القاهرة 08 مايو 2020 الساعة 04:32 ص
سماح ممدوح
من الوهلة الأولى، يرى الناظر إلى صورته شابا وسيما يظنه نجما سينمائيا، لكنه ليس كذالك. بل هو البطل الشهيد"الرقيب بطل الصاعقة، "محمود السيد الجمل" والذي توفي في يوم عيد الحب منذ ثلاث سنوات(14/2/2018).
"لله ما أعطى، ولله ما أخذ كل ما يحدث ما هو إلا قدر، نساق إليه في طريق اخترناه بإرادتنا" وكان هذا آخر ما كتب على صفحته على الفيس بوك.
في يوم الإستشهاد، لم يكن اسم الرقيب "محمود السيد الجمل" ضمن إحدى القوات التي تقوم بالعمليات الحربية التي تشنها القوات المسلحة المصرية على الإرهابيين في سيناء(العملية الشاملة، سيناء 2018). وبالرغم من صرامة القواعد العسكرية، إلا أن الشهيد محمود السيد الجمل، توسل إلى قائده أن يلحقه بزملائه في تلك العملية.
كان الشاب الشجاع يأبي أن يظل في مكانه في حراسة قائد اللواء. وبعدها وافق قائده على طلبه، كما يحكى زملاءه، لأن قائده كان يحبه لحسن أخلاقه. وخرج الشهيد إلى سيناء في فبراير 2018، ضمن القوات، وكان حكمدار السرية.
في إحدى دوريات التمشيط، عثر الشهيد محمود على عبوة ناسفة كبيرة الحجم، فطلب من زملائه الابتعاد لحين تفكيك العبوة بنفسه، وقد سبق له أن قام بهذا العمل من قبل، وقام بتفكيك عبوة ناسفة تشبهها، في اليوم السابق وفي نفس المكان.
ونجح في عمله، وفكك العبوة، لكنه وبعد أن عرف بوجود بعض التكفيريين في المكان، تحرك وحده للتأكد من ذالك، بعدما أمر جنوده بالانتظار على مبعدة منه، ثم نجح في تفكيك الكثير من العبوات الناسفة التي زرعها هؤلاء في المكان ولم يصب حينها بأذى، لكنه لم يسلم من غدر من زرع له عبوة تحت إحدى الأشجار ولم يكن قد رآها، فانفجرت به، وأصيب إصابات بالغة، استشهد على إثرها، قبل أن يصل إلى المستشفي.
ونال الرقيب (محمود سيد الجمل) ابن قرية "مشال بسيون البارود"، محافظة الغربية، الشهادة في يوم عيد الحب، حيث ضحى في حب وطنه.