القاهرة 05 مايو 2020 الساعة 02:24 ص
بقلم : محمد الشافعي
امتلأ صدر البطل الأسطورة إبراهيم الرفاعى .... بكل انواع الأوسمة والنياشين... ولم يتبق فى كل مساحة الصدر إلا مساحة للوسام الأعظم (وسام الشهادة) .... ليحصل علية فى التاسع عشر من شهر اكتوبر 1973..... لحظة رفع الاذان لصلاة الجمعة .. لتصعد روحة إلى السماء وسط إحتفالية كبيرة شارك فيها البشر والملائكة .....
وينتمى الرفاعى إلى الرعيل الاول الذى تأسس منهم سلاح الصاعقة المصرية فى عام 1957.... وشارك فى كل حروب مصر خلال العصر الحديث.....حيث كان ضمن مجموعة الأبطال الذين إستطاعوا التسلل إلى ميناء بورسعيد .......خلال العدوان الثلاثى على مصر 1956 .... واستطاعت هذة المجموعة من ابطال القوات المسلحة تنفيذ عملية كبيرة ضد دبابات العدوان ليلة 15 ديسمبر 1956....مما أدى إلى سرعة انسحاب القوات الإنجليزية والفرنسية من بورسعيد .....
كما شارك الرفاعى فى حرب اليمن ....ورغم قسوة وصعوبة الجغرافيا اليمنية ..... إستطاع هو ورفاقة من أبطال الصاعقة .... تقديم العديد من البطولات حتى اصيب وعاد الى القاهرة بعد الحصول على ترقية إستثنائية ....
وعندما حدثت مؤامرة عدوان يونية 1967.... تلك المؤامرة التى شارك فيها العدو والخصم والصديق والشقيق.... كان الرفاعى فى طليعة الأبطال الذين سجلوا بأحرف من نور البطولات الاولى فى حرب الاستنزاف ....تلك الحرب التى استمرت 1041يوماً.... وقدم خلالها جيشنا العظيم 4400 عملية ضد العدو الصهيونى ...
وبدأت تلك الحرب الطويلة مساء 30يونية 1967بمعركة رأس العين ... وفى الرابع من يوليو 1967 عبر الرفاعى ومعة فقط أربعة من الابطال الى سيناء ... لتنفيذ عملية شديدة الصعوبة ....حيث كان الصهاينة قد جمعوا السلاح الذى تركة جنودنا بعد قرار الانسحاب الخاطئ الذى اتخذة المشير عبد الحكيم عامر ....وأراد الصهاينة إرسال هذا السلاح إلى تل أبيب لإقامة معرض يتفاخرون فية بنصرهم الزائف.....وإستطاع الرفاعى تغيير كل هذة التشوينات من السلاح ليحرم العدو الصهيونى من التفاخر الأجوف.
وفى عام 1968 استثمر الرفاعى علاقتة الطيبة باللواء محمد احمد صادق ... مدير المخابرات الحربية ...وأقنعه بتكوين مجموعة فدائية من أبطال الصاعقة ....للقيام بعمليات توعية خاصة ....ضد قوات العدو الصهيونى شرق القناة وبالفعل تكونت المجموعة 39قتال واختار الرفاعى ابطالها (على الفرازة.)...سواء من الضباط أو صف الضباط أو الجنود ... واستطاع بهذة المجموعة الأسطورية القيام بأكثر من تسعين عملية ضد العدو الصهيونى والعديد من الابطال الى جوار الرفاعى فمن الضباط (احمد رجائى عطية _ محى نوح _ وئام سالم _محسن طة _محمد عالى نصر _إلخ )....ومن صف الضباط (محمد عبدة موسى _سمير نوح _محمد شاكر _محمود الجيزى _هنيدى الشريف _إلخ) وعشرات الجنود ....
وسوف نكتفى بتقديم عملية واحدة ومن عمليات الرفاعى البطولية.....وهى عملية لسان التمساح الأولى ... والتى تمت مساء التاسع عشر من إبريل 1969.....وكانت رداً على استشهاد الشهيد العظيم عبد المنعم رياض رئيس أركان حرب الجيش المصرى الذى استشهد فى منطقة نمرة 6 على شاطئ القناة فى الاسماعلية يوم 9 مارس 1969 على بعد 200 متر فقط من العدو ..... وهى أقرب نقطة من العدو وصل لها قائد بهذة الرتبة فى كل حروب العالم ....
وكان الفريق رياض يمر على خط الجبهة الأمامى للاطمئنان على نتيجة بداية المرحلة الثالثة من حرب الأستنزاف .... والتى بدأت يوم 8 مارس بضربة قوية من كل المدفعية المصرية ضد كل مواقع العدو شرق القناة ... وعندما وصل رياض ومعة قائد الجيش الثانى الى المنطقة نمرة 6 ... استشعر العدو وجود حركة غير عادية .... فبدأ القصف المدفعى على هذة المنطقة ... ونزل الجميع الى الخنادق ... ولكن إحدى الدانات انفجرت على مقربة من الخندق الذى يقف فية الفريق رياض .... لتحدث عملية تفريغ هواء فى أعضاء جسدة الداخلية ويصاب بنزيف أدى إلى استشهاده
وكانت أوامر الرئيس جمال عبد الناصر ضرورة الانتقام من النقطة التى خرجت منها هذة الدانة....وهى النقطة الحصينة لسان التمساح .... التى تقع على بعد ثلاثة كيلو متر فى عمق سيناء قبالة مدينة الإسماعلية ... وتم تكليف الرفاعى بهذة المهمة .... فقام بعمليات الاستطلاع المطلوبة ....ووضع خطة الهجوم على تلك النقطة الحصينة التى تتكون من أربع دشم ....
وقرر القيام بالعملية مساء 19 أبريل 1969 (بعد أربعين يوماً من استشهاد رياض ) وتم تقسيم ابطال العملية الى عدة مجموعات .....مجموعة الاستطلاع... مجموعة قطع امدادات العدو ....وأربع مجموعات للهجوم على الدشم الأربعة ... ومجموعة قيادة وحراسة القوارب ... ومجموعة القيادة والسيطرة بقيادة الرفاعى.