القاهرة 17 مارس 2020 الساعة 10:17 ص
بقلم: د. هبة سعد الدين
جاءت "تويتة" الفنان العالمي جيمي جون لوى وصوره فى الأقصر أثناء مشاركته فى مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية بكلمات لا تتجاوز المئة وأربعين حرفاً طبقا للقواعد التويترية: "أنا في الأقصر مع الملوك... لا داعي للذعر، كل شيء على ما يرام فيما يتعلق بفيروس كورونا" ليوجه عدة رسائل للعالم، أولاها أنه يستمتع بوقته ويسجل جمال الأقصر وكأنه يسوق مجاناً للسياحة فى مصر، ويقدم للعالم مكاناً رائعاً يدعوهم لزيارته، وتأتى "التويتة" ليخبر العالم من خلالها أنه ومن معه بخير وسط تلك الموجة من الهجوم على مصر؛ فيما يتعلق بفيروس كورونا.
وها هو المهرجان فى هذه الدورة يقدم الفنان العالمي "لوى" وهو يرتدى زيه الأفريقي متجولاً فى المعبد ومستمتعاً بعرض الصوت والضوء، وباعثاً بصوره ومشاعره لحظة بلحظة للعالم صورة مميزة لم تكلفنا الكثير.
على الرغم من أنها مجرد تويتة وبعض الصور التى تسجل جانباً من فعاليات مهرجان الأقصر؛ سواء المؤتمر الصحفى الذى يقام للمرة الثانية فى معبد الأقصر العريق والذى تمثل إقامته فيه مؤشراً لتطور العقول التى تدير وتدرك عبقرية التسويق للحضارة والسينما والمهرجان فى آن واحد.
لقد كان السبق من خلال إقامة مهرجان "السينما الأفريقية" ذلك الجانب الذى بدأت إضاءته منذ ثماني سنوات، لنرى الدور الغائب للسينما حاضراً، وتبدو "فكرة" إقامة مؤتمر صحفي فى معبد الأقصر والتى كانت بدايتها فى المرة الأولى للفنان العالمي دانى جلوفر، ليبدو دور الفن بوجه عام وهو ليست فعاليات تقام وتجمعات لصناعه ومحبيه؛ بل يتجاوز كل ذلك إلى فضاء أرحب؛ حيث السياسة والاقتصاد والسياحة والمجتمع وغيرها من الأدوار. والمهرجانات السينمائية ليست الأفلام و العروض ولقاءات صناعها علي السجادة الحمراء؛ بل تتسع أدوارها التى نحن أحوج ما نكون إليها فى هذه المرحلة. وها هو مهرجان الأقصر يقدم بعضها.
فالفيلم المصرى الذى كان طائر "اللهجة" المصرية الذى شرع أجنحته نحو البلاد حاملاً كافة ملامح مصر وشعبها واللهجة التى أحبها الكثيرون واتقنوها واستمتعوا بتقليد فنانينا فكان الفيلم المصرى السفير "الإنساني" الذى حقق الكثير.
مهرجان "الأقصر" قدم تكريمات تشمل القارة السمراء، وورش عمل وإصدارات حول السينما المصرية والأفريقية، ودعما للسينما المستقلة وصناعها وتكريما لصناع السينما الأفريقية وداعميها. لقد ظهر المهرجان فى دورته التاسعة رغم كل الصعوبات التى تواجهه منذ بدايته ولاتزال؛ ليضع بصمته ويتحدى الإمكانيات المادية بعقول قادرة على توظيف الحدث والمكان فى عدة مسارات لتنجح السينما وتفوز مصر، ويقدم للمهرجانات السينمائية وغيرها الأفكار والأدوار التى نتمنى أن نرى منها المزيد.