القاهرة 16 اكتوبر 2020 الساعة 08:04 م
كتبت : نهاد اسماعيل المدني
ناقش منتدي بتانة الثقافي والأدبي ديوان "قبيلة من التعب ..سركنعانية " للشاعرة المصرية الفلسطنية إبتسام أبو سعدة في مقر الدار بوسط البلد ،حيث ناقش الديوان الشاعر الكبير الدكتورحسن طلب ،أستاذ علم الجمال بكلية الاَداب- قسم الفلسفة -جامعة حلوان،والكاتبة الناقدة الدكتورة نانسي إبراهيم ،والأديب القاص ناجي الناجي ،المستشار الثقافي بالسفارة الفلسطينية ،وأدار المناقشة الشاعر والناقد شعبان يوسف .بدأت المناقشة بإطلالة ابتسام أبوسعدة حيث ألقت عدة قصائد، شاكرة لهذا الجمع الكبير من مثقفي ومبدعي مصر والعالم العربي .
وتلاها الدكتور حسن طلب الذي أشار إلى أن الفكرة الرئيسية التي تتبناها الشاعرة في كتابتها وتسيطر علي قصائدها ، هي فكرة الغربة بالمعنى المطلق، الغربة المكانية والمعنوية، مشيرًا إلى أن الشاعرة صاغت مفردات شعبية من داخل البيئة الفلسطينية معبرة عن الحنين إلى الوطن الأم وجسدت المعني الحقيقي للانتماء، كما تحدث "طلب " عن مضمون بعض القصائد التي تعبر عن معادلة العشق بين الحبيب والحبيبة وما يحمله من رمزية ومعاني مختلفة وكثيرا ما نرمز للحبيبة بالوطن .
من جهته، قال الروائي والمستشار الثقافي لسفارة فلسطين بالقاهرة ناجي الناجي أنه كلمّا صدر ديوان جديد لشاعر أو شاعرة فلسطينية في القاهرة، تستدعي الذاكرة ذاك المشهد الجامع لشعراء فلسطين محمود درويش وسميح القاسم وأحمد دحبور ومريد البرغوثي وهم يصدحون بقصائدهم من قلب مصر، مشيرًا إلى أن الشعر الفلسطيني لم ينضب بل ويعلو مجددًا من القاهرة والعديد من المدائن حاملًا البلاد وآمال شعبها أينما حلّ.
واستعرض الناجي ملامح اللجوء في ديوان "قبيلة من التعب"، مشيرًا إلى أن الشاعرة قسّمت بتراتبية بليغة أساليب النظم في الديوان وفقا لعاملي الزمان والمكان، ليبدأ بسود مفردات واستعارات اللجوء والمنافي، ثم الاغتراب فالمونولوج والاختتام بالعودة المتخيّلة والمنشودة، كما أشار الناجي إلى مساحات تأثير ثنايات الحب والحرب واللجوء والعودة على الصور المسيطرة على الديوان، مشيدًا بلغة القصائد وجِدة وتميز التصوير الممتد والتوصيفات المستحدثة.
وبدأت الناقدة الدكتورة نانسي إبراهيم حديثها بملاحظة عن صوة الغلاف الذي يحمل صورة للشاعرة "إبتسام أبوسعدة" حيث أشارت ان الصورة ممتلئة بمفردات الوطن،وأشارت أنه من بداية الديوان نجد أن هناك صرخة جسدتها "أبوسعدة "في قصيدة براءة،ونجد ان القصائد تعبر عن فكرة التطهير أوالخلاص ،ونشعر دائما ان الشاعرة مثقلة بالشعور بالذنب أوالتقصيرأوالعجز داخلي وخارجي،وغربة الشاعرة ليست غربة مكانية فقط بل غربة نفسية أيضا.
وأضافت د.نانسي أن "أبوسعدة" لن تتحرر من كتابات درويش كليا تحررت منه أسلوبا،وأعتبرت أن الشاعرة لم تتجه إلي الذاتية في قصائدها ،وإنما التجربة بالشكل الأعم والأشمل .
والجديربالذكر أن ديوان "قبيلة من التعب ..سركنعانية " الصادر عن دار بتانة للنشر والتوزيع، يعد ثالث ديوان للشاعرة وكان أول ظهور له بفعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب 2020،ويقع الديوان في 142 صفحة،عدد30 قصيدة نثرية،يتخللها ومضات شعرية صغيرة ، وقدأمتازت "أبو سعدة "بكتابة النصوص النثرية منذ أول ديوان لها
ويعبر الديوان عن أسرار المرأة الفلسطينية التي تحمل هموم وقضايا الوطن المحتل ،تقاوم الإغتراب ،تقاتل في الحب ، وتتكبل بحزنها وتحمله علي عاتقها وتمضي وبداخلها حلم العودة ،ومن تذيل عنوان الديوان ب"سركنعانية " يتثني لنا ان نعرف ما تعبر عنه النصوص من أسرار للمرأة وتناقضات تعيشها ما بين قوتهاوغربتها ورمانسيتها .
حض المناقشة كلا من :
الشاعر عادل جلال، والدكتور الشاعر أحمد الجعفري، والدكتور عاطف عبيد، والشاعرة زيزيت سالم، والكاتبة أماني الشرقاوي، والدكتور رفيق الطويل، والكاتب مصطفى الفرماوي، والكاتب محسن الغمري، والشاعرة آمال ناجي، والكاتب أحمد سعيد، والشاعرة عبير العطار.