القاهرة 21 يوليو 2020 الساعة 11:35 ص
بقلم: وليام زينسر
ترجمة: سماح ممدوح حسن
منذ عدة أعوام مضت، فى الصيف. سمعت أن المؤرخ "ديفيد ماكولوغ" سوف يُلقى خطابا فى حفل تخرج طلبة كلية الفنون الجميلة، فى بلدة صغيرة من ولاية "كونيتيكيت" وكنت أتواجد بمنطقة قريبة، لذا ذهبت للحضور والاستماع. "ماكولو" هو مثلي الأعلى لسلوكه المشرف ككاتب، وصلابة قيمه، دائما فى كل المناسبات.
عدد صف المتخرجين لم يزيد على 25 شابا وشابة، وهذا ما كان سيسهل على"ماكولو" إلقاء الخطاب الذى من المفترض أن يحض فيه الشباب على الانطلاق والبدء بآمال كبيرة، وبمُثل عالية، وحب للوطن.
لكنه بالتأكيد لن يفعل ذلك. مدونة الشرف تقول "إعمل بشكل صحيح. ليس هناك غذاء مجاني". وكان "ماكولو" قد كتب مؤخرا لهؤلاء الفنانين الجدد على وجه الخصوص، وزودهم بسخاء بنصائح مفيدة لفنانين كبار من الماضي، كان يكتب كما كتبت أنا هنا قول الرسام الأمريكي، روبرت هنرى الذى قال "يجب أن ترسم كما لو كنت شخصا يصعد لقمة التل وهو يغنى".
أمين، اتفقنا. لكن هناك طريقة إضافية يجب أن تتوفر ونحن نكتب ونغني ونرقص ونرسم وننحت، و نعزف الموسيقى، ونمثل، ونلتقط صوة، أو ننشئ مبنى، وهى أن نعيش الحياة.
غالبا ما أظن أنى المعلم الوحيد الذى يتحدث عن المتعة كعنصر حاسم فى الكتابة. طلابي متحيرون دائما من استمراري للعودة والتحدث فى الموضوع، وذلك بسسب إنى أجد الكثير من المتعة فيما أراه وأسمعه وأقرأه كل يوم.
الحياة جادة! والكتابة جادة! معظم الكتاب يأخذون عملية الكتابة بإجلال متجهم، وذلك إما لأنهم يخافون أنهم لا يستحقون نزول آلهة الأدب المتلألئين من فوق جبل برناسوس. أو أنهم يخافون من ألا يأخذوا أنفسهم على محمل الجد؟
عندما أكتب، أبذل جهدا واعيا لتوليد إحساس بالمتعة، وذلك حتى أصل لقرائي.. إنى وجدت الأحداث التى أصفها أكثر من أن تكون فقط مثيرة، أو غير عادية، أو عاطفية، أو عجيبة. وإلا لماذا تكبدت عناء وصفها؟ فأنا أيضا أحاول إيصال فكرة أنى كنت مستمتعا عندما كنت أكتب كما لم أستمتع من قبل قط.
الكتابة الجيدة هى عمل شاق، لكن من حق القراء الاعتقاد بأنك قضيت وقتا ممتعا وأنا تأخذهم فى رحلة من اختيارك.
ولهذا، أرجوك، أضئ حتى عندما تروى قصة مظلمة. فالأسرة التى تتذكرها على أنها مختلة، لابد وأنها أيضا تمتلك الكثير من الأشياء المضحكة. وستخرجك خفة الظل من زوايا الحياة الأكثر إيلاما، كما أثبت "فرانك ماكورت" فى كتابه "رماد أنجيلا"، لكن هذا له حديث آخر.