القاهرة 11 مارس 2020 الساعة 09:40 ص
ضمن سلسلة كتاب الفيصل التي تصدرها مجلة الفيصل السعودية صدر هذا الكتاب " الزعيم الذي أحب الأحاجي.. حكايات شعبية غرب إفريقية" والذي اشترك في كتابته كل من "ويليام هنري باركر" و "سيسيليا سينكلير"، وقام بترجمته المترجم المصري الحسين خضيري. يبدأ الكتاب بمقدمة المترجم والتي يعرف من خلالها بمحتوى الكتاب بأنه "قصص من التراث الشعبي في إقليم غرب إفريقيا... ويمتد إقليم غرب إفريقيا من مصب نهر السنغال عند خط عرض 16 شمال خط الاستواء تقريبا حتى حدود نيجيريا الشرقية، ويمثل الإقليم الحدود الشمالية القصوى لقبائل "البانتو"، وتضم هذه المنطقة السنغال وغامبيا وغانا وسيراليون وليبيريا وساحل العاج وساحل الذهب وداهومي ونيجيريا، وتمتد إلى الداخل لتمثل القسم الكبير لإفريقيا الذي يعرف بالسودان الغربي" وهي قصص شفاهية تناقلتها الأجيال، "عالجت موضوعات عدة كالجشع والحسد والأنانية وغيرها من الأمراض الإنسانية، وعالجتها بحكمة وتلقائية"
. " بطل هذه القصص هو أنانسي، وأنانسي Anansi إله محتال من غرب إفريقيا، دائما ما يتخذ هيئة عنكبوت، ويعد رب المعرفة"، وهو من الفلكلور الكاريبي . وقد نشأت حكايات أنانسي عند قبائل الأشانتي في غانا، وقد كانت هذه الحكايات بابا لتعلم الحكمة والحيلة والمقاومة والأمل والكبرياء لدى الأفارقة في كفاحهم ضد الرق والعبودية. وفي مقدمة المؤلف التي كتبها ويليام هنري باركر يوضح كيف جمع هذه الحكايات الفلكلورية فيقول: لقد جمعت مادة هذا الكتاب بالأسلوب التالي، السياسة التعليمية للحكومة أقامت معهدا لتدريب المعلمين في أكرا، لقد سمح للطلاب الأوائل باكتساب بعض الخبرات الثمينة في مدارس مقاطعاتهم، فقد كانت اللغة الإنجليزية مألوفة لديهم كي يعبروا عن أنفسهم بطلاقة ووضوح ... بالحصول من هؤلاء الطلاب على رؤى مختلفة للقصة نفسها، أصبح من اليسير إلى حد ما استئصال الزيادات والزيف" يقع الكتاب بعد ذلك في جزأين: الجزء الأول: "حكايات أنانسي أو سبايدر" وبه ثماني عشرة حكاية . الجزء الثاني: "حكايات ميسيلانيوس" وبه سبع عشرة حكاية.
تقوم هذه الحكايات جميعا والتي تمتاز بالقصر والتكثيف على غرس القيم الاجتماعية المفتقدة كمساعدة الضعفاء، والرضا بالنصيب، والوفاء بالعهد، والشجاعة، وغيرها، ونبذ الخصال السيئة كالغيرة والأنانية والطمع. يحسب للمترجم الحسين خضيري حرصه على سلاسة اللغة مع الأمانة في نقل روح الحكاية كما هي، إلى جانب إضاءاته على بعض ما يستحق الشرح والتفسير. الكتاب في مجمله يحمل رسالة قيمية، بجانب رسالته الثقافية في التعرف على بعض تراث شعوب غرب إفريقيا.