القاهرة 23 يونيو 2020 الساعة 11:07 ص
حوار : صلاح صيام
داخل كل مبدع رحلة قطعها –بحلوها ومرها- ليصل إلى المتلقي الذي غالبا لا يعرف عن هذا المبدع شيئا إلا ما يصل إليه من إنتاجه الإبداعي. وفى هذه السلسلة نرصد حياة المبدعين، ونخوص فى أعماقهم علنا نقدم للأجيال الحالية، التى فقدت البوصلة, وأصابها شيء من الإحباط، صور مشرقة تعينهم على تحمل متاعب الحياة، وتكون نبراسا لهم فى قادمهم.
ونواصل اليوم حديثنا مع الكاتبة السودانية مناجاة الطيب التى بدأت بقولها: ابتسم الحظ لى عندما اتصل بي شاب من مجلة اسمها سمسمة تصدر عن وزارة الثقافة بولاية الخرطوم عن هيئة تتبع لها اسمها هيئة الخرطوم للصحافة والنشر أخبرني الشاب الذي يشغل منصب سكرتير تحرير للمجلة بأنهم يدعونني لزيارة مقر المجلة فذهبت وهناك قابلت مدير التحرير الذي أخبرني بأنهم قد سمعوا عني من عادل الماحي الذي ذكاني لهم وكلفوني بإعداد صفحة تحريرية عبارة عن مسابقة مقابل (50 جنيها) للصفحة، وبالفعل استمريت معهم لفترة إلى أن أخبرني مدير التحرير بأنهم بصدد زيادة عدد الصفحات والصدور كل نصف شهر وأن صفحاتي قد أصبحت خمسا، طبعا كان خبرا سعيدا أعقبه آخر عندما اتصلت بي مدير تحرير صحيفة نون التابعة للاتحاد العام للمرأة السودانية تخبرني بأنهم يريدونني أن أحرر صفحتين للأطفال وبعد شهور اتصلت علي مرة أخرى وأخبرتني بأنها اختارتني مديرا لتحرير الصحيفة بدوام يومي وأجر لا يذكر، ولكنني لم أرفض وصرت أداوم يوميا رغم أن الصحيفة غير منتظمة الصدور.
ووجدت نفسي أقوم بتغطية أحداث تظل حبيسة الكمبيوتر لشهور وكنت أدور في تلك الدوامة، وبالكاد كنت أحرر صفحات مجلة سمسمة إلى أن جاء يوم أنقذني من تلك الحالة العجيبة التي صارت خصما على إنتاجي الأدبي، ولكن في ذلك اليوم استطعت الفكاك عندما عرض علي منصب مدير تحرير مجلة سمسمة فقبلت فورا وودعت اتحاد المرأة الذي لا أنكر أنني قد استفدت منه بالتتطواف في مدن مختلفة من وطني المترامي الأطراف.
وعدت مرة أخرى لعالم الطفل، وكلي حماس وظللت أعمل بكل طاقتي لوضع بصمات واضحة بالمجلة، وبتوفيق من الله تمكنت من ذلك، وقضيت سنوات انتهت بخلاف فني. ومرة أخرى عدت للمربع الأول وركزت على التأليف مرة أخرى.
ومن أكثر مكاسب تلك الفترة أنني قد تفرغت لمتابعة الأنشطة الثقافية وحصلت على دورات متعددة في مجال إعلام ومناصرة قضايا الطفولة وصرت ناشطة في حقوق الطفل وفي يوم كنت في ورشة لثقافة الطفل تحدثت فيها عن المصاعب والعقبات التي تفرضها الدولة لاصدار المجلات عبر المجلس القومي للصحافة والمطبوعات وكان الامين العام للمجلس حضورا فوعدني بتذليل كل الصعاب لأصدر مجلة أطفال.
وبالفعل قمت بكل الإجراءات أهمها تكوين شركة لتصدر من خلالها المجلة مع وعد مكتوب من تخفيض الرسوم الضخمة ولكن لم تر المجلة النور حتى اليوم وقد حاولت إصدارها من دولة الإمارات والشارقة تحديدا ولكنني عندما ذهبت إلى هناك عرفت بأن علي العودة لنقطة الصفر ونسبة لضيق فترة الزيارة لم أستطع مواصلة مقصدي وعدت من الشارقة وكنت قد التقيت الأستاذة صالحة غابش مدير تحرير مجلة مرامي التي تصدر عن المجلس الأعلى لشؤون الأسرة والطفل وكان نتيجة ذلك اللقاء أن أصبح مراسلة للمجلة من السودان وقد كان، وطبعا قبل عودتي لم يفوتني أن أزور مجلة " ماجد" والاطلاع على أقسامها المختلفة..
واكتسبت بعض الملاحظات أعانتني عندما عدت مرة أخرى لإدارة تحرير مجلة سمسمة واستمريت فيها حتى قدمت استقالتي وعدت للاهتمام بالتأليف خاصة وأنه قد سنحت لي فرصة النشر وبلغت منشوراتي الثلاثين كتابا، كنت أحرص على الإشراف على كل مراحل إعدادها حتى تصل لمرحلة المطبعة، وذلك برفقة زميلي المخلص بدر الدين الذي يقوم بالإخراج الفني لها.. ولكن ورغم المشوار الطويل الذي مشيته في مسيرتي الأدبية كانت هناك أمنية ترافقني منذ الطفولة وهي زيارة مصر التي طالما حلمت بالذهاب إليها ورؤية كل ما قرأته عنها وما رأيته بأعين أدبائها وأعلامها وعبر المسلسلات والأفلام والمجلات والصحف التي تربينا عليها.
وأنا شخصيا أدين بالفضل لمصر أم الدنيا و بكل ما وصلت إليه، ولم تخيب ظني عندما زرتها والتقيت نفرا كريما بها، سعدت بهم وأعتبرهم مكسبا وإضافة لعلاقاتي الاجتماعية. ومما زادني حظا أن الله قد قدر لي زيارتها في فترة مميزة وهي اليوبيل الذهبي لمعرض القاهرة الدولي للكتاب وعدت للخرطوم ولكن تركت اسمي وصورتي أعلى مقال أسبوعي بمجلة صباح الخير التي شرفني رئيس التحرير أستاذ طارق رضوان بالكتابة في مساحة صفحة أحسبها من أهم إنجازاتي.
واليوم ومنذ أن عدت من القاهرة وحلم المجلة يروادني.. وسوف أتمسك به فالحياة أمل وهدف لابد من السير في سكته والتي غالبا ما تكون محفوفة بالصعاب ولكن مع الاصرار حتما سنصل.