القاهرة 07 يوليو 2020 الساعة 10:11 ص
حاورته: شيماء عبد الناصر حارس
معتز كمال.. فنان تشكيلي مصري.. وأستاذ بكلية الفنون الجميلة.. يستمد أعماله بشكل عام من الطبيعة فى صياغة تجريدية مستمدة من الرؤية الداخلية من خلال علاقات ورموز تحمل في طياتها إشارات لوجود عالم خاص فى العقل الباطن يميل للغموض أكثر منه لوضوح الصورة أو الكادر المستوحى من الطبيعة.. تلك عن تجربته الأخيرة.
حدثني باستفاضة عن بداياتك الفنية وكيف تعرفت على موهبتك في التشكيل؟
بدأت علاقتي بالرسم والتشكيل من المرحلة الابتدائية، حيث كنت شغوفًا بالرسم بشكل كبير وتعلقت به جدا، حتي إنني كنت قد قررت منذ نهاية الشهادة الابتدائية أن التحق بما يسمي كلية الفنون الجميلة، وكنت سمعت عنها من خلال شخصية هشام التي قام بها الفنان القدير هشام سليم في مسلسل الراية البيضا.. حيث إن مصطلح كلية الفنون الجميلة لم يكن دارجا في الوسط العائلي لدينا، وبخاصة في نش?تي بصعيد مصر وعدم وجودها به... وبالفعل اضطررت لإعادة شهادة الثانوية العامة مرتين حتى يتسنى لي الالتحاق بها.. وأدين بالفضل فى ذلك للفنان النحات الجميل دكتور منصور المنسي الذى أوصلني بنفسه للالتحاق بكلية الفنون الجميلة بالمنيا..
لك تجربة مميزة في التصوير. حدثني عن تقنياتك والمدرسة التي تتبعها في التصوير؟
تجربتي في الفن لها أبعاد عدة أهمها إلمامي بمرحلة الدراسة الأكاديمية الرصينة بشكل مرض، خلال مرحلة الدراسة، وهى بالتأكيد مرحلة غير منتهية بالمرة... اتجهت للتجريب في خامات عديدة ودمجها والتعرف على أسرارها وكيفية الخروج منها بمضمون جمالي. وكنت وما زلت شغوفا بالخامة وكانت لي فيها تجارب ناجحة وأخرى فاشلة، وأفخر دائما بكل التجارب التي فشلت؛ لأنها تعتبر الطريق الحقيقي لمعرفتي وإلمامي بالخيوط المكونة للعمل الفني.. وتلك التجارب بدأت معي منذ أيام الدراسة بالكلية، وظللت طوال ما يقرب من الخمسة عشر عاما وأنا أجرب وأقرأ وأتأمل أعمال الفنانين الكبار والهواة.. فعيني في قمة الشغف للرؤية... حتى استطعت الوصول إلى شيء ما يعبر عني بشكل رصين في بدايات عام 2016 وقرارى بالتركيز على عرض أعمالي بشكل منتظم وأكثر احترافية عن ذي قبل... إلا أني أفضل الاحتفاظ بلقب مجرب.. فلقب فنان عادة ما يصيبني بالقلق في علاقتي بتجربتي وبالآخرين. وكان لإلمامي بالخامات المختلفة وتنوعها دور مهم جعلني أستطيع تصوير ما يختلج بقلبي وبعقلي الباطن على سطح العمل... ومضيت في التجريد في كمية تجارب مهولة نجح منها ما نجح وفشل منها ما فشل...
ما زالت الطبيعة هى الملهمة بالنسبة لى وتجربتي القادمة كلها مستلهمة من الطبيعة وصياغتها بنسق تجريدى مختلف... تاركا للمشاهد كل الحق في تأويل العمل وتفسيره كيفما يشاء.. والغموض عادة ما يميز أعمالي في مجال التجريد.
من من الفنانين الذين أثروا في تجربتك الفنية منذ البداية وحتى الآن، وما أكثر مشرعاتك الفنية قربا لك؟
تأثرت بكل لوحة رأيتها ودرستها جيدا.. أبهرني كثيرا فرانز كلين ووليم دى كوننج في جرأتهم و تعبيرهم القوى... لا زال سيزان وجوجان بالنسبة لي المرجع الرئيسي للون والعلاقات اللونية التي تمس القلب.
عرضت أعمالي في مصر وعدة دول عربية وأوربية مختلفة، واحتكاكي بالفنانين ذوى الثقافات المختلفة أثرى كثيرا في تكويني الفني.. فكل رحلة منها لها تأثير ما في أعمالي...
كيف تتعامل خلال فترة أزمة كورونا الحالية من ناحية التدريس والرسم؟ وما هي مشروعاتك المستقبلية؟
فترة الحظر وزمن الكورونا جعلنا أكثر التزاما في منازلنا، وبالأحرى مراسمنا... ترك لنا مساحة أكبر للجلوس مع الذات وإعادة ترتيب الأفكار... قمت بإنجاز مجموعة ضخمة من التجارب الفنية خلال تلك الفترة البسيطة.. إلا أني بالتأكيد أتمنى السلامة والأمان لكل الناس والخروج من تلك الأزمة سالمين.. في هذا التوقيت أنا حاليا ومنذ عامين وأنا في أجازة من التدريس بكلية الفنون الجميلة لسفري خارج الأراضي المصرية.. والتفرغ بشكل كبير لممارسة الفن التشكيلي. ليس لدي خطة محددة للمرحلة القادمة حتى نخرج من تلك الأزمة العالمية.. إلا أني محمل بالعديد من التجارب خلال تلك المرحلة و أتمنى عرضها بشكل كبير داخل مصر....