القاهرة 03 نوفمبر 2020 الساعة 01:43 م
سألَ أحدُ الصحفيينَ أستاذةً فى الجامعةِ تخصَّصَتْ فى أحد فروعِ العلمِ الصعبةِ: "إنكِ تقضينَ ساعاتٍ طويلةً أمامَ الميكروسكوبِ تدرسينَ الخلايا والأنسجةَ.. كيف بدأَتْ عندَكِ هذه العادةُ التى ساعدَتْكِ على الوصولِ إلى هذه المكانةِ الكبيرةِ بينَ العُلَماءِ؟"
أجابَتِ الأستاذةُ: عندما كنتُ صغيرةً، خرجْتُ إلى نزهةٍ معَ والدى فى حديقةٍ واسعةٍ. وكعادتي بدأْتُ أُمطِرُ والدى بسَيْلٍ من الأسئلةِ، فكانَ يُجيبُ عن بعضِها ولا يعرفُ إجابةَ البعضِ الآخرِ. وعندما سألْتُهُ عن شكلِ فمِ النملةِ، توَقَّـفَ ودقَّ بعصـاهُ على جــذعِ شجرةٍ وقالَ لي فى حــزمٍ: "حاولي قبل أن تسألي أحدًا سؤالاً، أن تبذلى جهدَكِ للإجابةِ عنه بنفسِكِ إذا كانَ ذلك فى مقدورِكِ. اقتصدي بعضَ النقودِ واشترى عدسةً مكبرةً وادرسي بها فمَ النملةِ وتَحقَّقي من شكلِها وحدَكِ، عندئذٍ أستطيع أنا أن أعرفَ منكِ شكلَ فمِ النملةِ!".. وقد تأثرْتُ جدًّا بهذا القَوْلِ، فنفَّذْتُ فكرةَ أبى ولم أنسهَا طَوالَ حياتي، إلى أن وصلْتُ الآنَ إلى هذا المستوى من العلمِ الذى تتحدَّثُ عنه.