القاهرة 14 يوليو 2020 الساعة 10:17 ص
حوار: سماح عبد السلام
نجح النحات محمد الفيومى فى تقديم جملة نحتية مفيدة، حتى إن كثيرا من النحاتين حاولوا تقليدها، ولكن تظل أعماله تحمل بصمه خاصة ويسهل معرفتها حتى وإن لم يوقع عليها، وذلك لاتخاذه من البحث والتجريب منهجاً أساسياً لتطوير تجربته الفنية التى بدأها قبل ثلاثة عقود والتى ارتكز خلالها على الفورم الممتلئ، ثم تنوع إبداعه لاحقاً.
متى بدأت تجربة الفورم الممتلئ؟
بدأت هذه التجربة منذ عام 1998، وأنجزت أول نسخة وعرُضت عام 2000 وكانت تواكب بينالى القاهرة الدولى للخزف، فحصلت على الجائزة الأولى وذلك وبعد عودتى من أمريكا وكنت قد عرضت عمل "كيداهم"، وهو تمثال لسيدة فلاحة فى صالون أتيلية القاهرة السنوى، حيث حضر افتتاح المعرض كل من الفنان الراحل نور الشريف والدكتور أحمد نوار، اللذين أثنيا بدورهما على عملى بشكل كبير. قد وكان الفورم أو النموذج الممتلئ لجسد سيدة فلاحة يستهوينى وجاء من خلال شخصيه واقعية.
وما هى قصة تمثال "كيداهم" الذى يعُد أيقونة أساسية فى كثير من معارضك؟
هى إحدى البائعات التى كنت أتعامل معهن بشكل يومى، كونها قريبه من محل سكنى، وكانت هذه السيدة تحكى عن تفاصيل لها مع الناس وكيف قامت بتربية أبنائها وتسرد تجربتها فى العمل فاستهوانى الموضوع. ولكن هناك مشكلة بالنسبة للفورم الممتلئ وهى أن النسب التشريحية الخاصة به لابد أن تسلم الأجزاء بعضها للبعض بشكل يخلو من النشاز والتعارض أو الافتعال، وبالتالى لابد أن يكون من خلال وموديل وهذا الموضوع ليس متاحاً فى الفيوم. ومن هنا كنت أحاول أن أطيل معها فى الحديث وأنظر إليها ملياً خلال الحوار، فاعتقدت هذه السيدة أن هذا نوع من أنواع المعاكسة، وكادت تحدث مشادة، ولكنى أخبرتها هى والبائعين المجاورين لها بأننى فنان تشكيلى ورسام صحفى وأقوم بعمل موضوع عن السوق وأريد التصوير لعمل تاندات وتقديم خدمات لهم، وبالفعل سمحوا لى البتصوير مع أكثر مع فرد وخرج هذا النموذج بشكل ناجح، وتم عرضه عام بصالون الأتيليه 2000 .
ولكن ما الذى دفعك لتقديم الفورم الممتلئ فى البداية؟
عندما قررت نحت هذا النموذج لم يكن هناك نحات قد اقترب من هذا النوع من الشكل الممتلئ للجسد الإنسانى، فكانت تجربة جريئة، وقد بدأت العمل عليه من خلال تركيبات عضوية مع هندسية وعند عرضه للمرة الأولى فحظى باقتناء من جانب شخصيات مهمة وأماكن مهمة و فوجئت بأن هذا العمل حاز شهرة عالية، فأصبح نقطة فاصلة فى مشوارى الفنى. وأداة تواصل بينى وبين الجمهور داخل مصر وخارجها خاصة عندما عرض أحد المقتنين نسخته فى مزاد كريستز.
ولكنا رأينا تقليداً صريحاً لأعمالك فى معارض مختلفة.. فكيف تعاملت مع هذه الإشكالية؟
بالفعل بعد نجاج النموذج الممتلئ للجسد، بدأ كثير من الفنانين تقليده بشكل أو بآخر ورغم غضبى إزاء هذا الفعل فإنني لم أشعر بالقلق على عملى لأنى طوال الوقت أحاول التطوير فى تجربتى والتفكير خارج الصندوق. إلى أن قدمت معرضي السابق "حياتنا والكائنات" و قمت بنحت نموذج الشجرة، وقد رسُمت كثيراً ولكن لم يفكر أحد بمعالجتها بشكل نحتى، ولكن عندما قمت بنحتها فوجئت بحوالى سبعة فنانين منهم من قمت بالتدريس لهم بدأوا فى النموذج الممتلئ للشجرة كذلك، دون تقديم أية إضافات حتى استخدموا نفس الإكسسوات التى أستخدمها فى عملى. والمتتبع لتجربتى الأولى يرى أنه كلما وصلت معى تجربة إلى نسبة نجاح كبيرة أبدأ فى عمل تجربة جديدة فى منطقة مختلفة بتفاصيل متباينة يدعمها البحث والتجريب.