القاهرة 10 نوفمبر 2020 الساعة 11:31 ص
بقلم: د. فايزة حلمي
عرفنا أن التكرار اللفظي ( (echolalia "الصدى" هو جزء مُهم من الاكتساب المبكر للكلام واللغة الذي ينتج عنه إطار عمل للأطفال لفهم بيئتهم، و قول كلماتهم الأولى، وتَعَلّم مُفردات جديدة وممارسة وظائف الاتصال المعقدة، مع سماع الأطفال للغة مَن حولهم، يبدأون في تحديد المعنى، وتكرار الكلمات، وفي النهاية استخدام اللغة بطرق جديدة ليصبحوا مُتواصِلين مُسْتقلين.
تخدِم إيكولاليا دورًا مهمًا في التطور المبكر للّغة، وهذا هو السبب في أن echolalia أمر طبيعي عند الأطفال الذين يبدأون في تطوير الكلام مِن عمر سنة.. ويبدأ معظم الأطفال بِعُمْر الثانية، في مَزج ألفاظهم الخاصة مع تكرار ما يسمعونه, وفي عمر 3 سنوات، يتلاشى التكرارعند الأطفال الطبيعيين ويصبح في حَده الأدنى.
وعندما يتعلم الأطفال الصغار إتقان اللغة، يجب أن يصبح الكلام أكثر تلقائية وإبداعية وأقل تكرارية.. وعندما لا يَحدُث هذا، فإنه يشير إلى مشكلة تنموية محتملة، كما يمكن اعتبار Echolalia أيضًا غير طبيعية عندما تقترن بأعراض أخرى مثل عدم الاتصال بالعين أو عدم الإشارة أو عدم الرغبة في التفاعل الاجتماعي مع الأطفال الآخرين أو الحركات غير العادية.
فيما يلي حقائق مهمة حول(echolalia) إيكولاليا:
Echolalia-* هو سلوك لفظي، وليس صورة نمطية صوتية، قد يردد المصابون باضطراب طيف التوحد كلامهم، كما يعاني البالغون المصابون بفقدان الذاكرة الشديد أو صدمة الرأس من إيكولاليا؛ أثناء محاولتهم استعادة قدراتهم في التحدث.
*- تُدعّم إيكولاليا بناء العلاقات والتقارب الاجتماعي مع الآخرين، بالإضافة إلى دعم اكتساب اللغة بما في ذلك تطوير المفردات وبناء الجملة، وكذلك خلق فرص للأشخاص المصابين بالتوحد للتفاعل والانخراط مع الآخرين من خلال تبادل الأدوار في المحادثة
*- تخدم إيكولاليا مجموعة متنوعة من الأغراض التواصلية، توفّر طريقة للأشخاص الذين يعانون من مرض التوحد للاتصال والطلب والتصنيف والاحتجاج وربط المعلومات وإكمال الروتين اللفظي، وغالبًا ما تتم ملاحظة المؤشرات غير اللفظية للمشاركة والفهم، مثل نظرة العين ولغة الجسد والإيماءات.
أنواع الصدى:
هناك فئتان رئيسيتان من الصدى الصوتى: الصدى الوظيفى (أو التفاعلي)، والصدى غير التفاعلي، حيث قد تكون الأصوات أو الكلمات للاستخدام الشخصي فقط بدلاً من التواصل.
الصدى التفاعلي: الصدى" echolali" الوظيفي هومحاولة التواصل بهدف التفاعل مع شخص آخر. الأمثله تشمل:
أخذ دور: الشخص المصاب بالصدى يستخدم عبارات لملء التبادل اللفظي.
الإكمال اللفظي: يتم استخدام الكلام لإكمال الجُمَل اللفظية المألوفة التي بدأها الآخرون، فإذا طُلب من المصاب بالصدى إتمام مهمة، فقد يقول "عمل جيد!" أثناء استكماله، مرددًا ما اعتادوا على سماعه.
تقديم المعلومات: يمكن استخدام الكلام لتقديم معلومات جديدة، ولكن قد يكون من الصعب ربط النقاط. قد تسأل الأم طفلها عما يريده لتناول الغداء، فيغني أغنية من إعلان تجاري عن الغداء ليقول أنه يريد شطيرة.
الطلبات: يمكن للشخص المصاب بالصدى أن يقول "هل تريد الغداء؟" لطلب الغداء الخاص بهم.
