القاهرة 04 اغسطس 2020 الساعة 11:33 ص
بقلم: د. هبة سعد الدين
لا أدرى لماذا لم تحتفِ السينما المصرية بخروف العيد كما فعلت مع فانوس رمضان؟ رغم كل التفاصيل التى تتعلق به ومظاهر الاحتفاء به وطقوس وصوله للمنزل حتى لحظة الرحيل، جوانب متعددة يمكن أن نراها مع "الخروف"، ولا أدرى ما سر الانحياز لشهر رمضان و"فوانيسه" على الشاشة مقارنة بالخروف، فرمضان تارة متواجد فى كل الأفلام التى قدمت نصر أكتوبر العظيم والذى كان فى العاشر من رمضان وبطبيعة الحال السينمائى لابد أن يكون جزءاً من الأحداث، وأخرى كجزء من الواقع فى العديد من الأفلام لتزدان الشوارع بالفوانيس ويغنى الأطفال بها؛ حتى إن أبو السعود الإبيارى وفطين عبد الوهاب جعلاه بديلا للمصباح فى فيلم "الفانوس السحرى"!!
فى المقابل جاء الخروف دوما على الهامش؛ فها هو غير حاضر فى فيلم "أبوحلموس" لنجيب الريحانى وبديع خيرى وولى الدين سامح؛ رغم أنه كان درساً عملياً فى التخطيط السليم للسرقة النظيفة، عنوانها كيف تسرق بدون أن يشعر الضحية بل يتأكد أنك كحرامى "لص شريف"، وفيلم "أم العروسة" لعبد الحميد جوده السحار وعبد الحى أديب وعاطف سالم؛ جاء بالخروف ومظاهر الاحتفاء وفرحة الأطفال وتلك العلاقة التى تنشأ مع أهل البيت؛ لكنه لم يكن خروف العيد، بل مجرد هدية من العريس.
والمفارقة أن الأغنية التى ارتبطت فى وجداننا بعيد الأضحى والحج لليلى مراد "يا رايحين للنبي الغالى" أضيفت لفيلم "بنت الأكابر "لأبو السعود الإبيارى وأنور وجدى كمحاولة للرد على الأقاويل التى قيلت عن "إسلامها" فى تلك الفترة ولذلك لم يتواجد الخروف!! حتى فيلم "حياة أو موت" لعلى الزرقانى وكمال الشيخ الذى كانت أحداثه فى وقفة عيد الأضحى.. كنا نبحث عن أحمد ابراهيم القاطن فى دير النحاس ورددنا خلف حكمدار العاصمة "الدواء فيه سم قاتل" وبطبيعة الحال لم نرَ أى خروف.
ورغم احتفال "همام فى أمستردام" بعيد الأضحى والاحتفالات فإنه من المنطقى غياب الخروف، فكيف يمكن لخروف العيد أن يذهب إلى هولندا؟
وأخيراً ظهر الخروف... خروف العيد وليس أى خروف آخر، ليتربع على عرش مشهد الذبح والفرحة وكافة التفاصيل فى فيلم "بوحه" لنادر صلاح الدين ورامى إمام؛ ولكن محمد سعد أبى أن يحافظ على هيبة الخروف ويمنح لحظه الذبح وقارها.. فها هو يشعرنا أنه دخل موقعة مع "الخروف" الذى يرفض الذبح ويقاوم لنفاجأ بمحمد سعد بعد المعركة يخرج حاملا "الفروة" ويصحبه صوت الخروف معلناً أنه لا يزال على قيد الحياة... ليجد بوحه ضالة التبرير قائلا: إنه "سلخ قبل ما يدبح"!!
لقد اختلف "خروف العيد" على شاشة السينما على مدى السنوات؛ لكنه حتى الآن لم يظهر بعد.