القاهرة 04 اغسطس 2020 الساعة 11:30 ص
كتب: عاطف محمد عبد المجيد
على الرغم من أن الدين الإسلامي يحض على العلم؛ لكننا منذ زمن بعيد قد تركنا العلم من أجل الخرافات، ولهذا وصلنا إلى هذه الحالة المتردية من التخلف، على عكس بلاد الفرنجة، التي نصفها بأنها بلاد الكفرة، التي اهتمت بالعلم وبالعلماء.
في مقدمة الكتاب الذي أنجز ترجمته تحت عنوان “مديح الأسئلة الصعبة.. ألغاز العلم المحيرة” الصادر ضمن سلسلة كتاب المجلة العربية منذ سنوات، يقر د. عبد الله الحاج بأننا نشعر بالسعادة لكل ما يأتي به العلْم من كشف جديد، يميط اللثام عن حقيقة من حقائق هذا الكون، من الخلية إلى المجرة، وإذا أردنا أن نرصد ما يأتي به العلم كل يوم من اختراعات في شتى مجالات العلم والمعرفة، فسنحتاج إلى عدد مهول من الأخبار والمعلومات التي لا تتوقف، وتأتي من كل حدب وصوب، وفيه يتساءل الحاج هل استطاع العلم أن يصل إلى جميع الحقائق؟ أو هل استطاع أن يجيب عن كل مسألة؟ أو بصيغة أخرى، ما هي حدود العلم الآن؟
بداية الكتاب عبارة عن ترجمة لخمسة وعشرين سؤالًا علميًّا تم اختيارها من أصل مائة وخمسة وعشرين سؤالًا، نُشرت في عدد تذكاري من مجلة العلم الأمريكية، وضعها بعض العلماء ومحررو المجلة، وكانت تدور حول العلم وما وصل إليه، أو بشكل أكثر تحديدًا ما الذي لا نعرفه إلى الآن؟ وما المواضيع التي وقف العلم حائرًا أمامها؟ وما الذي نجهله؟ وما هي الألغاز المحيّرة التي لم يستطع العلم أن يجد حلًّا لها؟
هذا وتمثل الأسئلة الخمسة والعشرون التحدي الأكبر للعلم في الربع الأول من القرن الحادي والعشرين، وقد اختارها العلماء وفقًا لمدى شموليتها وأهميتها، وقد تنوعت من أسئلة فيزيائية، إلى سؤال عن الكون، إلى الجيولوجيا وعلوم الأحياء، إلى العلوم الطبيعية ومصادر الطاقة وغيرها.
وبمناسبة موجة الحر الشديد التي تلازمنا هذه الأيام نبدأ بسؤال رتشارد كير “إلى أي مدى سترتفع حرارة الأرض بتأثير الاحتباس الحراري العالمي؟ ”
ويجيب بأنه أصبح من المؤكد لدى العلماء أن هناك ارتفاعًا ملحوظًا وشديدًا في درجات حرارة الأرض في الآونة الأخيرة، ويؤمنون بأن للإنسان يد في ذلك، لكن إلى أي حد سيكون بإمكاننا أن نعبث بالأرض في العقود والقرون القادمة؟.. ويضيف بأن نسبة زيادة ثاني أوكسيد الكربون وغيره في الجو سيكون أمرًا لا مفر منه، إلا إذا حدث تحوّل جذري عالمي في استخدام الوقود الأحفوري.
سؤال آخر يقول: ما هو الأساس البيولوجي للوعي؟
وإجابة عنه نقرأ أن رينيه ديكارت أثر تأثيرًا كبيرًا في خطاب الوعي حينما قال في منتصف القرن السابع عشر إن الجسم والعقل يتكونان من مادتين مختلفتين، كما توصل إلى أن الجسم يحتويه زمان ومكان، في حين أن العقل ليس له بُعْد محدد، أي أن النفس والجسد جوهران مختلفان تمامًا.
غير أن الأبحاث العلمية الحديثة الخاصة بالوعي رفضت نظرية ديكارت، فهي تفضل معالجة الجسد والعقل على أنهما مظهران لشيء واحد.
وعن سؤال: هل بالإمكان إطالة عمر الإنسان؟
يجيب جينفر كوزين قائلًا إنه إذا توفر علاج للشيخوخة، فمن سيحصل عليه، وكم سوف يُكلّف؟..قد يعلم الناس أن باستطاعتهم إطالة أعمارهم، لكن لن يكون متوفرًا هذا للجميع، رغم أن الديمجرافيين، المتخصصين في علم السكان، يعتقدون أن متوسط عمر الإنسان في تصاعد منذ عقود، فإذا كان ذلك واقعًا وصحيحًا فإن أغلب الزيادة جاءت من أسباب أقل إثارة مثل الوقاية من أمراض القلب وأمراض السرطان، وهي عوامل ستساعد في جعل الحياة الطويلة، طول العمر، أكثر احتمالًا وأقل ألمًا.