القاهرة 09 يونيو 2020 الساعة 09:34 ص
بقلم : د. حسين عبد البصير - مدير متحف الآثار بمكتبة الإسكندرية
الإله أوزيريس سيد الأبدية في مصر الفرعونية
يعتبر المعبود أوزيريس أهم وأشهر، ورأس مجمع الآلهة المصرية القديمة. وظهرت عبادته في عصر الأسرة الخامسة عندما ذُكر اسمه في "متون الأهرام" الخاصة بالملك "ونيس" آخر ملوك الأسرة، وذُكر أيضًا في مقابر أشرافها. واعتبره المصري القديم إلهًا خالصًا له القدرة على الخلق والإبداع والابتكار، وتم تمثيله كرب للعالم الآخر وسيد للموتى ومن ثم الأبدية. وبرغم اعتقادهم بأن كل المعبودات عرضة للموتى فيما عدا أوزيريس، فقد تعرض أوزيريس لمحاولة غدر وخيانة من قبل أخيه الشرير "ست" الذي قتله ووزع أجزاء جسده عبر الأرض المصرية. ونجحت أخته وزوجته الوفية إيزيس في تجميع أجزاء جسده وإعادته للحياة مرة أخرى، وفقًا للأسطورة الأوزيرية.
وإذا حاولنا تحديد مكان عبادة أوزير الأول، يصعب علينا ذلك. لكنه ارتبط بهليوبوليس (عين شمس حاليًا) وجاء ذكره في "متون الأهرام" مع إيزيس وست ونفتيس كواحد من أبناء الرب "جب" (رب الأرض) والربة "نوت" (ربة السماء) وكواحد من الآلهة التسعة (التاسوع) العظيم الخاصة بمدينة عين شمس. وتشير النقوش في هليوبوليس إلى أن أوزيريس تم تصويره مع بقية أفراد التاسوع المقدس. ولعل أهم مكانين ارتبط بهما الإله هما: أبيدوس وأبوصير. وفي أبوصير، اتحد مع معبودها القديم وأخذ كثيرًا من صفاته. وفي أبيدوس، اتحد مع معبودها القديم "خنتي إمنتيو "، كما سلف القول، واتحد كذلك مع ملوك الموتى. وأصبح سيدًا للغرب، وحاكمًا لعالم الموتى، وإمامًا للغربيين أي الموتي الذين كان يتم دفنهم في الغرب عادة. وتم تصوير الإله في هيئة آدمية وكانت له شعر مستعار ولحية يخصان المعبودات. وصُور أيضًا على شكل مومياء ذات أرجل متصلة ملتصقة ببعضها البعض إشارة إلى طبيعة الإله الجنائزية وارتباطه بعالم الموتى. وظهر في عصر الدولة الوسطى بالتاج الأبيض فوق رأسه إشارة إلى أصله الصعيدي. وارتدى كذلك فوق رأسة تاج يُعرف بـ "الآتف". وارتبط الرب أوزيريس بالزراعة والبعث والاخضرار والهناء وإعادة إخصاب التربة المصرية. وكان له الدور الأعظم في محكمة الموتى في العالم الآخر. واتحد مع عدد مع المعبودات الأخرى المهمة في مصر القديمة.