القاهرة 28 ابريل 2020 الساعة 01:34 م
بقلم :د. هبة سعد الدين
مفاجأة هذا العام في عالم الدراما التليفزيونية مسلسل "النهاية" منذ ظهور التنويه الخاص به على مواقع التواصل الاجتماعي ومشاهدة الملايين له ، مما آثار الانبهار والانتظار لذلك العمل الذي يعد تجربة مختلفة وجديدة وتفتح آفاقا متطورة ، فالفكرة بدايةً تجعلنا نرى الوجوه الأخرى للدراما .
تدور أحداث المسلسل فى عام 2120 حول مهندس يحاول مقاومة سيطرة النظام على التكنولوجيا وتأثيرها على حياة البشر، لكن محاولاته تقوده إلى مواجهات خطيرة ؛ خاصة مع ظهور رجل آلي مستنسخ، لتتوالى الأحداث في محاولته الدفاع عن الحياة .
فالخيال الدرامي الذي يغوص في مساحات الخيال العلمي نفتقده في أعمالنا الدرامية بشكل عام ونادر جدا وجوده في المنطقة العربية ككل لما يحمله من أفكار مبتكرة وضخامة الإنتاج ؛ لذلك لم نره سوى في مسلسل "نهاية العالم ليست غدا" 1983 للكاتب يسرى الجندي والمخرجة علوية زكى ، حيث جاءت لأول مرة الكائنات الفضائية إلى الفنان حسن عابدين واعتبر من حوله "مجنونا" ولم يصدقه أحد .
نحن هذه المرة أمام عمل يفاجئ جمهوره منذ الحلقة الأولى بأحداث تتجاوز الواقع بمائة عام ، تلك السنوات صدمتنا منذ اللحظات الأولى بسيطرة التكنولوجيا بصورة تجعل المشاهد يتابع ذلك العالم الذي حاول الكاتب عمرو سمير عاطف أن يضعنا معه أمام المشكلة الأساسية التى يعانى منها الجميع وهى "الطاقة" التي يسعى المهندس يوسف الشريف لإيجاد حل لها من خلال اختراعه الذي يواجه بصرامة وكأن القائمين على الدولة لا يريدون حلاً للمشكلة .
على الجانب الآخر عندما نتابع تلك الصرامة سندرك أبعادها على مدى الأحداث في مواجهة من يتجاوز قانون النظام فيما يتعلق ب "التعليم الانتقائي"!!
مائة عام ليست بالفترة التي تغير الكثير من ملامح البشر وسلوكياتهم؛ لكنها كفيلة بطرح المزيد من التغييرات حولهم ، فالتكنولوجيا المسيطرة على المكان هي الملمح الملح في كافة مشاهد الحلقة الأولى وعلاقة أبطال العمل بها ، جانب لا يمكن أن نغفله وهو "القدس الشرقية" وذلك الحديث عن اتحاد العرب وانتصارهم على "إسرائيل" وتفكك الولايات المتحدة الأمريكية وانهيارها ، ونفاجأ بكم عنف النظام في مواجهة كل من يخالف قانون التعليم الانتقائي ، لدرجة قتل طفل يستمع إلى الدرس!!
تمهد الحلقة الأولى في كل تفاصيلها للأحداث؛ سواء أزمة الطاقة أو حالة السيطرة على كافة سلوكيات البشر، والروبوت ذوي الذكاء الاصطناعي والذي سيتسبب في النهاية، وذلك الذي يتحدث عن الحرب القادمة.
بداية متوقعة من الكاتب المتميز عمرو سمير عاطف الذي قدم عالم ما بعد المائة عام بتفاصيل المكان والبشر والتمهيد لكافة التفاصيل القادمة ، وكذلك المخرج ياسر سامي الذي استطاع أن يقدم كافة التفاصيل التى تدعم الفكرة التي جاء بها الفنان يوسف الشريف الذي ينتظر أعماله الجمهور وعاد بعد غياب منذ عام 2017 ومسلسل "كفر دلهاب"
مسلسل "النهاية" فكر جديد ورؤية لموضوعات الخيال العلمي والنجاح المتوقع له ولعالمه الخيالي يؤكد أنه مجرد بداية.