القاهرة 01 ديسمبر 2020 الساعة 10:53 ص
حوار: هبة الورداني
الرهان دائما على الشباب، هل يستطيع الثبات والقيام والنجاح وسط عمالقة قدموا الأدب والإبداع عسلا صافيا وكتبوا في مختلف المجالات، وناقشوا القضايا الكبرى والفلسفات المعقدة، وبين حاضر بائس وتحديات كثيرة وظروف اقتصادية ألقت بظلالها على الفن والإبداع، وظروف اجتماعية شغلت القراء عن القراءة وراء الجري على لقمة العيش، وظروف تتعلق بالذوق العام وانحداره والمسخ الذي نعانيه، فأين لجيل الشباب من هذا كله وكيف يمكنه البروز والنجاح رغم كل تلك الصعاب؟ وهنا يظهر المبدع الحقيقي الثابت المقاوم لكل تلك الظروف ليثبت نفسه ويسجل اسمه في عالم الكتابة والإبداع..
حاورت "مصر المحروسة" الكاتب والروائي والطبيب د.سراج منير وهو مواليد محافظة كفر الشيخ في الثامن من نوفمبر 1977. درس الطب وجراحة التجميل في كلية طب جامعة الأزهر.
يعمل سراج منير طبيب مدرس جراحة تجميل بكلية الطب جامعة الأزهر، كما عمل اختصاصي جراحة تجميل بمركز الزهير الطبي بدولة الكويت.
صدرت له أربع روايات:
* "سبعة زيرو" صدرت نهاية عام 2014 عن دار ليان للنشر.
* "ربيع الشتات" صدرت عام 2019. عن الكتب خان.
* "نياندرتال التجربة" صدرت في يناير 2019 عن الكتب خان للنشر.
* " حكاية جديدة للأندلس" تحت الطبع. وله ديوان شعر تحت الطبع بعنوان "هل أعذر".
وحصل على جائزة الشيخ راشد بن حمد الشرقي للإبداع في دورتها الثانية 2019 عن رواية حكاية جديدة للأندلس. له سلسلة روايات خيال علمي "المسافر" عن دار البشير.
* درست الطب ومعه اخترت الكتابة، هناك أمثلة كثيرة لنقس التجربة أمثال دكتور يوسف إدريس ودكتور محمد المخزنجي ودكتور أحمد خالد توفيق ودكتور المنسي قنديل، وأظن أن أغلبهم استجاب لنداهة الأدب وترك الطب. لو اضطررت للاختيار بين الطب والأدب، أيهما ستختار؟
لا أعتقد أنني سأضطر للاختيار. هذه المعضلة قد تواجه الطبيب الذي يتجه للكتابة في مرحلة مبكرة من مهنته الطبية وعندها يكون الانغماس في الكتابة متعارضا مع التدريب المرهق والامتحانات المتكررة التي يخوضها الطبيب أثناء الماجستير والدكتوراه. أنا شخصيا بدأت كتابة الرواية بعد انتهائي تماما من تلك المرحلة وبعد أن استقرت مهنتي كطبيب وانزاح عن كاهلي جزء كبير من العبء وبالتالي لا يوجد تعارض.
* لك رواية عن الأندلس فازت بجائزة خليجية كبيرة، والمعروف أن كثيرين كتبوا عن الأندلس، فهل روايتك رؤية جديدة لهذه الفترة؟ أم هو التعبير عن حزن دائم لمجد ولى؟
الرواية منظورها مختلف تماما يمكن تطبيقه على الأندلس وعلى غيرها. الفكرة تدور حول مبدأ تغيير التاريخ هل يمكن أن يتدخل أحدهم في مجرى التاريخ فيغيره تماما، هل وفاة شخص ما قبل موعده أو بعده ستؤثر على التاريخ بأكمله أم حقبة فيه. الأندلس كانت الهدف الأكثر رومانسية لهذه الفكرة فهل لو فكر أحدهم ان يغير تسلسل الحكام في الأندلس يمكنه أن يحافظ عليها من الفناء أم أنه مصير محتوم.
