القاهرة 27 اكتوبر 2020 الساعة 07:58 ص
تأليف : أو. هنري "O. Henry"
ترجمة: صلاح صبري
في شمالي أُوستِن ، كانت تعيش أسرة عريقة اسمها سمذرز "Smothers". تتكون من چون سمذرز، وزوجته، وشخصه، وابنتهما البالغة من العمر خمسة أعوام، وأبويها، ليصبح بذلك عددهم ستة أشخاص عند أي تعداد رسمي لسكان المدينة، بينما عددهم -فعليًّا- ثلاثة فقط.
ذات ليلة، بعد العشاء، أصيبت الصغيرة بمغص شديد، فأسرع چون سمذرز إلى وسط المدينة ليشتري دواء. ولكنه لم يرجع مرة أخرى.
تعافت البنت الصغيرة، وأخذت تكبر حتى صارت شابة مكتملة الأنوثة.
ظلت الأم حزينة على اختفاء زوجها فترة طويلة، قبل أن تتزوج مرة أخرى، وتنتقل للعيش في مدينة "سان أنطونيو" .
ثم تزوجت الابنة هي الأخرى وأنجبت بنتًا، أخذت تكبر مع الأيام، حتى صار عمرها خمسة أعوام بالتمام. كانت لا تزال تقيم في نفس البيت الذي خرج منه أبوها ولم يعد.
ذات ليلة، أصيبت الطفلة بنوبة مغص شديدة، وتصادف أن كان ذلك في الذكرى السنوية لاختفاء چون سمذرز، الذي هو من المفترض أن يكون جدها لو كان لا يزال حيًّا.
قال چون سمِث "Smith" (الذي لم تجد غيره زوجًا لها): "سأذهب إلى وسط المدينة لأشتري لها دواءً". فصرخت زوجته: "لا.. لا يا عزيزي.. أنت أيضًا قد تختفي للأبد وتنسى عندئذ أن تعود".
وهكذا لم يخرج چون سمِث، وجلسا معًا على حافة السرير الذي ترقد فيه ?انزي "Pansy" (هذا هو اسمها).
بعد قليل، أخذت حالة ?انزي تتدهور، وحاول چون سمِث مجددًا أن يخرج لشراء الدواء، ولكن زوجته لم تدعه يخرج.
فجأة، انفتح الباب، ودخل الغرفة رجل عجوز حنى الدهر ظهره، واشتعل الشيب في رأسه.
هتفت ?انزي: "مرحبًا.. هذا هو جدي!" استطاعت أن تعرفه قبل أي أحد غيرها.
أخرج العجوز زجاجة دواء من جيبه، وأعطى ?انزي ملء ملعقة.
تحسنت حالتها على الفور.
قال چون سمذرز: "تأخرتُ قليلاً.. كنت منتظرًا سيارة أجرة".