القاهرة 15 سبتمبر 2020 الساعة 11:11 ص
بقلم: علي سرحان
لقد تم تجسيد القوة الإلهية المُبكرة للإناث في الآثار الموجودة منذ أقدم الفترات التاريخية باعتبارها رمز "القوة الأنثوية" أو "الروح الأنثوية" كان أقدم ظهور لحتحور على صلاية الملك نعرمر، وخلال الأسرة الرابعة أصبحت حتحور إلهًا رئيسيًا على قدم المُساواة مع إله الشمس الذي مَثل في مصر الفكر الديني للقوة العظمى.. أيضا ارتبطت حتحور بالعبادة الملكية بجانب دورها كسيدة السماء والنجوم[1] ، وصفت أيضا حتحور في نصوص الأهرام بأنها عين الشمس وهي الحرارة المُشعة والضوء المُنبعث من مركز القرص الشمسي[2].
وحتحور هي إلهة مصرية قديمة يعني اسمها "بيت حورس"، منذ فترات الأسرات الحاكمة المبكرة (2920-2575 قبل الميلاد) كان لحتحور مكانة عظيمة باعتبارها قرينة لجبانة إله "الثور أمنيتي" ومن ثم أصبحت مرتبطة بالعبادة الشمسية وكانت مرتبطة بالإله المعروف حورس[3]
عبادتها وألقابها وأشكالها:-
عُبدت حتحور إلهة علي هيئة البقرة، وأحيانا اتخذت الشكل الآدمي.. إن فكرة البقرة حتحور القديمة هي أيضا ملموسة في أدب الموتى فهناك قول نعش يتبع ترنيمة لحتحور والتي وصفتها كعين حورس[4]، ظهرت حتحور في الغالب على أنها امرأة جميلة ترتدي قرص الشمس أحمر اللون بين قرون بقرة[5].
لُقبت حتحور سيدة العطر، السيدة الأوحد، صاحبة الأرضَين ، ووصفت أيضا بأنها "محبوبة الفيروز" وأيضا نراها تارة أخري لقبت بأنها "محبوبة الأراضي التركية"[6]، أيضا اتخذت حتحور معبودة للشفاء كما شفت عيني "حورس"، ربما نتيجة للأسطورة التي استَعادت مشهد حورس عندما أصيبت عيناه على يد "ست"، فهي التي أوت اليتيم حورس ابن إيزيس وأرضعته وحمته، فغدت بذلك أمًا له والطبيعة كافة باعتبارها رمزًا للسماء.. وفي المفاهيم المُختلفة نصوص الأهرام والتوابيت نجد أن حتحور ارتبطت بالسماء، ويمكن تفسير ذلك بأنها عشيقة حورس وذكرت "ببيت حورس" (كإله السماء) ظهرت حتحور أيضا كزوجة لإله الشمس رع و ظهرت ترتدي قرص الشمس، وظهرت كشريكة لإله الشمس رع والتي ساعدته لاعتلاء السلطة خلال الدولة القديمة، كذلك لعبت حتحور دورا مهما في معابد الشمس الملكية خلال الدولة القديمة[7]، ومن المثير للاهتمام أن حتحور كانت معروفًة خارج مصر منذ حوالي الألف الأول قبل الميلاد، وفي نهاية المطاف تظهر عبادة حتحور في العديد من البلاد الأجنبية، تظهر لأول مرة خارج مصر[8]
ذكرت حتحور في نصوص التوابيت ونصوص الأهرام مراراً وتكراراً أن حتحور مقرها في الجنة، مما يؤكد ذلك الفرضية أنه تم ذكر في نصوص الأهرام "المتوفي يصعد الى حتحور التي في السماء"، وذكرت حتحور أيضا في نصوص التوابيت كآلهة سماوية، مما نجد نصوص الصعود تذكر المتوفى يأمل في مساعدة حتحور له قائلا يصرخ الرجل الميت "أعطني يدك لتأخذني إلى الجنة" ونص آخر والتي تهدف إلى إحداث تحول الأموات في حتحور نفسها.. يقول: "أنا حتحور، عشيقة السماوات الشمالية". وذكرت في بعض النصوص أيضا أن "تألق حتحور في الأفق، وهي تقود السماء، وتحكم الأرض". في هذين النصين، من الواضح أن حتحور يُشار إليها بالآلهة السماوية[9].
ولقد ظهرت حتحور ومثلت على الجعران، ومثلت على مقابض المرايا محفورة على الخشب، وذلك خلال الأسرة الثانية عشرة، وعثر على أعمدة تحمل رأس حتحور الأنثوي هذا الشكل المألوف منذ الدولة القديمة، تم العثور على نقوش تمثل الإلهة حتحور بمعبد أمنحتب الثالث بمعبده في الكاب، وتم نسخ منها بواسطة الملك رمسيس الثاني بأبو سمبل، ولقد عثر على قلادات عليها وجه الإله في عهد إخناتون، اعتبرت حتحور أيضا آلهة الأشجار في مصر القديمة حيث كان المتوفي يستريح تحت الشجر أثناء رحلته إلى العالم الآخر[10] ، أما في العصر المتأخر فلقد تطور تمثيل الآلهة عن طريق إدراج شكل أو رمز هيروغليفي مختصر للإشارة إلى الإله بدلا من تمثيل الآلهة على اللوحات والتماثيل[11]
________________________________________
[1] Marochetti.E.F., The Temple Of Nebhepetre Mentuhotep At Gebelein In:Des Neferkare Aux Montouhotep Travaux Archéologiques En Cours Sur La Fin De La VI Dynastie Et La Première Période Intermédiaire .Singer-Polignac Et Michela Schiff-Giorgini 2001.P.151.
[2] Lesko.B., the Great Goddesses of Egypt, University Of Oklahoma Press 1999.P.81.
[3] Bunson, Encyclopedia of ancient Egypt, Op.cit, p. 159.
[4] Allam. S., Beitrage zum Hathor Kult.Op.cit. p.112.
[5] Pinch. G., Handbooks of World Mythology Handbook of Egyptian Mythology, Oxford, England 2002 .P.137.
[6] Allam , S. , Beitrcige zum Hathor Kult.Op.cit p: 104:110.
[7] Wilkinson, R., the Complete Gods and Goddesses, Op.cit. Pp. 141-142.
[8] Hollis, s "Hathor and Isis in Byblos in the Second and First Millennia BCE1"in: Journal of Ancient Egyptian Interconnections, State University of New York-2009.P.1.
[9] Allam , S , Beitrcige zum Hathor kult. Op.cit. p.106.
[10] Allam , S , Beitrcige zum Hathor kult, Op.cit. p . 103.
[11] W.M. Flinders Petrie, Egyptian Decorative Art Acourse Of Lectures Delivered The Royal Institution (London-First Pu, 1845, Scond Pu, 1920), P.114.