* بمناسبة الجوائز.. هل انتشار الجوائز الأدبية ذات المبالغ المالية الكبيرة تعتبر حافزا قويا للكتابة؟ أم لا؟
بالتأكيد انتشار تلك الجوائز مفيد للغاية، الجائزة المادية محفزة بالطبع؛ لأنها تعالج خللا موجودا في المدخول المادي للكتاب من إبداعهم كما أن الجائزة تعطي المبدع حافزا كبيرا في ظل ما نشهده من انتشار كبير لأعمال رديئة فتشعره أن الجهد الذي يبذله في كتابة عمله يتم تقديره والنظر إليه بعين الاعتبار كما أنها تعطيه انتشارا وتعرضه أمام قراء جدد.
* من وجهة نظرك.. هل نعيش حقا في عصر الرواية؟ وما سبب تقلص ظهور الشعر والمسرح؟
أعتقد أن الرواية جمهورها أوسع كثيرا بينما الشعر والمسرح لهما جمهور محدد وهذا هو سبب توجه الكثير من الأدباء للرواية.
* هل تقرأ أعمالك بعد نشرها؟
أقرأ منها صفحات أو فصولا لكنني لا أقرأها بالكامل.
* يشكل الحوار جزءا أساسيا في رواياتك، فهل تفكر في كتابة السيناريو والحوار؟
الحقيقة هذا يحتاج إلى دراسة أخرى، كما أن الكتابة لا تحتاج مني لوسيط لأنقلها للقارئ أما السيناريو فلابد أن يجيزه طرف ثالث ليقدمه للناس.
* روايتك "ربيع الشتات" يتضح من اسمها رؤية الكاتب سراج منير للثورات العربية بوصفها بالشتات، فهل الدافع لكتابتها هو تأريخ لهذه الرؤية؟ أم هو التعبير عن رؤيتك أنت للثورات العربية؟
الدافع هو إظهار الترابط في المصير بين الشباب العربي الذي مر بهذه الثورات. هذا الشباب الذي حلم بالتغيير ووجد الحلم تحول إلى كابوس والتغيير جاء بنتائج عكسية، فالشباب لم يحصلوا من الثورات إلا على سلبياتها من اضطرابات سياسية واجتماعية وصعوبات اقتصادية ولم يجنوا منها ما تمنوه. الرواية تتابع شابين أحدهما مصري والآخر ليبي وكيف استمرت صداقتهما وقادتهما للعمل في الكويت. تطرح الرواية أيضا أبعادا مهمة، لعل أهمها تلك العلاقات المنتشرة بين الشبان العرب والفتيات الأجانب في مجتمع عربي لا يتسامح مع العلاقات خارج إطار الزواج، هناك أيضا نظرة الشاب المصري للفتاة الفليبينية ونظرتها له، ذلك التفاعل الهام بين ثقافتين مختلفتين تماما والتضارب بين أهداف الشاب وأهداف الفتاة من العلاقة. أيضا هناك قصة حب ضائعة في حياة كلا الشابين العربيين وقصة حب بديلة، تحمل كل قصة حب من الأربعة أبعادا رمزية متعددة المستويات تتناسب مع المأساة الشخصية التي يعيشها كل شاب والمأساة العامة المتمثلة في فشل حلم الثورة في البلدين.
* من تثق برأيهم في رواياتك؟ وهل تأخذ بملاحظاتهم قبل النشر؟
أولهم صديقي الشاعر والكاتب محمد أبو زيد، فهو من قادني في بدايات تجربتي وهو أول من أعرض عليه عملي وهناك العديد من الأصدقاء المقربين وبعد الأصدقاء الذين يعملون بمجال التحرير الأدبي.
* ما الرواية التي ما زلت تحلم بكتابتها ولكن الوقت لما يحن بعد؟
هناك رواية أحلم بكتابتها تتبع تاريخ المصريين في الفترة من العصر العباسي حتى نهاية الاحتلال العثماني، رواية ملحمية في عدة أجزاء.. عن المصريين وليس عن حكامهم.. عن معاناتهم وآمالهم.