القاهرة 09 يوليو 2020 الساعة 01:05 م
على مدار الأسابيع القلية الماضة، لم نكن نسمع سوى أخبار القبض على فتيات "التيك توك"، آخرها القبض على فتاة جديدة تدعى هدير الهادي بعد القبض على حنين حسام، ومودة الأدهم و3 أخريات، بتهم نشر صور وفيديوهات خادشة للحياء عبر التطبيق وهى قضايا مازال يتفاعل معها الشارع المصري، وإن كنا أغفلنا الأسباب التى أدت الى قيام هؤلاء الفتيات بهذا الفعل، وهى أسباب لها دوافعها الاقتصادية والاجتماعية والثقافية بل والدينية.
ولنبدأ بالدافع الاقتصادي، كثير من هؤلاء الفتيات يرون أنه فى حال تقديمهمن بعض الفيديو على التطبيق يحقق لهم الأرباح المالية خاصة إنه وفقاً للإحصائيات بأن التطبيق يعد الأول والأكثر تحميلا عبر المتجر في آب ستور الخاص بهواتف الأيفون العاملة بنظام IOS متفوقاً على انستجرام، أما في متجر جوجل بلاي Google play المخصص لهواتف الأندرويد فحصد المرتبة الرابعة بعد تطبيق واتساب، وفيسبوك ماسنجر، وفيس بوك، هذا جيد ولكن ما يهمنا فى كل ذلك هو مسألة ثقافة الكسب السريع على حساب القيم والتى أصبحت تنتشر بين هذا الجيل من المراهقين الأمر الذى يدفعهم لفعل أى شىء –المهم أن نحقق الأرباح-؛ وهو مؤشر يجب على خبراء علم الاجتماع بمراكز البحوث الاجتماعية فى مصر والأخصائين بوزارة التربية والتعليم أن تنتبه لذلك وتحاول دراسته وأن تصل إلى حل لتلك المعضلة قبل فوات الأوان.
أما بالنسبة للعامل الثقافى، فإن هذا النوع من الأخبار يجب أن يحفز الخبراء المتخصصين فى إعداد البرامج الثقافية بالهيئة العامة لقصور الثقافة على سبيل المثال لتقديم برامج ثقافية موجهة لفئة المراهقين الذين ينجذبون لهذا النوع من التطبيقات وإرشادهم لمخاطره وتوعيتهم بإيجابياته.
فى فترة العزل المنزلى ضمن إجراءات مكافحة جائحة كورونا لجأ كثير من هؤلاء المراهقين إلى مواقع التواصل الاجتماعي باعتبارها الملاذ الوحيد خلال الشهور الثلاثة الماضية، الأمر الذى تسبب فى زيادة نسبة المعروض من فيديوهات الفتيات على هذا النوع من التطبيقات، وإن كنا الآن بصدد الخروج التدريجي من العزل يجب أن تقوم وسائل الإعلام المطبوعة و المرئية والمسوعة والإلكترونية أن تخصص لهذه الفئة العمرية مزيداً من المساحات لمناقشة قضاياهم والتعرف على اتجاهاتهم حتى يتسنى لنا مخاطبتهم بلغة عصرهم.
المؤسسة الدينية، والتعليمية يقع عليها خلال الفترات القادمة مهمة التوجه لفئة المراهقين بهدف تثقيفهم وتشكيل شخصيتهم، وليس فقط تعليمهم حتى لا يكونوا عرضة لمثل هذا النوع من التطبيقات التى تستهدف طمس الهوية الوطنية للدولة المصرية، وللشعوب العربية والإفريقية فى المقام الأول.