القاهرة 22 ديسمبر 2020 الساعة 10:10 ص
كتبت: زينب عيسي
لم تكن فنانة أو مطربة عادية.. تربعت علي عرش الفن وحفرت اسمها مع الكبار منذ أن دخلت عالم الفن ووقفت أمام كبار النجوم والمطربين منهم صلاح ذو الفقار الذي كونت معه ثنائيا رائعا في الفن والحياة أيضا، عبد الحليم حافظ، فريد الأطرش، كمال الشناوي، يحيى شاهين، عمر الشريف، أحمد مظهر، عماد حمدي وغيرهم.
عن سر نجومية شادية قال الشاعر الراحل كامل الشناوي «أقل الناس خوضا في مناقشات ومعارك أهل الفن، وإذا تكلمت خرج الكلام منها معسولا رائعا كأغنياتها الرائعة، التي لم يقدم أحد مثلها في اللون والمذاق والتأثير».. على أن جمالها العفوي كان صاحب البطولة مع صوتها الرقيق الحنون في بدايتها القوية عام 48 بفيلم «العقل في أجازة» الذي حقق نجاحا كبيرا عن عرضه بسينما الكورسال.. ومن الوهلة الأولى دخلت شادية القلوب بدور الفتاة الطيبة المخلصة التي تفوز بالشاب الثري في النهاية، وهو دور استثمره الجميع طيلة عشر سنوات تالية حتى وصلت قمة نضجها في نهاية الخمسينيات.
جسدت معبودة الجماهير الفنانة شادية صاحبة الموهبة شديدة التميز والنضوج التي تمر هذه الأيام ذكرى وفاتها الثالثة 4 أفلام من أشهر روايات الكاتب العالمي نجيب محفوظ وهي: اللص والكلاب عام 1962 وهو الدور الذي تخلت فيه شادية عن دور البنت الدلوعة ابنة الطبقة المتوسطة، بتجسيدها شخصية "نور" فتاة الليل التي تحب "سعيد مهران" وتقف بجانبه حتي النهاية. في الوقت الذي تخلت فيه زوجته عنه وخانه صديقه فيقرر الانتقام منهما".
زقاق المدق:
رواية نجيب محفوظ التي تحولت إلى فيلم سينمائي عام 1963 امتزجت فيها السياسة بالمجتمع وقامت فيه شادية بدور حميدة الفتاة البسيطة من بنات الطبقة الشعبية والتي تتطلع لعالم الثراء، فتترك خطيبها الحلاق البسيط لتهرب إلى العالم الذي تنشده لكنها تصطدم بالواقع الذي يفرض عليها أن تدفع الثمن غاليا لكي تحصل على حياة ناعمة وينتهي الفيلم بمقتلها لتجمعها الصدفة ب "عباس" خطيبها مرة أخرى الذي خرج مقررا الانتقام منها فإذا به يعود بها جثة هامدة للحارة التي نشأت فيها.
الطريق:
ورواية الطريق التي أنتجت للسينما عام 1964 جسدت فيها شادية دور جديد عليها تداخل فيه الشر مع الرغبة من خلال دور "كريمة" امرأة ناضجة، مثيرة، متزوجة من صاحب فندق عجوز، لا تخلو من غموض، يتعرف إليها نزيل الفندق، صابر الرحيمي، وقام بتجسيده رشدي أباظة والذي يبحث عن والده بعد أن زالت عنه الثروة التي كان مصدرها الدعارة والتجارة المحرمة فتقيم معه علاقة محرمة تدفعه إلى قتل زوجها العجوز ليكتشف في النهاية أنها تلاعبت به فيقتلها.
ميرامار:
وشادية الفنانة الدلوعة التي جسدت عشرات الأفلام العاطفية أمام كبار نجوم الصف الأول فاجأت الجميع، بـشخصية "زهرة" في فيلم "ميرامار" عام 1969، لكمال الشيخ، الذي رمز لها "محفوظ" بأنها مصر التي يطمع فيها الجميع، فقدم لنا نموذجا جديدا للفلاحة المصرية في الستينيات، متمثلا في "زهرة التي يتصارع نزلاء البنسيون الـ5، كل منهم يريدها لنفسه على طريقته، لكنها تقع في حب سرحان البحيري الشاب القادم من الريف والذي يطمح في أن يصبح شيئا في المجتمع عن طريق الكذب والتباهي المزيف إلى أن تكتشف زهرة أنه يتلاعب بها.. تتوالى الأحداث وتستطيع زهرة أن تجد طريقها.
قدمت شادية خلال فترة ما يقارب أربعين عاماً حوالي 112 فيلماً و10 مسلسلات إذاعية ومسرحية واحدة، وتعد من أبرز نجمات السينما المصرية وأكثرهن تمثيلاً في الأفلام العربية، فضلاً عن قاعدة عريضة بين الجمهور العربي، وهي في نظر الكثير من النقاد أهم فنانة شاملة ظهرت في تاريخ الدراما العربية.
وُلدت شادية في 8 فبراير 1931، ونجحت في تقديم الكثير من الأفلام والأغاني التي جعلتها واحدة من أبرز الفنانين في القرن الماضي، ومن أبرز أعمال شادية بخلاف أعمالها المعروفة لكبار الكتاب مسرحية "ريا وسكينة"، وفيلم "لا تسألني من أنا"، وفيلم "الزوجة 13"، وفيلم "أضواء المدينة"، وفيلم "ذات الوجهين"، و"شيئ من الخوف".
تزوجت ثلاث مرات ولم تنجب أبناء، الزيجة الأولى من المهندس «عزيز فتحي» والثانية من الفنان عماد حمدي لمدة ثلاث سنوات، كما تزوجت من الفنان صلاح ذوالفقار إلا أنها انفصلت عنه بعد عام.