الصدى غير التفاعلي:
لا يُقصد به غالبا التواصل، بل للاستخدام الشخصي فقط، مثل:
*- الكلام غير المُركّز: يقول الشخص المصاب بالصدى شيئًا لا علاقة له بسياق الموقِف، مثل تلاوة أجزاء من برنامج تلفزيوني أثناء التجول في الفصل الدراسي.
*- اقتران الموقف: يتم تكرار الكلام بسبب موقف بصري أو شخص أو نشاط، ولا يبدو أنه محاولة للتواصل. إذا رأى أحد الأشخاص منتجًا يحمل اسم علامة تجارية، فقد يغني الأغنية من الإعلانات التجارية.
*- البروفة: قد ينطق المتحدث نفس العبارة بهدوء لنفسه بضع مرات قبل الرد بصوت عادي، قد يكون هذا ممارسة للتفاعل القادم.
*- التوجيه الذاتي: قد يستخدم الفرد الذي يعاني من الصدى؛ عبارات للتجول في السلوك الذي ينوى القيام به، فإذا كان سيصنع شطيرة، قد يردد مع نفسه "تشغيل المياه، استخدم الصابون، شطف اليدين، أغلق الماء، يد جافة، احصل على الخبز، اضع الخبز على الطبق، احصل على لحم".. وهكذا حتى يكتمل السلوك.
تعكس إيكولاليا كيفية معالجة المتحدث للمعلومات، في بعض الحالات، يبدو الصدى خارج السياق تمامًا، فإذا غضب طفل مصاب بالصدى من معلمته عند انتهاء العطلة، فقد يقول فجأة "اذهبي إلى الجحيم، ويكتشف المعلم لاحقًا أن الطفل استخدم عبارة مِن فيلم رآه، كان يعرف أنها مرتبطة بالغضب؛ لنقل مشاعره في تلك اللحظة، ورغم أن ردّه بَدَا خارج السياق، كان لديه سبب لاستخدام هذه العبارة للتواصل.
تشخيص الصدى:
يمكن للأخصائي تشخيصه من خلال إجراء محادثة مع الشخص المصاب بالصدى، وتتراوح إيكولاليا من طفيف إلى شديد، ويمكن للطبيب تحديد مرحلة الصدى ووصف العلاج المناسب.
العلاج أو التعامل:
يمكن علاج الإيكولاليا من خلال مجموعة من الطرق التالية:
* - علاجات الكلام:
يذهب بعض الأشخاص المصابين بالصدى إلى جلسات علاج النطق المنتظمة لمعرفة كيفية قول ما يفكرون فيه.
غالبًا ما يتم استخدام التدخل السلوكي المسمى "نقطة الإيقاف الدالة"، حيث يطلب معالج النطق من الشخص المصاب بالصدى الإجابة عن سؤال بشكل صحيح وإخباره بأنه سيشير إليه عندما يحين وقت الإجابة، ثم يطرح المعالج سؤالاً، مثل "ما اسمك؟" بعد توقف قصير، يطلبون من المتحدث الإجابة، وأحيانا لديهم أيضا بطاقة بالإجابة الصحيحة.
* - الأدوية:
يمكن للطبيب وصف مضادات الاكتئاب أو أدوية القلق لمكافحة الآثار الجانبية للصدى, هذا لا يعالج الحالة نفسها، لكنه يساعد على إبقاء الشخص المصاب بالصدى هادئًا، نظرًا لأن أعراض الصدى قد تزداد عندما يكون الشخص مرهقًا أو قلقًا.
* - الرعاية المنزلية:
قد يعمل الأشخاص المصابون بالصدى مع أشخاص آخرين في المنزل لتطوير مهاراتهم في التواصل، لذا تتوفر برامج تدريبية عَبر الإنترنت لمساعدة الآباء في الحصول على استجابات إيجابية من أطفالهمد لتشجيع الطفل على استخدام مفردات محدودة قد يسهل عليه تعلم التواصل بشكل أكثر فعالية.
الإيكولاليا "الصدى" هي جزء طبيعي من تطور اللغة، ليس من الجيد دائمًا منعها تمامًا، ولتجنب الصدى الدائم عند الأطفال، يجب على الآباء تشجيع أشكال الاتصال الأخرى، وتعريض الطفل لمجموعة متنوعة من الكلمات والعبارات.. وبمرور الوقت، يمكن لمعظم الأطفال التغلب على الصدى بشكل طبيعي.