القاهرة 05 مايو 2020 الساعة 01:35 م
حوار: سماح عبد السلام
تميز الدكتور خالد السماحى برسم البورتريه، كونه يتغلغل داخل الشخصية التى يرسمها، ليكشف عن مكنونها بمهارات تقنية عن علم ودراسه وتحليل نفسى، ومن ثم يؤكد على ضرورة أن يرسم الفنان من خلال موديل وليس صورة فوتوغرافية، لافتاً إلى أن من يتصدى لرسم البورتريه يمتلك تحدياً كبيراً لا يتسنى لأي فنان مجابهته..
لماذا عنونت معرضك الأخير بمتحف محمود مختار بمرايا الحكايا؟
بحكم عشقى للأدب والمسرح تساءلت: لماذا لا يكون للمعرض التشكيلى اسم مثل الروايات والقصص والأعمال الإبداعية. الفكرة أن كل لوحة بالمعرض لها حكاية. بعض الحكايات ممكن أن أقوم بحكيها للناس، وحكايات أخرى مرتبطة بى بشكل شخصى لا أقولها، وأخرى مأخوذة من تراثنا وتاريخنا الحضارى، ومن ثم جاء هذا العنوان.
حدثنا عن جدارية "موكب النصر" التى توسطت قاعة العرض؟
موكب النصر أو عودة رمسيس الثانى منتصراً من قادش. تعتبر لوحة جدارية بمساحة كبيرة تم تنفيذها على مدار عامين. نفذت لها بضعة اسكتشات منذ عدة سنوات واستعنت بموديلات خلال التنفيذ. كان لهذه الجدارية قصة لها علاقة بالدراسة، وقصة أخرى، وهى أنني ذهبت فى منحة بدل من فنان فى معبد أبى سنبل بأسوان. كنت أرسم هناك لمدة عشرة أيام. وكل يوم صباحاً أدخل وأرى شروق الشمس وأمكث للرسم طوال اليوم وأدرس الرسوم المصرية القديمة وأرصد سبب بناء المعبد. وتوصلت إلى أن المعبد بُنى على إثر انتصار مصر العسكرى فى معركة قادش ورجوع رمسيس الثانى منتصراً، والرسوم الموجودة فى المعبد كلها تمجد هذا الانتصار العسكرى.
رغم تنوع موضوعات المعرض فإن فن البورتريه يفرض سطوته على العرض.. فما السبب؟
تخصصى الأول هو فن البورترية. بالتالى أهتم بهذا المجال. فضلا عن أنه فن مصرى قديم بحكم أن مصر أول بلد فى العالم نحتت بورتريهات شخصية مثل رع حتب وزوجته نفرت بمتحف الفن المصرى القديم وتمثال أخناتون ونفرتيتى هى بورتريهات شخصية. وكذلك بورتريهات وجوه الفيوم رسُمت منذ اكثر من 2000 عام. إذن مصر هى التى اخترعت فن البورتريه. كما أن الشخصية المصرية ثرية ويمكن كل شخص أن يمثل حكاية ولكن للأسف هذا الفن لا ينصب عليه الركيز فى مصر.
برأيك.. ما الذى يحب توافره فى فنان البورتريه؟
لابد أن يرسم أو ينحت من خلال موديل وليس صورة. هذا تقليد أكاديمى يحتاج إلى علم ودراسة ومعرفة. وأن يكون على دراية بالتحليل النفسى ويعى قراءة الشخصية و متمكن أكاديمياً، ولديه مهارات تقنية سواء فى الرسم أو التعبير والتلوين، وهذا يستغرق سنوات. رحلة فنان البورتريه فى الحياة ممتعة جداً، حيث يرى ويتعامل مع نماذج متباينة. بالتالى ليس كل من رسم بورتريهاً يعُد فناناً للبورتريه.
تقيم ورشاً فنيه بشكل شبه متواصل.. حدثنا عن ماهية هذه الورش؟
لدي مرسمى الخاص الذى أقيم به ورشاً فنية للرسم والنحت، ولكن ليس لى مهنة فى هذا الإطار. وإن كنت أمتلك وجهة نظر فى هذا الأمر وهى أن الفنان فى بداية حياته ربما تكون إمكانياته المادية صعبة ويتمنى أن يرى أساتذة يعملون أمامه. بالنسبة لى كنت أتمنى أن أرى بالتة الفنان المحترف وأتامل منطقه فى العمل وتجهيزاته. للأسف طوال فترة تكوينى لم تحدث هذا الأمنية. حدث مع اثنين من الأساتذة ولكنهم ليسوا من الفنانين الواقعيين، حيث رأيت أستاذى الدكتور رضا عبد السلام الذى رسم أمامنا موديلا بكلية الفنون الجميلة بطريقته التى بها اختزال أو تعبيرية وكانت طريقة مفيدة لنا، كما رأيت الفنان محسن حمزة.
لكن الفكرة أنى كنت أرغب فى رؤية فنان واقعى متخصص لفن البورترية وهب حياته له، بحثت فى التاريخ ووجدت الفنان أحمد صبرى، واستغرب لماذا لم تهتم به كلية الفنون الجميلة، بل لابد نطلق اسمه على أكاديميات الفنون وتؤلف عنه الكتب أسوة بزوران فى سويسرا الذى أطلق اسمه على أكاديمية الفنون هناك، هذا نوع من أنواع التقدير لفنان رحل منذ 60 عاما، وهنا نضيف له قيمة أكاديمية أدبية معرفية للحركة التشكيلية فى مصر أمام العالم.