القاهرة 30 مارس 2020 الساعة 01:46 م
تأليف: الإخوة جريم
ترجمة: سماح ممدوح حسن
فى الأزمنة السحيقة، كان الرب بنفسه لا يزال يمشي على الأرض. وكانت ثمار ما تنبت الأرض أكبر بكثيرا منها الأن. وكانت كيزان الذرة لا تحمل خمسين أو ستين، بل كانت تحمل أربعمئة او خمسمئة ضعف. وكانت كيزان الذرة تلك تنمو من أعلى حتى أسفل ساق النبات، وطبقا لطول الساق كانت أطوال الكيزان.
لكن الإنسان، عندما يكون فى أيسر أحواله لا يقدر نِعم الله ولا البركات التى تاتى من عنده، لكنهم يستمرو فى اللا مبالة والإستهتار.
فى أحد الأيام، كانت هناك امرأة تمر عبر حقل ذرة، ووقعت ابنتها الصغير، والتى كانت تركض بجوارها، فى بركة وحل، فاتسخ ثوبها، ولهذا قطعت الأم حفنة من كيزان الذرة الجميلة ونظفت بهم ثوب الفتاة. وبعدها جاء الرب، ورأى ما فعلت الأم، فغضب للغاية وقال:
"من الآن فصاعدا، لن تنمو كيزان ذرة أخرى على سيقانها، فالبشر لم يعودو يستحقون الهبات السماوية بعد الآن"
كان الذين يقفون ويراقبون ماحدث مرتعبين مما رأو، فجثو جميعا على ركابهم، وصلو وتضرعو إلى الله أن يبقى الذرة على سيقانها. فحتى لو كان البشر لا يستحقون تلك الهبات، فليكن هذا من أجل الطيور البريئة والتى سوف تجوع جراء ذالك.
حينها رأى الله معاناتهم، وأشفق عليهم، واستجاب لتوسلاتهم، وترك الذرة تنمو، وهى تنمو الآن.