القاهرة 31 مارس 2020 الساعة 11:09 ص
حاورتها: شيماء عبد الناصر
كتب الدكتور حمدي عبدالله مقدمة كتالوج الفنانة سامية الشيخ بمعرضها الأخير.. يقول:
بدأ النسيج منذ بداية ظهور الإنسان على وجه الأرض، حيث قدم العنكبوت الفكرة الأساسية التي قام عليها مفهوم النسيج وإن اختلف الهدف عند كليهما، فالعنكبوت ينسج خيوطه الشفافة الحريرية للإيقاع بالحشرات في شباكه ليتغذى عليها، أما الإنسان فكان هدفه الأساسي الاكتساء والاتقاء من أحوال الطبيعة وستر عورته إلى أن ارتقى بعد ذلك إلى مرحلة الإبداع في نسجه.
أما عن تجربة الفنانة سامية الشيخ التي تملك الكثير من الخبرة الممتدة في المجال طوال مراحله الفنية المختلفة، إلا أنها تنفرد بشخصية وأسلوب فني متفرد تلحظه في كل معارضها السابقة التي تنوعت وكشفت عن جوانب إبداعية متميزة.
في هذا المعرض تقدم الفنانة جانبا آخر يضاف إلى تجربتها الثرية والمتميزة في مجال النسيج، وهو تخصيصه لموضوع المرأة من خلال الربط بين مجال التصوير والنسيج واتخاذ موضوع الصور الشخصية التي أبدعها فناني الحضارات المختلفة، والفنون الكلاسيكية في مصر والعالم تكريمًا لها. إن التعبيرات الفنية المختلفة كشفت عن جوهرها وقيمتها فب الحياة والتي سعى كل من رسمها إلى إبراز جوهرها المكنون وقيمتها في الحياة.
فطنت الفنانة سامية الشيخ في هذا المعرض إلى التعبير عن المرأة وتكريمها من خلال إعادة الصياغة لبعض الأعمال الفنية -صور شخصية- التي تناولتها في مجال التصوير من خلال المزاوجة بين مجال التصوير والنسيج في رؤية إبداعية جديدة، وفتحت آفاقا في مجال التخصص من خلال تناولها لهذا الموضوع.
أولا بالتأكيد يود متلقي الفن التشكيلي التعرف على الفنانة سامية الشيخ. وعن توجهاتها الفنية. وكيف دخلت إلى هذا العالم؟
اسمي سامية الشيخ. درست وتخرجت في كلية التربية الفنية بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف بترتيب الرابع على دفعتي. سافرت لاستكمال دراسة الدكتوراه للولايات المتحدة الأمريكية. ودرست هناك التربية الفنية. كما درست النسيج اليدوي في استوديو الفنانة العالمية نانسي بلفور. وبعد عودتي للبلاد في 1994 ، كنت قد اقتنيت نول يدوي حديث ذو امكانات جيدة حيث كان من أهم ما جلبت معي من هناك. ثم بدأت نشاطي الفني فقدمت 6 معارض عرضتها جميعا في اتيليه القاهرة في الفترة من 1999 وحتى 2007 .
ومنذ ذلك الحين انشغلت بكوني عضوا مؤثر ا في المنظمة العالمية للتربية عن طريق الفن والتي أدرجت فيها من ممثل للشرق الأوسط وأفريقيا إلى أن أصبحت نائب رئيسها حتى الآن. كانت مشاركاتي الفنية تتمثل في المعارض الجماعية مثل المعرض العام ومعرض أجندة بالإسكندرية وصالون النسجيات الدوري . إلى جانب مشاركاتي في السيمبوزيومات العالمية والمحلية. إلى أن قررت أن اقوم بمعرضي الحالي.
أعجبت جدا بمعرضك ولفتت نظري جدًا تقنياتك في العمل. حدثيني عن هذه التقنية وكيف تعرفت عليها؟
تعرفت على التقنية خلال دراستي في أمريكا . إلا ان مراسلتي المتنوعة ورغبتي الدائمة في الوصول إلى التطوير الدائم في مجال النسيج أعطاني حدس التجديد والابتكار . فما استخدمته من تقنيات هو شيء خاص بي جدا خصوصا في استخدام الصور الشخصية في النسيج . قد ترجع هذه التقنية إلى ما يعرف باللحمة الزائدة. اول مره استخدمت هذه التقنية كان في عام 2000 حيث نشر العمل الفني هذا في الغلاف الداخلي لمجلة الجديدة.
في رأيك استخدام الفنان للخامات متعددة ماذا يثبت؟
الخامات هي أدوات الفنان في التعبير عن وجهة نظرة. واستخدام الخامات يتطلب من الفنان ان يكون على دراية بطبيعتها الفيزيائية ومعطياتها التشكيلية. ولذلك فهي تضيف قيما ملمسية وسطحية لا يمكن الحصول عليها بدونها.
يسعى كل فنان إلى أن يقدم رسالة.. فما هي رسالتك؟ وهل أنت من أنصار مفهوم الفن للفن أم الفن لخدمة المجتمع؟
من بدء الحضارات والفن يرصد تاريخ الشعوب . الفنان يعبر عن مرحلته وبيئته وتوجهاته ناحية مجتمعه. فهو يرفع الذوق العام والثقافة في المجتمع . إلى جانب انه يساعد في النشاط الاقتصادي في حالات مثل شراء الخامات والأدوات إلى جانب اقتناء الأعمال.
ما هي الصعوباتُ والعراقيلُ التي تواجهك في مسيرتك الفنِّية؟
اهم الصعوبات التي تواجه أي فنان نجد نوعين من الصعوبات.. صعوبات مادية تتمثل في تحمل الفنان جميع الأعباء المادية حتى تخرج أعماله إلى العرض دون وجود أي نوع من الدعم.
الصعوبات الثانية هي قاعات العرض التي أصبحت مقصورة على بعض الفنانين المعروفين ولا تسمح للفنانين المغمورين مثلي بالعرض. وقاعات وزارة الثقافة أصبحت بالانتظار الطويل الذي ليس له أي مبرر . فنضطر إلى أن نلجأ للعرض في قاعات تفرض رسوما بالآلاف.
رأيك في دور النقد ومدى مواكبته للمشهد التشكيلي؟
التقدير دوره فعال جدا ولكن نحتاج إلى أكثر من مجلة دورية كي يمكن الاستفادة الحقيقية من النقد الفني.
ما هو العمل أو المشروع الأقرب إلى قلبك؟ وما هي خطتك للأعمال القادمة؟
المشروع الأقرب إلى قلبي ذلك الذي قمت بتصميمه وتنفيذه بقاعة العرض في بيت الفن في ميونيخ . وان شاء الله انا بصدد الاستفادة من هذا المشروع في القريب