القاهرة 06 اكتوبر 2020 الساعة 09:24 ص
حوار: سماح عبد السلام
تمنح التشكيلية الدكتورة مروة عزت، البطولة للأنثى على سطح لوحاتها، حيث برعت فى التعبير عن كل ما يشغلها بريشة أنثويه حالمة، تلمست بها مشاعر المرأة وهمومها وأتراحها فى مجتمع يحاول بشكل أو بآخر أن ينحيها جانباً. عبر كل تجربة فنية قدمتها مروة عزت، كانت المرأة حاضرة بقضايها المختلفة فى واقع شديد الخصوصية وهو ما تجلى بشكل كبير فى معرضها الأخير "المجرة".
وحول معرض "المجرة وإشكالية تعاملها مع المرأة كان الحوار التالى:
حدثينا عن الإطار العام لمعرضك الأخير "المجرة"؟
تدور الفكرة حول عوالم غامضة، وكأنها حياة على مجرة الأحلام أتمنى أن تتحقق على كوكب الأرض، فهي مجرة مليئة بالحب والسلام والبراءة والجمال والضوء الذي تُضيفه على كل ما حولها، وكأن المجرات التي تدور في محيط الكون قد تحولت إلى فتيات وعرائس تشع نوراً على الكون وترسم بهجة خالية من المنغصات والحروب والأحقاد التي لوثت كوكب الأرض. عالم مضيء شفاف عاش وتوغل في خيالي عبرت عنه من خلال المجرة التي تمتلئ بالنجوم التي تضيء كوكب الأرض ليلا ونهاراً، ولا يتغير ضوؤها أو صفاؤها بالرغم من العواصف وكتل الأتربة التي حولها.
كيف تسنى لك التعبير عن الهموم الحياتية التى تعانيها المرأة؟
الأنثى حياتها مليئة بالهموم والمسؤوليات، وقد تخيلتها في صورة القطة التي تدافع عن سعادتها وعمن حولها بجسارة، وأحياناً شراسة.. في حين أنها دافئة حالمة حنونة ومليئة بالتناقضات.. قوتها تكمن في ضعفها وأنوثتها تكمن في شراستها وقدرتها على تحمل الصعاب وتخطيها لكل العقبات التي تريد لها الانكسار والهزيمة. المرأة هي كل المجتمع فهي الأم المربية التي تهتم بكل عناصر المجتمع فهي المشعة للطاقات وهي الموجهة نحو مستقبل أفضل.
هل استطاعت الفنانة التشكيلية إيجاد ملمح فني إبداعي خاص بها يختلف عما يقدمه الرجل؟
لا أريد الفصل بين المرأة الفنانة والرجل الفنان. فالفن في ذاته مطلق لا يقبل أي فصل أو تحديد نوعي. في احدى الفترات كانت الفنانة توقع أعمالها باسم رجل؛ لأن الفن لم يكن متاحاً للمرأة ممارسته. فأطلق عليه مصطلح الفن النسائي. أما الآن فلم يعد ذلك موجوداً في ظل الانفتاح الذي تعيشه الدول. لكن دعينا نتحدث عن المرأة بشكل عام.. أرى أنها لا تزال تواجه تحديات في شتى الأصعدة.. ينظرون إليها بنظرة قلة الخبرة أو المخلوق الأضعف الذي إذا حقق نجاحات أو إنجازات شخصية تُنسب له أشياء بعيدة كل البعد عن الحقيقة. وإذا أرادت المرأة إثبات عكس ذلك فإنها تحاول التشبه بالرجال في طريقة حديثها أو تعاملاتها بطرق مختلفة، حتى المجتمع ذاته لازال يردد جملة "بنت بميت راجل" كأحد أساليب الإطراء. لازال أمامها الكثير حتى تختلف تلك الرؤية وربما لن تتغير أبدا؛ لأن الكثير يردد أن المرأة أخذت حقوقها المجتمعية كاملة كعنصر فاعل في المجتمع. وبرأيي أنهم حينما يرددون ذلك فما هو إلا دليل على النظر للمرأة كمخلوق مختلف قادم من كوكب آخر، يحاولون مواءمته مع الواقع.. ويرددون عبارات براقة لإثبات تلك المواءمة وذلك التصالح الوهمي.
يحضر اللون الأخضر بقوة عبر تجاربك الفنية رغم تباينها.. فما السبب؟
اللون الأخضر هو الأرض الخصبة. هو الأشجار والنباتات التي تنبت فيها الثمار الطيبة والزهور الجميلة المبهجة هو بيئة كل المخلوقات، وهو أيضا قلب الإنسان النقي المفعم بالحيوية و السلام والمحبة.. الأخضر لون غني هو، لون الحياه فهو مكون من أصفر الرمال وأزرق السماء، تلاقي الأرض والسماء متفائلا في نوره، غامضاً في ظلاله.
ما هى رؤيتك للتصنيفات الفنية، وهل بدورك تنتمين إلى اتجاه بعينه؟
أنا لا أنتمي إلى اتجاه محدد، فقد قتلت بحثاً كل الاتجاهات الفنية. لكني تتلمذت على يد أساتذة كان لي الشرف أن تلقيت منهم آراء وخبرات كثيرة في كلية الفنون الجميلة بالزمالك.. أستاذي د. مصطفي الفقي، ود.حسن عبد الفتاح، د. ممدوح عمار. وكنت أحب أعمال رينوار وفيرمير ورمبرانت وصبري منصور والجزار. حاولت الوصول إلى ذاتي من خلال أعمال أو آراء كل هؤلاء الفنانين دون أن أضع أعمالي تحت مسمى أو توصيف لاتجاه بعينه، وأترك ذلك للنقاد والمتلقين حين يعبرون عن انطباعاتهم نحو أعمالي.