القاهرة 19 نوفمبر 2020 الساعة 06:24 م
استعادة مصر قوتها الناعمة لم يعد دربا من دروب الخيال؛ خاصة فى ظل قيادة رشيدة حكيمة تعى جيدا مكانة مصر تاريخيا وجغرافيا عبر التاريخ مثل الرئيس عبد الفتاح السيسى الذى يعرف ويقدر جيدا أن الحضارة المصرية لم تبن إلا بسواعد أبنائها؛ لذلك كنا نشاهده يتابع بنفسه استكمال أعمال مدينة الفنون والثقافة أول أمس فى العاصمة الإدارية؛ وهو حلم فى طريقه إلى أن يتحول إلى حقيقة.
كأكبر مدينة للفنون فى العالم لكل أنواع الفنون المختلفة، تفتتح قريباً على أرض مصر دار الأوبرا الجديدة، مسرح الدراما، مسرح الموسيقى، متحف عواصم مصر، مكتبة العاصمة، متحف الفنون، بيت العود، بيت الموسيقى الحديثة، مركز الإبداع، مسرح المكشوف، مراسم ومناحت الفنانين التشكيليين، أستوديوهات التصميم، قاعات عرض الفنون والجاليريهات؛ وغيرها، وهو ما يستعيد لمصر قوتها الناعمة ويعيد لمصر الأضواء فى مجال الفنون والثقافة كما كانت رائدة فى هذا المجال من قبل وبشكل حضاري يليق بالحضارة المصرية "أم الفنون والثقافة".
كما نرى الآن، فالسباق العالمى يتسارع نحو مجالات الفنون والثقافة والإبداع؛ خاصة فى ظل تعرض العالم لجائحة كورونا وهو ما دعا كثيرا من الدول لمراجعة استراتيجياتهم وأسهم فى إعادة النظر نحو مجالات الإبداع فى العالم وتقديم منتجاتهم التراثية والإبداعية التى تعبر عن هوياتهم وحضاراتهم للعالم؛ وهو ما اتجهت نحوه مصر الآن ومسبقا من أجل حجز مكانها بين الأمم التى تسارع إلى تحقيق ذلك كشكل من أشكال التنمية.
الاستثمار فى المجال الثقافى والفنون والإبداع هو الحل فى ظل ثورات التكنولوجيا والتواصل الاجتماعى المتسارعة؛ وتطوير الصناعات الثقافية وتقديمها فى شكل حضارى يعبر عن منتجيها سيدفعها للمنافسة والتواجد فى الأسواق العالمية وهو ما يتحقق الآن على أرض مصر وبأياد مصرية 100%، ويتمثل ذلك فى مدينة الفنون والثقافة بالعاصمة الإدارية.
أخيرا، نود أن نشير إلى أن تاريخ مصر الثقافى والفنى والإبداعى حافل بالنجاحات والعوائد الاقتصادية التى كانت شريكا أساسيا فى الموازنة المصرية فى عصرنا الحديث؛ مثل السينما والفن التشكيلى والمنتجات التراثية؛ والتى هى فى طريقها الآن إلى الريادة مثلما كانت فى أزمنة سابقة.