكيف أصبحت خطا أحمر عند مصطفى أمين، ويزيح الستار عن وقائع أخرى منها الأسباب التي دفعت عبد الحليم حافظ للتراجع عن قراره بالزواج من الفنانة سعاد حسني بعد أن شاهد صورتها مع ممثل عالمي كانت تؤدي أمامه دورا سينمائيا؛ مما أثار غيرة العندليب الأسمر الذي كان يقضي لياليه يفتش عن "السندريلا" في سهرات أصدقائه، وينفي الكتاب قصة انتحار سعاد حسني في لندن، مستعرضا تفاصيل أيامها الأخيرة.
شمل الكتاب مقدمتين، كتب الأولى وزير الآثار السابق الدكتور زاهي حواس وكتب الثانية الكاتب والإعلامي الشهير مفيد فوزي، كما شمل ملحقا للصور التي تجسد رحلة المؤل.
وحول عمله الإعلامي يحكي صبري قصة خروج أول برنامج تليفزيوني قدمه إلى النور بعنوان "النادي الدولي" خلال ستينيات القرن الماضي واستضافة أبرز الشخصيات العربية والمصرية، ومن بين هؤلاء السلطان قابوس والشيخ زايد آل نهيان، وكذلك الكاتب توفيق الحكيم الذي ظهر على شاشة التليفزيون في إطلالة وحيدة مع سمير صبري الذي انفرد كذلك بآخر لقاء إعلامي أجراه الإمام موسى الصدر.
كما يركز الفنان والإعلامي المعروف على سنوات نشأته وتكوينه في مدينة الإسكندرية، معتبرا أن الطابع التعددي للمدينة ساعد على إبراز مواهبه وتأهيله ثقافيا للانخراط في الحياة الفنية بعد ذلك، لافتا إلى دور عائلته التي أتاحت له تعليما متميزا في كلية فيكتوريا التي تخرجت منها أسماء بارزة منها الملك حسين عاهل الأردن الراحل والفنانان عمر الشريف وأحمد رمزي والمخرج يوسف شاهين.