القاهرة 16 يونيو 2020 الساعة 11:09 ص
كتب: حاتم عبد الهادى السيد
أطالب الدولة بتكريمه بوسام بمرتبة فارس نبيل
ربما من الإنصاف أن نقر بأن الشاعر عماد على قطرى هو مؤسسة تتوازى مع وزارة الثقافة المصرية، ولم لا وما قدمه لخدمة الإبداع المصرى والعربى هو ظاهرة لم أعهدها من شاعر، لم يرث مالا، ولكنه عمل بعرقه وجهده في المملكة العربية السعودية، ثم أنفق جُل ما يملك في سبيل إسعاد المبدعين في كافة الدول العربية، وخصص جائزة عماد قطرى لتشجيع المبدعين.. وكنت المتحدث الإعلامى للجائزة في دورتها الأولى وأحد أعضاء لجنة التحكيم، كما نشر لأكثر من ثلاثة آلاف مبدع – فيما أعلم – وهذا إنجاز ثقافى شاهق وكبير، يضاهى عمل وزارة الثقافة في النشر لمدة عشرة أعوام، وقد فعل ذلك محبة للأدباء والأدب والإبداع، فلم لا ينطق أحد بجهوده المائزة؟!
الرجل لم يطلب مجداً ولا تكريماً؛ لكنه في هدوء يصنع السعادة، ومؤسساتنا العربية والثقافية تتناسى ذلك، أم تحتاج إلى من يذكرها بالمخلصين مثل عماد قطرى، وغيره ممن فتحوا صالونات أدبية، وجماعات أدبية، ومؤسسات خاصة، وقدموا ثقافة موازية تهتم بالإبداع الجيد والأقلام الشابة التى لم تجد أحداً يأخذ بيدها.
إن شاعرنا عماد قطرى لم يأخذ حقه بعد، رغم أنه خدم الجميع فى كل الدول العربية، ونشر للنقاد والأدباء وشجع كل المواهب وأنفق ما جمعه من عرقه فى خدمة الثقافة العربية، فحرى بمؤسساتنا العربية أن تصنع له تمثال، أو يتم تكريمه بالشكل اللائق به، لكن أين مؤسساتنا؟ أين نقادنا؟ أين الألى ذهبوا؟!. لقد حفر اسمه فى قلوبنا، وانتظر أن يتم تصحيح الأمور كى نثق بمؤسساتنا، فهو على الأقل يستحق جائزة الدولة، وجائزة اليونسكو لنشر الثقافة العربية.. هذا إن كان هناك انصاف.
وأطالب السيد رئيس الجمهورية، ووزيرة الثقافة بمنحه جائزة الدولة للتفوق، ووسام الاستحقاق الثقافى من الطبقة الأولى... فقد أعطى، ولا أظن أن مصر تنسى أبناءها المخلصين أبداً.
كما أطالب اتحاد كتاب مصر، ومؤتمر أدباء مصر بتكريمه، ووضع محور عن دوره الريادى في جدول أعمال المؤتمر، والذى يعد أكبر مؤتمر أدبى ثقافى في الوطن العربى.
وشاعرنا عماد على قطري، شاعر قومى وعروبى مصرى يفتح قلبه للحب ويفرش الرمال العربية بعطر كلماته الرقيقية، ربما لن نفيه حقه مطلقاً؛ لكنه فى القلب دوماً، عشت شاعرنا الشاهق السامق الباذخ الجميل.