القاهرة 16 يونيو 2020 الساعة 11:14 ص
كتب: أحمد توفيق
صدرت في القاهرة المجموعة الشعرية "تأملات في ذاكرة الوجع" للشاعر العراقي ستار البياتي عن دار شمس، حيث تتكون المجموعة من قسمين، الأول تناول واقع الحرب على العراق عام 2003، وما خلفته من دمار وخراب وقتل وفجيعة.
أما القسم الثاني فهو عودة بالذاكرة إلى مناطق مضيئة في حياة الذات الشاعرة، حيث استرجعت الذاكرة لحظات ومواقف وأحداثا مطرزة بالألفة والمودة والبهجة كعلاقات إنسانية واجتماعية بين الناس عامة والأصحاب خاصة، فاستذكارها ومقارنتها مع الواقع المعاش يكتنفه الكثير من الوجع.
ومن هنا تكونت الصورة الشعرية التي تمت صياغتها ورسْمُها من قبل الشاعر الذي عاش حروب العراق كلها: حرب الخليج الأولى 1980- 1988 ، وحرب الخليج الثانية 1991 وحرب الخليج الثالثة 2003 عاش تلك السنوات بكل قسوتها، كما عاش الحصار الاقتصادي بكل معاناته منذ العام 1990 ولغاية العام 2003، لكن هذه المجموعة ضمت تحديدًا القصائد التي كُتبت بعد العام 2003، عام الحرب والاحتلال والويلات لاحقًا، وفي ظلها تم تغليب الذات و "الأنا" وغياب "نحن"، لذلك ربما احتوت على بعض القسوة والألم.
وجاء التناقض في العنوان معبِّرًا عن الموضوع بين "التأملات" و "الوجع"، لكن الذاكرة ستبقى تموج بالأحداث التي لا يمكن احتواؤها في كلمات أو كتاب.
وعلى الرغم من القسوة والوجع الذي عاشه الشاعر وأهله؛ ظل منتميًا إلى بلده، ولم يغادره في أحلك الظروف والأزمات، حالمًا بمستقبل مشرق أفضل لأولاده وأحفاده في أرض باركها الأنبياء والأولياء الصالحين، ورسمت معالمها حضارة وادي الرافدين الراقية منذ آلاف السنين.
ديوان «تأملات في ذاكرة الوجع» تجربة شخصية وواقعية لإنسان نخرت الحرب وجدانه، ونقشت في ذاكرته أحداثًا وذكريات موجعة من الصعوبة بمكان نسيانها بسهولة.
من قصائد المجموعة:
وحيدًا على لائحة الانتظار/ سوناتات الناصرية/ قريبًا نحو وجعي/ خارج النص
خطوط ذاكرة متعبة/ أوراق سيزيف/ مسافر بلون الخاكي/ فِي الطريق إلى بيروت
على أعتاب الخمسين/ لوحة رمادية/ مساء ذاك الليل/ ذكرى برائحة القداح