القاهرة 06 اكتوبر 2020 الساعة 08:58 ص
ترجمة: سماح ممدوح حسن
"استخدمت الروائية الحائزة على جائزة البوكر لعام2019 إحدى محاضرات "جولد سميث برايز" لمهاجمة الأكاديميين، هؤلاء المصرّين على رفضهم لإعادة تقييم قوائم قراءتهم".
فى الأسبوع الذى تم الكشف فيه عن مناهج التعليم لطلاب الثانوية فى (إنجلترا، وويلز، وإيرلندا الشمالية) والذى سيمتحن الطلاب فيه إلزاميا، تبين أن الطلاب لم يدرسوا أى كتاب لمؤلف أسود. وكانت "برناردين إيفاستو" أول مؤلفة بريطانية سوداء تفوز بجائزة البوكر، وتحدت الأكاديمين الذين يقدّرون أعمال البيض والذكور أكثر من أى خصائص ديموجرافية أخرى، وقالت إن على هؤلاء الأكاديميين الشعور بالخجل من ذلك.
فى محاضرة ألقتها "برناردين" فى"جولد سميث برايز" قالت:
"إن ما يفعله هؤلاء الأكاديميون الذين يرفضون الدخول فى محادثات تقدمية، ويرفضون إعادة تقييم قوائم قراءاتهم، هؤلاء ينقلون تحيزاتهم إلى الجيل القادم من القراء والمفكرين".. وأضافت:
"ربما يكون هؤلاء الأكاديميون، ببساطة، أساتذة كسالى، وربما لا يريدون إزعاج أنفسهم بالبحث، ولا يمتلكون الفضول تجاه الروايات التى تتجاوز معاير اهتماماتهم المعتادة".
أكبر نظام اختبارات فى البلاد، لا يحتوى على كتاب واحد لمؤلف أسود من بين مناهج الأدب الإنجليزى، ولا يحتوى المنهج إلا على روايتين فقط لمؤلفين غير بيض (أنيتا وأنا. ورواية، لا تتركنى أرحل أبدا، تأليف كازو إيشجورو) وهما أسياويان.
وقالت الروائية البريطانية التى فازت بجائزة البوكر للعام الماضى 2019عن روايتها "فتاة،امرأة، أخرى" إنها تتحدث إلى كل الناس الذين:
"لم يسهموا فى نشر كل الروايات المطبوعة فى البلاد، من تلك الروايات التى ببساطة غابت عنهم، خاصة تلك التى نشرت فى زمن غير البعيد، أو عن هؤلاء اللاتي تم تقديمهن على أنهن نساء بنصف عقل ليتم تجسيدهن ومضايقتهن، أو الروايات التى تتحدث عن الطبقة العاملة أو عن المثليين، أو المجرمين".
جادلت "برناردين" فى الأعمال الأدبية النموذجية القديمة، وقالت يجب علينا دائما تدريس هذه الأعمال، التى كتبت فى الماضى بأقلام رجال درسوا فى أكسفورد وكامبريدج، درسوا وتعلموا فى كليات خاصة بالرجال فقط، وهذه الأعمال كتبها رجال بيض أساسا عن رجال بيض مثلهم، ثم واصلوا التدريس فى مدارسهم الخاصة أيضا".
"حتى اليوم، فى الأوساط الأكاديمية، عندما نتحدث عن تاريخ الأدب فى القرن العشرين يظهر هؤلاء الذين يقاومون استكشاف ما وراء الأعمال التقليدية، ويرفضون الانخراط فى محادثات مستمرة منذ عقود، فى الواقع، يرفضون تدريس أى شيء ما عدا ما يسمونه ب "الروايات العظيمة" أو بمعنى روايات الرجال البيض التى تحكى عن الرجال البيض، وعادة يكون هؤلاء الرافضون أيضا من الرجال البيض، فى الوقت عينه ينكرون وجود ثقافة إقصائية لا تقلل فقط من قيمة أعمال النساء أو الأشخاص الملونين، بل تتجاهلها، وقالت برناردين أيضا:
"إن الكتب مثل كتاب "عيونهم تراقب الله تأليف زورا نيل هيرستون. وكتاب "أشياء تتداعى، تأليف تشينوا أتشيبي. وكتاب "محبوبة، تونى موريسون. وكتاب ظروف عصيبة، تسيتسي دايجاريميجا. كلها يجب أن تندرج فى التعليم عن الرواية الإنجليزية فى القرن العشرين" ثم تساءلت: "كيف يمكن ألا تتواجد هذه النصوص الأساسية جنبا إلى جنب مع النصوص الإنجليزية الأخرى من القرن العشرين"؟
ثم أضافت:
"إن أساتذة الكتابة الإبداعية يزودون طلابهم بقائمة قراءات مليئة بشخصيات من البيض الذكور، من الطبقة الوسطى، من كتاب وقصاصين، وعلى هؤلاء أن يخجلوا من هذه النهج".
"تخيل الرسالة التى توصلها هذه القائمة من الكتب لهؤلاء الطلاب والتى يجب عليهم تعلم حرفتهم منها؟ كيف يمكن للأكاديميين تقديم هذه القائمة المحدودة لكتّاب المستقبل، القائمة التى يكون أغلبها لكتّاب بيض يكتبون للبيض وعنهم"؟
اعترضت برناردين على نوع معين مما يقوله مناصرو الأعمال التقليدية النموذجية وقالت "أعترض على من يقولون أن الرواية تحتضر، ودافعهم الأساسي لهذا القول هو إنهم يقرؤون نوعا واحدا من الروايات، روايات كتبها وتتحدث عن أشخاص مثلهم، وهؤلاء أيضا لا يدركون أن الرواية تزدهر بسبب وجهات نظر جديدة، تغمرها أفكار وقصص وثقافات وحيوات جديدة".
تقول أيضا:
"إنها تأمل فى ساحة أدبية مستقبلية مع مجموعة من الروايات الشاملة كليا، لأن مجموعة كبيرة من الأصوات والثقافات ووجهات النظر لا يمكن إلا أن تثري ما هو موجود بالفعل، وستسهم فى تعليم أكثر شمولا وأكثر مساواة".
هوامش:
نشر هذا المقال فى موقع الجاردين
) جولد سميث برايز، وتقام فيها محاضرات كل عامNew Statesman/Goldsmiths prize lecture(
يتحدث فيها مجموعة من الكتاب البارزين عن أهمية الرواية.
_برناردين إيفاريستو، هى روائية بريطانية فازت بجائزة البوكر 2019، عن روايتها "فتاة، امرأة، أخرى" بعد كتابتها ثمانية أعمال سابقة. وهى أول امرأة بريطانية سوداء تفوز بالجائزة.
https://www.theguardian.com/books/2020/oct/02/bernardine-evaristo-slams-english-academic-for-bias-to-whiteness-and-maleness