القاهرة 10 نوفمبر 2020 الساعة 11:36 ص
ترجمة وإعداد: سماح ممدوح حسن
"فى البداية، لا تكتبي لأي أحد إلا لنفسك".
فى المقال التالى نستعرض نصائح واحد من أعظم الكتاب "ت س إليوت" للكتاب الجدد، بعدما رد على رسائل فتاة فى السادسة عشرة من عمرها، تطلب النصيحة لأنها تطمح أن تصبح كاتبة، وبعد أربع سنوات من حصوله على جائزة نوبل. ويظهر أن السؤال كان عن كيفية التركيز على الكتابة، وعن الحدث الذى وقع له فى الطفولة وكان بمثابة الانطلاقة لعالم الكتابة، فكتب لها وقال:
"عزيزتي الآنسة أليس كوين:
فى الغالب لا أرد على الكثير من الخطابات وذلك بسبب كثرة انشغالى. لكني وقد أحببت رسالتك، ولأني سعيد بكونك فى مدرسة كاثوليكية، لذا سأجيبك: لا أستطيع أن أقول لكِ كيف تركزين، لأن هذا الشيء الذى قضيت عمرى أحاول أن أتعلمه. لكن هناك تمرينات روحانية للمساعدة على التركيز، لكن كل ما أعرفه، إنك لو كنتِ مهتمة كفاية، ومتحمسة كفاية، عندها ستركزين كفاية. لكن لا أحد يستطيع إخبارك كيف تبدئين الكتابة. فالسبب الرئيسي للكتابة هى أن المرء يجد نفسه يكتب يجب عليه الكتابة. أنتِ سألتِ سبعة أسئلة: لا يوجد حدث فى طفولة المرء هو بمثابة بدايته فى الكتابة، ولا شك أيضا أن هناك عددا من الأحداث أو غيرها من الأسباب. فالبدء فى الكتابة وأسبابها شيء غامض".
ثم يكمل إليوت نصائحه لها وعن مقالته المفضلة، ويقول:
"نصيحتى لكِ لتصبحي كاتبة، هى ألا تكتبى فى البداية لأي شخص إلا لنفسك. لا يهم كم، أو عدد الجامعات التى يذهب إليها المرء، المهم هو ما الذى يتعلمه المرء، سواء فى الجامعة أو ما يتعلمه بنفسه. ومقالتى المفضلة على ما أعتقد، هى مقالتى عن دانتي، ليس لأنني أعرف الكثير عن دانتى، لكن لأنني أحببت ما كتبته عنه. بالنسبة لكتابي "الأرض الغربية" ربما تكون أشهر أعمالى أو أهمها لكنها ليست المفضلة لدي"
ثم سألت الفتاة عن النقد الموجه لشعره ولشخصه، والاتهام السخيف الدائم بأن كل شيء معقد بالضرورة لا بد وأن يكون شيء نخبوي، فرد وقال:
"أنا مهتم بسماع آراء "كونيتز، وهايكرافت" لأنى أحب مرافقة النبلاء ووجهاء القوم، لكن أيضا أحب معرفة كل أنواع الناس، بما فيهم النبلاء والوجهاء، لكن أيضا أحب التعرف على رجال الشرطة والسباكين، والناس العاديين".
ثم عاد إلى موضوع كيف ينمو المرء ليصبح كاتبا وعن مدينته المفضله:
"لا يحتاج المرء دائما لمعرفة موضوع جيدا جدا ليتعلمه: لكن ما يحتاج فعلا إليه هو معرفة كيفية تعلّم أي شيء. فلقد ذهبت إلى مدرسة رائعة (لم تعد موجودة الآن) مدرسة سانت سانت لويس، ميسورى. وتعلمت بها اللغة اللاتينية، واليونانية والفرنسية، ومبادئ الرياضيات. وهذه هى الموضوعات الرئيسية التى تستحق التعلّم فى المدرسة. وكنت سعيدا بتعلم هذه المواد بدلا من دراسة موضوعات "تى أس إليوت". فى الجامعة أيضا درست الكثير من المواد ولم أتقن أيا منها. لو درستى اللاتينة واليونانية والفرنسية والرياضيات، وأسس الإيمان المسيحي، ستكون هذه بداية صحيحة.
أحب العيش فى لندن، لأنها مدينتي، وأنا أسعد هناك من أى مكان آخر".
أطيب التمنيات.. تى أس إليوت .