القاهرة 06 نوفمبر 2020 الساعة 10:16 م
كتبت: إنجي عبد المنعم
لليوم الخامس على التوالي تستأنف فعاليات المؤتمر العلمي لـ "مهرجان ومؤتمر الموسيقى العربية "في دورته الـ29 بالمسرح الصغير بدار الأوبرا المصرية؛ حيث عقدت جلسة، وعرض خلالها الباحث أحمد عبد الله دعوب من (ليبيا) بحثا بعنوان "توثيق وعرض المألوف الليبي طموح وآفاق".
وقال الباحث أحمد عبد الله دعوب: أن مشروع جمع وتوثيق وأرشفة وعرض التراث الموسيقي والغنائي الليبي من الأولويات المهمة والمُلِحة التي شغلت بال المهتمين بهذا الشأن منذ عقود باعتباره مشروعا وطنيا بامتياز وجب إنجازه وإخراجه لحيز الوجود في أقرب وقت ممكن؛ وذلك للأهمية البالغة للحفاظ على كنوزنا التراثية وإمكانية عرضها بالمستوى اللائق والذي يزيد من قيمتها الفنية والتاريخية، مشيرا أنه طيلة العقود السابقة لم يجد هذا المشروع اهتمام وصدى لدى الجهات الرسمية والمسئولة؛ وذلك لغياب الوعي بقيمته الفنية والتاريخية، غير أن استمرار المحاولات الفردية لدى هواة الفن ظلت مستمرة على مستوى ضيق ومحددة.
وقد سلط دعوب الضوء على تجربة ليبية حديثة تعني بعرض وتوثيق فن المألوف الليبي من خلال مؤسسة رسمية ذات الاختصاص بذلك، ويقول دعوب: "تقدمنا بمقترح لإطلاق مشروع بوابة إلكترونية تعني بفن من فنون الغناء في ليبيا ألا وهو فن المألوف، وإن كانت متأخرة بعض الشيء ولكنها في الحقيقة تعد خطوة مهمة لتبني عليها خطوات تسهم في انطلاق مبادرات رسمية جادة لتصبح مرجعي مثلى لتداول التراث عبر الأجيال".
وأكد دعوب أن هذه الخطوة تعد مهمة للتعريف بفن المألوف وكذلك رصد وتوثيق وعرض فن من فنون الموسيقى والغناء في ليبيا عبر مراحله التاريخية المختلفة ولفتح آفاق جديدة ومد جسور المعرفة، وأبرز أهمية دور المؤسسة الرسمية بالأخذ بزمام المبادرة في تأسيس المرجعية المثلى والصحيحة للتراث الغنائي المحلي والتعريف به عبر الوسائل المختلفة والإسراع في تشكيل لجان لجمع التراث الغنائي بمختلف أشكاله وأنماطه وتوثيقه من أفواه مشايخ وأهل الصنعة حفاظا على ما تبقى من هذه الفنون المتوارثة والمهددة تهديدا مباشرا بالتلاشي والضياع، ذلك من خلال اللجان المشتركة مع أهل الاختصاص والموسيقى ولتكون نقطة التقاء بين العلم والخبرة في تحقيق الهدف المشترك والمنشود، وهو جمع شتات تراثنا الغنائي وتوثيقه الذي يمثل لنا الهوية والانتماء والذي تفتخر به عبر الأجيال.
يشار أن أحمد عبد الله دعوب، مدير إدارة التوثيق والإعلام بالمركز القومي لبحوث ودراسات الموسيقى العربية وباحث في التراث الموسيقي الليبي، وله العديد من الإسهامات الفاعلة في نشر والتعريف بالتراث الموسيقي الليبي، وقد ألقى العديد من المحاضرات الهامة محليا ودوليا للتعريف بفن المألوف الليبي والتراث الغنائي، عضو مؤسس للجمعية الليبية لإحياء التراث الموسيقي، وله مشاركات خارجية عديدة بمحاضرات من خلال دعوات رسمية مثل احتفالية قستنطينة عاصمة الثقافة العربية.
والجدير بالذكر أن مؤتمر الموسيقى العربية يتضمن هذا العام عدد من الجلسات النقاشية والأوراق البحثيةالتي تتضمن محاور المؤتمر العلمي بعنوان "رؤى مستقبلية للإبداع الموسيقى العربية بمشاركة عدد من الفنانين والأكاديميين والمثقفين من مختلف الدول العربية، منها: السعودية وفلسطين ومصر، وتونس، والبحرين، وسوريا، والعراق، وليبيا، ولبنان.
وتعد الدورة الـ 29 لمهرجان ومؤتمر الموسيقى العربية دورة استثنائية فبرغم جائحة كورونا أقيم المهرجان وتتضمن فعاليته 29 حفلا يحييها 93 فنانا منهم 81 مطربا ومطربة، إلى جانب 12 عازف، كما تشارك 8 فرق موسيقية بالفعاليات.