القاهرة 11 مايو 2020 الساعة 03:47 ص
زينب عيسى
وقت حرب أكتوبر1973 سأل الصحفيون الأجانب “موشى ديان” وزير الدفاع الإسرائيلي عن سبب نجاح المصريين في اقتحام خط بارليف وإلحاق الجيش الإسرائيلي بهزيمة أربكت كل الحسابات الإسرائيلية والعالمية ،لاسيما في غياب التكنولوجيا ومساعدات الحليف الأمريكي لهم ، فأجاب: “لقد زرع المصريون سيناء برجال تحولوا إلى رادارات بشرية لها عقول تفكر، بعكس الرادرات الصماء التي استخدمناها نحن ، وهو ما أكدته بطولات جنودنا بالفعل علي خط النار في كافة الأسلحة ،و من خلال فرق الاستطلاع التي كان لها دورا هاما في نصر أكتوبر العظيم الذي يوافق العاشر من رمضان .
وهناك سجلات لأبطال توارت سيرهم بفعل الزمن ، لكن بحكم التاريخ هم باقون في ذاكرة وقلب الوطن ومن هؤلاء الأبطال اللواء صفوت عبد الحميد زايد قائد فصيلة الاستطلاع وأحد الأبطال المشاركين في حرب أكتوبر 1973 والذي عرف بأنه صاحب أكبر عدد ممرات وتحقيق خسائر كبيرة للجنود الإسرائيليين خلال حرب الاستنزاف والتي نفذتها المجموعة 39 قتال ، وعرف أنها أدخلت الرعب في قلوب الجنود الإسرائيليين ضاربة اكبر مثل في الشجاعة والتأكيد علي أن الجندي المصري لم ولن يستسلم حتى يحصل علي حرية آخر حبة رمل في وطنه من العدو.
وكان لحظة الخداع التي قامت بها القوات المسلحة أثر كبير في انتصار المصريين ، حيث نجحت القيادة السياسية وأجهزة المخابرات فى خداع استراتيجي، خاصة في الفترة التي سبقت الحرب، حيث اتخذوا مجموعة من الخطوات التي تهدف لتضليل العدو وهو ما سمي ب «اللاحرب واللاسلم»، فقد تم إطلاق أكثر من رسالة عن احتمالات شن الحرب دفعت إسرائيل للاستعداد واستدعاء الاحتياطي وتم تأجيل الحرب، وهو ما أربك حسابات العدو كما أن النصر لم يكن لشخص واحد كما يقرر اللواء صفوت زايد بل كان نتاج عامل مشترك للجنود والضباط، أيضًا نتيجة تدريبات شاقة ،وقد وصل خبر الحرب للجيش مساء الجمعة يوم 5 أكتوبر 1973م، وذلك من خلال بدء صدور التعليمات إلى القادة للتخطيط في سرية تامة..
و اللواء صفوت زايد الذي ينتمي إلي محافظة الشرقية مسقط رأسه والتي يعيش بها إلي اليوم عمل كقائد فصيلة الاستطلاع، خلف خطوط العدو،وكان مسئولا عن كافة الجنود وأسرهم بالكامل ،وهو ما يفخر به دائما كونه وزملائه قد شاركوا في حرب العزة والكرامة حرب تحرير الأرض من العدو الصهيوني ، مشيرا إلي أن كل جندي مصري سواء خلال حرب الاستنزاف أو الحرب المباشرة وضع نصب عينيه النصر أو الشهادة ،وقد سطر الجنود المصريون لحظات من نور في التاريخ بنصرهم العظيم علي الجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر كما كانوا يدعون .
انضم اللواء صفوت زايد الملقب بقاذف صواريخ حرب أكتوبر إلى الجيش المصري في سن لا يتجاوز 21 عام، بعد أن دخل الكلية الحربية أعقاب هزيمة يونيو ليتخرج منها عام 1970، ليشارك في حرب الاستنزاف ليترقى بعد ذلك في المناصب حتى وصل إلى رتبة لواء وكتب له أن يشهد معركة من أشد المعارك المصرية في التاريخ حرب أكتوبر المجيدة، ليكون قائد فصيلة استطلاع خلف خطوط العدو ،وعقب حرب الاستنزاف وقرار وقف إطلاق النار وإعلان الهدنة ، تم استغلال وقف الإطلاق في تدريب الجيش بشكل جيد على المواجهة والإعداد للحرب على المدفعيات والدبابات وسلاح الجو ومهاجمة نقاط العدو الحصينة.
وقد تم تكريم اللواء صفوت زايد العام الماضي ضمن أبطال نصر أكتوبر المجيد، في احتفالية برنامج"هل هلالك" بحضور وزير الثقافة الدكتورة إيناس عبد الدايم التي سلمته درع التكريم وكذا مجموعة من أبطال أكتوبر منهم اللواء أركان حرب طيار حسن فهمي عباس قائد لواء ميج 17 مقاتلات قاذفة، واللواء أركان حرب تحسين فؤاد صايمة قائد لواء ميج 21 مقاتلات قاذفة، واللواء بحري نبيل محمود عبد الوهاب بطل الإغارة على ميناء إيلات في أثناء حرب الاستنزاف. وغيرهم