القاهرة 05 مايو 2020 الساعة 11:15 م
حتى لا ننسى"الدبابة" ورفاقه..البطل"مغربي"
البطل"مغربى" زلزل كيان الإرهابيين.. ودفع ضريبة الوطن
صلاح صيام:
سيظل الشهداء بنص الآية القرآنية الكريمة أحياء عند ربهم يرزقون, فهم من بذلوا أغلى ما يملك الإنسان للدفاع عن الوطن, تركوا زوجاتهم وأبناءهم من أجل حماية المقدسات, والذود عن الحق الواضح الأبلج, ولنا في المصطفى صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة عندما غادر مكة مرغما فقال:" والله أنك أحب البلاد إلى الله وأحب البلاد إلى نفسى ولولا أن أهلك أخرجوني منك ما خرجت".
ومع كل ذكرى عطرة نتذكر شهداءنا الأبرار, ونشنف آذاننا بأغنية :"قالوا إيه" التي غنتها الكتيبة 103 من الصاعقة المصرية، تأليف الرائد محمد الوديع.
ومن جمل الأغنية
"خالد مغربي دبابة.
بطل وجنبه إحنا غلابه وقالوا إيه؟"
فمن هو البطل خالد مغربى الذى لقب بالدبابة
"مغربى" هو الاسم الذي كان يزلزل أجساد التكفيريين ما إن يسمعوا بوجوده بين القوات التي سيواجهونها،لبسالته وشجاعته وإقدامه, وعلى لسان بعض الإرهابيين الذين تم القبض عليهم أنه كانت هناك جائزة 3 ملايين جنيه موضوعة على رأس ملازم أول خالد محمد كمال المغربي.
وكعادة الرجال الأشداء المخلصين , كان"مغربى" عاشقا لعمله بلا حدود، وعاش رغم عمره القصير على إيمان قاطع بأن «جنديته» هى من أجل الدفاع عن الأرض والعرض، وأن الدماء التى تسيل فى سبيل ذلك ما هى إلا ضريبة طبيعية للإبقاء على هذه الأرض حرة أبية وأنه لابد من إبادة كل من يدنسها، وكانت سيناء بالنسبة له هى المكان النموذجى الذى يحتاج إلى التضحيات فى هذه المرحلة الصعبة التى تجتازها مصر.
وتقول زوجته إنه كان تحت التهديد الدائم من التكفيريين وإنهم تلقوا رسالة تهديد من أحد التكفيريين بعد زواجهما مباشرة بأنهم يعلمون مكانهم إشارة إلى أنهم يمكن أن يصلوا إليه في أي وقت.
كان البطل "مغربي" ضمن الكتيبة 83 صاعقة الذي خرج على رأس قوة دعم لزملائه في الكتيبة 103، حيث يحكي والده تفاصيل استشهاده لوسائل الإعلام قائلًأ: «أنهى الشهيد خالد صلاة الفجر داخل كتيبته وجهز معداته وأشيائه لترك كتيبته بناءً على نشره بانتقاله إلى قوات الصاعقة بالإسكندرية، في هذه اللحظة جاءه اتصال من أحد الضباط بكمين مربع البرث برفح يفيد بتعرضهم لهجوم إرهابي ليهتف خالد مع جنوده (حي على الشهادة)، وخلال دقائق معدودة شكل قوة الدعم: مدرعتين ودبابة وعربه تشويش، وخرجوا لنجدة زملائهم».
وأضاف: «قبل الوصول إلى موقع الاشتباكات بـ700 متر لمح الشهيد عربة بداخل إحدى العشش على جانب الطريق فبدأ التعامل معها فانفجرت، وكانت معدة بمتفجرات لتعطيل وصول الدعم، وعلى بعد 400 متر أطلق القناصة وابلا من النيران وقذائف (RBG) على المدرعة، وتعامل الشهيد معهم من داخل المدرعة، وقتل العديد منهم إلا أن الجبناء الذين يخافون المواجهة دفعوا بسيارة دفع رباعي يقودها انتحاري بها متفجرات من جانب الطريق، لتصطدم بالمدرعة وتنفجر ويستشهد على إثرها».
جنازته المهيبة التى شارك بها المئات من أبناء بلدته طوخ بالقليوبية كانت شاهدة على إجماع الكل على حبه، ومن بينهم كانت هذه السيدة التى وقفت وسط الجمع الغفير تنادى عليه بأعلى صوت لديها لعله يسمعها وهو فى كفنه.
بصوت مرتفع يملأه الحزن نادت عليه السيدة: «فى الجنة ونعيمها يا خالد، محمد بيقول لك: هياخد بتارك، قال لى: قولى لخالد.. محمد هياخد بتارك، محمد قال لى: قوليله يا أمى هاخد بتاره يا أمى».
قصة هذه السيدة مع الشهيد مغربى رواها أحد المسئولين عن صفحة خالد مغربى على «فيسبوك» قائلًا: «مغربى كان مسئولا عن تدريب الفرق، وكان هناك طالب فى الكلية الحربية من طوخ طلب من والدته أن تتوسط له عند قائده مغربى حتى لا يثٌقل عليه فى التدريبات، وبعد مكالمتها الأولى مع قائده زاد مغربى من التدريبات عليه، فعاد الطالب محمد ليتصل بأمه ويشتكى».
وعندما اتصلت الأم للمرة الثانية بمغربى وأعادت عليه طلبها مرة ثانية، أجابها بقوله: «والله يا أمى اللى بعمله ده عشانه وفى مصلحته وهينفعه قدام، إحنا هنحارب سوا ولما استشهد هما اللى هيشيلونى وهيبقوا ضهرى».
وبعد استشهاد مغربى كان هذا الطالب يخدم فى سيناء، ولم يستطع حضور الجنازة، لذا اتصل بوالدته وطلب منها توصيل رسالته: «بلغيه إنى هاخد بتاره يا أمى».